«البتروكيماويات» السعودية تكبد المستثمرين خسائر فادحة وتصيبهم بخيبة أمل

للربع الثالث من العام الحالي

من المزمع أن تعلن شركة «سابك» عن نتائجها المالية خلال الأسبوع الحالي («الشرق الأوسط»)
TT

تسببت النتائج المالية الضعيفة لعدد من شركات الصناعات البتروكيماوية السعودية في خيبة أمل كبرى اجتاحت المستثمرين في السوق المالية المحلية خلال الأيام القليلة الماضية، يأتي ذلك في الوقت الذي من المزمع فيه أن تعلن شركة «سابك»، وهي الشركة الأكثر تأثيرا على تداولات سوق الأسهم السعودية، عن نتائجها المالية خلال الأسبوع الحالي.

وأبدى مستثمرون سعوديون قلقا شديدا من مستقبل استثماراتهم في عدد من شركات الصناعات البتروكيماوية في البلاد خلال الفترة المقبلة، مؤكدين على أن الاستمرار في انخفاض معدلات الأرباح لبعض الشركات، واستمرار شركات أخرى بتحقيق خسائر متجددة، سيزيد من خسائرهم التي تكبدوها بسبب تراجع القيمة السوقية لأسهم شركات قطاع البتروكيماويات.

وأرجعت شركات بتروكيماوية سعودية أسباب النتائج المالية «المخيبة» للربع الثالث من العام الحالي، إلى انخفاض متوسط أسعار منتجاتها في السوق النهائية من جهة، وإلى زيادة معدلات تكاليف الإنتاج من جهة أخرى.

وأمام هذه المستجدات، أعلنت شركة «كيان» عن تكبدها خسائر فادحة للربع الثالث من هذا العام، حيث بلغت مستويات هذه الخسائر نحو 178.37 مليون ريال (47.5 مليون دولار)، مقابل 35.16 مليون ريال (9.3 مليون دولار) للربع المماثل من العام السابق، وذلك بارتفاع قدره 407.3 في المائة.

وأشارت شركة «كيان» في بيان نشر على موقع «تداول» يوم أمس، إلى أنه بلغت الخسارة التشغيلية خلال التسعة أشهر الماضية نحو 111.35 مليون ريال (29.6 مليون دولار).

بينما كانت قد أعلنت شركة «ينساب» أول من أمس، عن صافي ربح خلال الربع الثالث من العام الحالي بلغت قيمته نحو 435.73 مليون ريال (116.1 مليون دولار)، مقابل 827.94 مليون ريال (220.7 مليون دولار) للربع المماثل من العام السابق، وذلك بانخفاض قدره 47.4 في المائة.

بينما أعلنت شركة «الصحراء للبتروكيماويات»، أول من أمس، عن صافي ربح خلال الربع الثالث بلغت قيمته نحو 43.7 مليون ريال (11.6 مليون دولار)، مقابل 97.6 مليون ريال (26 مليون دولار) للربع المماثل من العام السابق، وذلك بانخفاض قدره 55 في المائة.

من جهته، أكد خالد العتيق، وهو مستثمر في إحدى شركات البتروكيماويات السعودية لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن تراجع حجم أرباح الشركات البتروكيماوية، أو عدم تميزها عن الأرباع السابقة إيجابيا، سيكبد محافظ المستثمرين مزيدا من الخسائر الإضافية.

وأشار العتيق إلى أن استمرار مسلسل النتائج «المخيبة للآمال» سيجعل المستثمرين يعيدون التفكير جديا في إمكانية توجيه استثماراتهم إلى قطاعات أخرى، واصفا ما يعلن عنه حاليا من نتائج مالية لمعظم الشركات البتروكيماوية المدرجة بـ«الضعيف».

وتمنى العتيق أن تنقذ شركة «سابك» بنتائجها المالية للربع الثالث من العام الحالي الموقف السلبي الذي تعيشه معظم شركات القطاع خلال الأيام الحالية، وقال: «أسعار أسهم الشركات تتفاعل كثيرا مع النتائج المالية، لذلك النتائج الحالية المعلنة في معظمها سلبية، مما قاد إلى الضغط على أسعار أسهم شركات القطاع».

وكانت أحداث الربيع العربي التي تمر بها بعض دول المنطقة قد قادت شركات سعودية متخصصة في إنتاج البتروكيماويات إلى البحث عن أسواق جديدة خلال الفترة المقبلة، كشف ذلك لـ«الشرق الأوسط» قبل نحو 3 أشهر المهندس صالح النزهة، الرئيس التنفيذي لشركة «التصنيع» الوطنية.

بينما أكد الدكتور مؤيد القرطاس، نائب رئيس مجلس إدارة شركة «التصنيع» الوطنية لـ«الشرق الأوسط» حينها، أن صادرات الشركة البتروكيماوية تسير وفق معدلاتها الطبيعية، نافيا أن يكون هنالك أي أثر سلبي على حركة الصادرات الحالية، بما يحدث من أزمة انسحاب شركات عالمية من الموانئ السعودية. وأشار الدكتور القرطاس إلى أن أسعار البتروكيماويات في الأسواق العالمية ما زالت تمر بمرحلة من عدم الاستقرار، وقال القرطاس: «تقلبات أسعار منتجات البتروكيماويات تختلف من منتج لآخر، كما أن هامش الربح يختلف بين هذه المنتجات باختلاف تكلفة التصنيع الأساسية، التي تتصدرها تكلفة اللقيم التي تتذبذب أسعاره بشكل كبير جدا».

يشار إلى أنه كانت قد أعلنت الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) عن النتائج المالية الأولية الموحدة للفترة المنتهية في النصف الثاني من العام الحالي قبل نحو 3 أشهر، إذ بلغ صافي الربح خلال الربع الثاني 5.30 مليار ريال (1.4 مليار دولار)، مقابل 8.10 مليار ريال (2.16 مليار دولار) للربع المماثل من العام السابق وذلك بانخفاض قدره 35 في المائة، ومقابل 7.27 مليار ريال (1.9 مليار دولار) للربع السابق وذلك بانخفاض قدره 27 في المائة.

وقالت الشركة في بيان نشر على موقع «تداول» حينها: «يعود سبب انخفاض أرباح الربع الثاني وفترة الستة أشهر من عام 2012م مقارنة بالربع الثاني وفترة الستة أشهر من عام 2011م، إلى انخفاض أسعار المبيعات وارتفاع أسعار المواد الخام لبعض المنتجات على الرغم من زيادة الكميات المنتجة والمباعة»، مضيفة: «كما يعود سبب انخفاض أرباح الربع الثاني لعام 2012م مقارنة بالربع السابق لنفس العام إلى انخفاض أسعار المبيعات وانخفاض الكميات المنتجة والمباعة جراء أعمال الصيانة المجدولة لبعض المصانع».

وأضاف البيان: «أثرت نتائج الربع الثاني بعدة عوامل، كان أهمها استمرار تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، وخصوصا في أوروبا والصين وأميركا الشمالية، الذي أثر سلبا على أسعار المنتجات البتروكيماوية، كما أن هذه الفترة شهدت بعض التوقفات المجدولة لبعض مصانعنا، وخصوصا مصانع الأسمدة والحديد وبعض المصانع البتروكيماوية، كما أن من نتائج التباطؤ الاقتصادي العالمي أن يلجأ الكثير من الزبائن إلى تقليص حجم المخزون لديهم من المواد البتروكيماوية، تحسبا لنزول الأسعار العالمية لهذه المنتجات مما يضيف ضغطا إضافيا على أسعار تلك المواد».

وقالت الشركة: «قد يشهد الربع الثالث عودة هؤلاء الزبائن إلى زيادة حجم المخزون بالإضافة إلى أن بعض المنتجين ذوي التكلفة العالية سوف يخفضون من إنتاجهم، مما يساعد في عودة التوازن للسوق»، مضيفة: «في ظل هذه المتغيرات سوف يتم التركيز على تحسين موثوقية سير عمليات التشغيل وتحسين عناصر تكلفة رأس المال العامل، وإدخال منتجات جديدة ذات عائد أعلى من مراكز أبحاثنا المنتشرة حول العالم ونتوقع أن ينعكس إيجابا على النتائج المستقبلية».