أثينا: مصادمات ومواجهات بين الشرطة والمحتجين على زيارة المستشارة الألمانية

سامراس: اليونان ملتزمة بالإصلاحات والبقاء في «اليورو».. وميركل: الشعب اليوناني ضحى كثيرا وعليه الصمود

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء اليوناني أنطونيوس ساماراس خلال المؤتمر الصحافي في قصر ماكسيموس في أثينا أمس (إ.ب.أ)
TT

أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على أن اليونان وألمانيا أصدقاء وشركاء في أوروبا والناتو وغير ذلك من المنظمات الدولية، ولذلك لا بد من حل المشكلات معا. وأوضحت ميركل أن الوضع صعب جدا على اليونان والشعب اليوناني، وتم اتخاذ الكثير من التضحيات وتحقيق تقدم في الكثير من المجالات ومواجهة العقبات، ولكن الطريق لا يزال صعبا والأمر يحتاج إلى الكثير حتى لا تكون هناك مأساة كبري.

وأشارت ميركل في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء اليوناني اندونيس سامراس إلى أنه على الرغم من عمل الكثير فإن هناك الكثير مما لم يتم فعله بعد، ولا بد من النظر إلى المستقبل، وأن ألمانيا سوف تساعد اليونان في برامج الإصلاحات وفتح طريق جديد للتعاون اليوناني – الألماني، وخصوصا في التنمية وبمساهمة صندوق الاستثمار الأوروبي والمجلس الأوروبي.

ورحبت ميركل بتراجع العجز في اليونان في عام 2011 عما كان عام 2009، موضحة أن ذلك من جراء الجهود والإصلاحات التي قامت بها اليونان، واختتمت حديثها بأن ألمانيا سوف تظل صديقا لليونان.

من جانبه ذكر سامراس أن زيارة المستشارة الألمانية لأثينا هي فرصة تؤكد مرة أخرى على أن اليونان ملتزمة بالإصلاحات والتعهدات التي أخذتها على نفسها، وحتى تستطيع كسر جمود البطالة والركود والوقوف مجددا على قدميها، موضحا أن اليونان سوف تبقى في اليورو.

وأكد سامراس على تصاعد مؤشر المصداقية لليونان في الخارج، والشيء الذي يؤكد ذلك هو زيارة ميركل لليونان، مشيرا إلى أن العلاقات الثنائية بين البلدين قوية ومتينة، وخصوصا في مجال الصحة والإدارة العامة.

وشدد رئيس الوزراء اليوناني على أنه خلال وقت قصير سوف يتم تكذيب هؤلاء الذين يتراهنون على إفلاس اليونان، وأثينا سوف تفتح صفحة جديدة مع الجميع وخصوصا مع برلين، وذكر أن خلال محادثاته مع ميركل قال إنها تحترم رأي الشارع اليوناني ولا يمكن أن تضيع تضحيات الشعب اليوناني التي تم القيام بها حتى الآن، وأن اليونان طوت صفحة الماضي وحسنت صورتها في الخارج خلال الفترة الأخيرة.

وعن الاستفادة من الزيارة سواء لميركل أو سامراس، ذكرت ميركل أن وجودها وسط أثينا والحديث مع المسؤولين اليونانيين ومعرفة الحقيقة هي استفادة من الزيارة، فالشركاء عليهم الجلوس معا والحديث حول مشكلاتهم المشتركة ومن ثم طرح الحلول ووجهات النظر لحل هذه المشكلات، وأن الزيارة مفيدة للألمان لأنهم سوف يعرفون الأشياء والحقيقة على الأرض.

ولكن ميركل تهربت من الالتزام صراحة بمساعدة اليونان، وهذا ظهر عندما قالت إن تقرير الترويكا سوف يحدد عملية القسط المتبقي من المساعدات، وبهذا يكون سامراس لم يحقق الهدف الأساسي الذي كان يصبو إليه من دعوة ميركل لأثينا والحصول على وعد بالمساعدة.

من جانبه أشار سامراس إلى أن زيارة ميركل لأثينا تغلق ملف العزلة الدولية مع اليونان، وإعادة المصداقية للأسواق اليونانية، وأن الجميع يعرف أن اليونان تستطيع مواجهة الأزمة وتفاديها، ولأن مكان ألمانيا اقتصاديا معروف، ولذلك فإن اللقاء مهم ويجلب المكاسب لليونان.

وكانت قد دفعت وزارة الأمن العام اليونانية بنحو 7 آلاف شرطي لتأمين زيارة المستشارة الألمانية إلى أثينا، التي استغرقت ست ساعات فقط، وطلبت الشرطة تعزيزات أمنية من الأقاليم البعيدة عن أثينا، حيث تم إغلاق وسط المدينة أمام السيارات وتحويل خطوط سير الحافلات العامة، كما تم محاصرة المحتجين في ميداني أمونيا وسيندغما بعيدا عن أماكن تحركات ميركل.

ولم تشهد أثينا مثل هذه الإجراءات الأمنية منذ خمسة عشر عاما عند زيارة الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون لأثينا، ولكن هذا يأتي جراء الغضب الشعبي اليوناني تجاه ألمانيا، حيث يعتقد الكثير من اليونانيين أن ألمانيا هي السبب في ما تعانيه بلادهم، بعد أن انتقدت المستشارة الألمانية ورجال السياسة الألمان بحدة وبطريقة علنية اليونان والشعب اليوناني معظم السنوات الثلاث الماضية، وتم وصف اليونانيين بالكسالى وعدم رغبتهم في العمل، كما أن التدابير التقشفية التي تم إقرارها بضغوط من الدائنين وفي مقدمتهم ألمانيا زادت من نسبة التقشف والركود في البلاد.

وشهدت أثينا أمس مظاهرات حاشدة، بتنظيم من النقابات واتحادات العمال والموظفين، وانتهت بصدامات ومواجهات مع الشرطة التي اعتقلت نحو 90 شخصا، ويرفض المحتجون التدابير التقشفية الجديدة التي تخفض من المرتبات والمعاشات، في ظل زيادة نسبة البطالة التي وصلت إلى أكثر من 50 في المائة في صفوف الشباب.