كاميرون يحذر من مخاطر خسارة أوروبا «السباق الاقتصادي العالمي»

ميركل وهولاند يختلفان بشأن قيود الميزانية داخل الاتحاد الأوروبي

TT

قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس الخميس إن أوروبا تخاطر بأن تتخلف عن بقية العالم ما لم توحد تحركها الاقتصادي، وذلك قبل ساعات من قمة في بروكسل مع نظرائه بالاتحاد الأوروبي.

وذكر أن «هناك سباقا عالميا جاريا، وتتجه بعض الدول للفوز به وبعض الدول تتجه لأن تكابد، وبصراحة هناك خطر على الدول الأوروبية والاتحاد الأوروبية بأن تتخلف عن الركب»، وأضاف: «لذلك أعتقد أن الأمر الحيوي تماما هو أن نشجع المؤسسات ونخفض تكلفة الإجراءات التنظيمية لشركاتنا وأن نجري اتفاقيات تجارية مع بعض اقتصاداتنا الكبرى في العالم ومع الدول الأسرع نموا أيضا».

كما دعا كاميرون الاتحاد الأوروبي إلى تحسين سوقه الموحدة التي تسمح للسلع والخدمات ورأس المال والأفراد بالتنقل بحرية بين الدول الأعضاء السبع والعشرين بالاتحاد الأوروبي.

من جهة أخرى، اختلفت ألمانيا وفرنسا؛ القوتان المركزيتان في الاتحاد الأوروبي، بشأن فرض قيود أكبر داخل الاتحاد على ميزانيات الدول الأعضاء وخطوات باتجاه رقابة مصرفية موحدة قبيل بدء قمة زعماء الاتحاد أمس.

وطالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بسلطة أكبر للمفوضية الأوروبية؛ الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، للاعتراض على ميزانيات الدول التي تخالف قواعد الاتحاد، لكن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قال إن هذه المسألة ليست على جدول أعمال القمة وإن الأولوية للتحرك باتجاه الوحدة المصرفية الأوروبية. وسعت ميركل في كلمة أمام البرلمان في برلين قبل ساعات من انعقاد القمة الثانية والعشرين للاتحاد الأوروبي منذ بدء أزمة ديون منطقة اليورو لإبطاء السعي لتأسيس جهة رقابية مصرفية موحدة قائلة إن الجودة أهم من السرعة. وتصر ألمانيا التي تكره أن ترى بنوكها الإقليمية الحساسة سياسيا وبنوك الادخار تخضع لرقابة خارجية، على أن رقابة الاتحاد الأوروبي يجب أن تشمل فقط البنوك الكبيرة العابرة للحدود وترفض أي ضمان مشترك للودائع الذي قد يجعل الدول الغنية تدعم بنوك الدول الأفقر. وبحسب «رويترز»، أبلغ هولاند الصحافيين في اجتماع تحضيري للزعماء الاشتراكيين أن «موضوع هذه القمة ليس الوحدة المالية؛ بل الوحدة المصرفية، لذلك، فإن القرار الوحيد الذي سيتخذ هو إقامة وحدة مصرفية بحلول نهاية العام، خاصة الرقابة على البنوك».

وقال مسؤولون بالاتحاد الأوروبي إن هولاند وميركل من المتوقع أن يعقدا اجتماعا ثنائيا قبل بدء القمة وهو ما قد يتيح لهما الفرصة لمناقشة خلافاتهما.

وفي برلين، قبيل انعقاد قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، ناشدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ببذل مزيد من الجهود للتغلب على أزمة اليورو.

وقالت ميركل أمس في بيان حكومي أمام البرلمان الألماني (بوندستاغ) إن اليورو «أكثر بكثير من مجرد عملة.. اليورو يعني رمزيا اتحاد أوروبا اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا».

وذكرت ميركل أن قمة الاتحاد الأوروبي هذه لن تكون القمة الأخيرة حول أزمة اليورو، وقالت: «لكن هناك بعض الأشياء التي تم فعلها (من أجل مكافحة الأزمة). نستطيع أن نتعرف بوضوح على ملامح اتحاد مستقر».

ومن المقرر أن يلقي مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي للمنافسة على منصب المستشارية، بيير شتاينبورك، كلمة في البرلمان عقب البيان الحكومي.

يذكر أن الانتخابات التشريعية المقبلة في ألمانيا ستجرى في خريف عام 2013. وتعتبر هذه أول مناظرة خطابية بين المستشارة ميركل ومنافسها شتاينبورك. وتدعم المستشارة الألمانية وزير ماليتها فولفغانغ شويبله في الخلاف حول منح مزيد من الصلاحيات لمفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون النقدية.

وقالت ميركل في البيان إن ألمانيا تؤيد منح المفوضية الأوروبية «حقوقا حقيقية للتدخل في الموازنات المحلية» للدول الأعضاء في الاتحاد حال انتهاك قواعد ضبط الموازنة، مضيفة أن سلطة ذلك من اختصاص مفوض الشؤون النقدية. وذكرت ميركل أنها تعي عدم وجود استعداد لقبول هذا الاقتراح الآن في كثير من الدول الأعضاء، وقالت: «هذا لا يغير شيئا في أن نؤيد ذلك بقوة». وعن الانتقادات الموجهة لمقترح شويبله لمنح مزيد من الصلاحيات لمفوض الشؤون النقدية، قالت ميركل: «لن نبني أوروبا ذات مصداقية إذا محونا على الفور كل شيء مطروح على المائدة».

من جهته، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن الاتحاد المصرفي هو القضية الوحيدة التي سيتخذ الاتحاد الأوروبي قرارا بشأنها في قمته أمس الخميس وذلك قبل ساعات من انعقادها. وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، فقد ذكر هولاند في اجتماع مع أعضاء كتلة الديمقراطيين الاشتراكيين في البرلمان الأوروبي أن «القرار الوحيد الذي يتعين علينا اتخاذه للتأكيد بشكل واقعي هو إنشاء اتحاد مصرفي بنهاية العام وبالأخص المرحلة الأولى التي هي إشراف مصرفي».