تكتلات التجار لتخزين لحوم الدواجن في مكة تنذر بأزمة في موسم الحج

مطاعم مكة تتجه لرفع الأسعار في حال ارتفاع حجم التكاليف

أحد مطاعم مكة المكرمة («الشرق الأوسط»)
TT

تكتل عدد من كبار التجار والشركات في منطقة مكة المكرمة خلال الأسابيع القليلة الماضية لتخزين الدجاج المجمد، في خطوة استباقية لأزمة متوقعة للحوم الدواجن في أسواق مكة أثناء موسم الحج.

وبحسب معلومات جديدة حصلت عليها «الشرق الأوسط» أمس، فإنه بدأت تلوح في الأفق بوادر أزمة جديدة للحوم الدواجن خلال موسم الحج، وهو الأمر الذي من المتوقع أن يقود إلى ارتفاع أسعار الدجاج في مكة المكرمة خلال موسم الحج بنسبة تصل إلى 20 في المائة.

وأبدى أحد كبار ملاك المطاعم في مكة المكرمة خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أمس قلقا شديدا من إمكانية حدوث أزمة شح معروض للحوم الدواجن خلال موسم الحج، مبينا أن اللحوم الحمراء المستوردة متوفرة خلال هذه السنة وبشكل ملحوظ.

وقال إبراهيم هليل المطيري، وهو صاحب سلسلة مطاعم في مكة المكرمة، لـ«الشرق الأوسط»، أمس: «في موسم حج هذا العام، من المتوقع أن يكون هنالك أزمة شح معروض للحوم الدواجن، وهو الأمر الذي سيقود بطبيعة الحال إلى ارتفاع في أسعار الدجاج من قبل الشركات المنتجة»، مضيفا أنه «في حال ارتفاع الأسعار من قبل الشركات المنتجة، فإن المطاعم بالتالي سترفع من أسعار الوجبات، ومن المتوقع أن تبلغ نسبة زيادة الأسعار خلال موسم الحج نحو 20 في المائة من مستوياتها الحالية».

وأوضح المطيري أن تكتل بعض التجار والشركات بهدف تخزين لحوم الدواجن في ثلاجاتهم أمر ملاحظ خلال الأسابيع القليلة الماضية، وقال «هم يستهدفون موسم الحج، ولكن هذا الأمر سيقود إلى تجفيف السوق وارتفاع الأسعار».

وأشار إلى أن يومي 5 و6 من شهر ذي الحجة المقبل يشهدان أكبر معدلات الطلب على وجبات المطاعم في مكة المكرمة، وقال «يوما 5 و6 من ذي الحجة، كفيلان بأن يتم سحب جميع حجم المعروض والمخزن الحالي من لحوم الدواجن، وهذا الأمر ينذر بأزمة بدأت ملامحها تظهر على السطح هذه الأيام».

وأوضح المطيري أنه من الممكن عند حدوث أزمة شح معروض للحوم الدواجن خلال موسم الحج أن تتجه المطاعم إلى بيع «الفروج»، وقال «نحن الآن نبيع الدجاج الذي يبلغ حجمه 1000 أو 900 غرام، ولكن عند حدوث أزمة شح معروض فإننا سنتجه للدجاج الذي يبلغ حجمه 600 غرام، كما حدث قبل نحو 3 سنوات».

ولفت المطيري إلى أنه يستأجر عددا من المطاعم بالمنطقة المركزية في مكة المكرمة بسعر يبدأ من 900 ألف ريال (261 ألف دولار) لمدة 20 يوما فقط، موضحا أن معدلات الهوامش الربحية للمطاعم عادة تصل إلى ما نسبته 50 في المائة.

وحول اللحوم الحمراء، قال المطيري: «ليس هنالك أي أزمة شح معروض للحوم الحمراء في هذا العام، لأن هنالك كميات كبيرة مستوردة من أستراليا، وبعض الدول الأخرى المصدرة»، مؤكدا على أن الأزمة الحقيقية ترتكز في لحوم الدواجن البيضاء فقط.

وتساءل المطيري عن سبب ارتفاع كرتون الدجاج الذي يبلغ حجمه 1000 غرام من مستويات 97 ريالا (25.8 دولار) لبيع الجملة إلى مستويات 128 ريالا (34.1 دولار) بشكل مفاجئ، وقال إن «الشركات يبررون موقفهم بارتفاع تكاليف الإنتاج وخصوصا ارتفاع سعر الأعلاف، ولكن الملاحظ أنهم استبقوا تأثير هذه المبررات برفع الأسعار».

وكان الدكتور فهد بالغنيم وزير الزراعة السعودي قد أقر خلال تدشينه لمرصد أسعار السلع الأساسية في مقر الغرفة التجارية والصناعية في الرياض قبل نحو أسبوعين، بارتفاع أسعار الأغنام في الأسواق المحلية في البلاد، وقال «نعترف بأن أسعار الأغنام مرتفعة جدا، وتفوق قدرات متوسطي الدخل خلال الفترة الحالية، ونعمل مع اللجنة الوزارية للتموين على دراسة الأوضاع الحالية وكيفية التعامل معها».

وفي رده على سؤال «الشرق الأوسط» حول ما إذا كان هنالك توجه لزيادة دعم الأعلاف من قبل الدولة، قال الدكتور بالغنيم: «في العام الماضي تم زيادة دعم الأعلاف بنسبة 50 في المائة فور صدور أمر ملكي بذلك، والجميع يعلم أن السعودية تستورد الأعلاف من الخارج، لذلك لا بد من مواكبة الأحداث والتعامل معها، ومن الإجراءات الممكنة زيادة دعم الأعلاف مقارنة بمستوياته الحالية».

وحول أسباب ارتفاع أسعار الدواجن في السوق السعودية بنسبة تصل إلى 20 في المائة، قال بالغنيم إن «ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء زاد من عمليات الطلب على الدواجن مما ساهم في رفع الأسعار، كما أن العامل الأكثر تأثيرا هو أن الأعلاف المخصصة لتغذية الدواجن جميعها مستوردة، وهذه الأعلاف ارتفعت تكلفتها خلال الفترة الأخيرة أيضا».

يشار إلى أنه بات موضوع الذبح العشوائي للمواشي خلال موسم الحج، الذي يعتبر من أكبر المهددات البيئية والصحية، في مراحله النهائية بعد اكتمال الاستعدادات التي ينفذها مشروع السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي، وهو المشروع الذي يستهدف تيسير أداء مناسك حجاج بيت الله الحرام للموسم الحالي، من الهدي والفدى والأضحية والصدقة، بعد استيفاء الشروط الشرعية والبيطرية في مذبوحات المشروع، من خلال توزيعها على الفقراء والجمعيات الخيرية داخل البلاد وبعض الدول الإسلامية.

ونظرا لما كان يحدثه الذبح العشوائي في السابق بمنطقة المشاعر المقدسة، فقد عمل المشروع على الحفاظ على بيئة هذه المشاعر المقدسة؛ تربة وجوا، للمحافظة على صورتها الخارجية التي كان يهددها الذبح العشوائي، كما يسعى المشروع لتحقيق الإفادة من المخلفات وتوزيع عائدها على فقراء الحرم.

وكشف المهندس موسى العكاسي المشرف العام على المشروع، عن أكبر المهددات لبيئة المشاعر المقدسة والمتمثلة في ظاهرة الذبح العشوائي التي تشوه صورة المشاعر وتضر بالبيئة، مشيرا إلى زيادة الوعي عاما بعد عام بدور وطاقات مشروع الأضاحي في السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي عبر سلسلة مجازر بمنطقة منى، وذلك بتضافر الجهود من مختلف الجهات الحكومية ذات العلاقة، من أجل تقليص حجم ظاهرة الذبح العشوائي التي تهدد بيئة المنطقة المقدسة جوا وتربة.

وحدد المهندس العكاسي 8 مجازر منقسمة إلى قسمين، تتمثل في وحدات مفتوحة وأخرى مغلقة، موضحا أن الوحدات المفتوحة خاصة بالأغنام، حيث يشتري الحاج عند مدخل الوحدة سندا أو أكثر بعدد الأغنام التي يرغب في شرائها، وبإمكان الحاج أداء نسكه بنفسه أو تحت إشرافه، ومن ثم تتولى إدارة المشروع إتمام عملية السلخ والتجويف والتنظيف، بالإضافة إلى تمكين الحاج من شراء الأنعام من التاجر مباشرة بإضافة مبلغ 150 ريالا لقيمة الشراء لتغطية جزء من تكاليف التشغيل والخدمات الشرعية والبيطرية ونقل اللحوم لمستحقيها.