«أليانس العقارية» المغربية تتخذ من ساحل العاج قاعدة للتمدد في الأسواق الأفريقية

تطمح للاستفادة من وفرة التمويلات الدولية لمشاريع البنية التحتية في القارة السمراء

TT

قررت «أليانس للتطوير العقاري» ثاني أكبر مجموعة عقارية في المغرب، أن تتخذ من ساحل العاج في غرب أفريقيا مركزا لتنسيق عملياتها في القارة الأفريقية.

وفي هذا السياق قال محمد العلمي الأزرق النفاخ، رئيس مجلس الإدارة الشركة، «سنعطي الأولوية في هذه الأسواق الجديدة لقطاع الأشغال، حيث يوجد نقص كبير في مجال البنيات التحتية من طرق وقناطر ومطارات وموانئ بالموازاة مع وجود خطوط تمويل دولية لمثل هذه المشاريع، خاصة من طرف البنك الإسلامي للتنمية والبنك الأفريقي».

وأوضح الأزرق النفاخ أن المجموعة العقارية غير متحمسة للعمل في هذا القطاع، وقال في هذا الصدد: «المسؤولون الأفارقة مهتمون بمجال السكن خاصة السكن الاجتماعي (شقق لأصحاب الدخل المحدود والفقراء) وعبروا عن اهتمام خاص بالتجربة المغربية في هذا الجانب، إلا أن الوضع العقاري وشروط الاستثمار في مجال العقار غير متوفرة بعد في دول غرب أفريقيا». وفي معرض سرده إلى العقبات التي تحول دون الاستثمار في مجال السكن في بلدان أفريقية قال النفاخ «الاستثمار العقاري يتطلب تصفية مشكلات الملكية العقارية، ووجود موثق عقاري، أي توفير الشروط التي تجعل العقارات قابلة للرهن».

وأوضح النفاخ، الذي كان يتحدث أمس (الخميس) خلال لقاء مع المحللين في بورصة الدار البيضاء حول أداء الشركة، أن «أليانس» التي بدأت كشركة أشغال قبل أن تتوسع في المجال العقاري تسعى لتصدير خبراتها في هذا المجال، خاصة مع تراجع هوامش الربح في السوق المغربية بسبب شدة المنافسة بين المجموعات العقارية. وقال النفاخ «هناك الأتراك والصينيون، دون الحديث عن الإسبان الذين وجدوا في السوق المغربية ملاذا من الأزمة التي تعصف ببلدانهم، وحطموا الأسعار في المغرب بشكل مقلق».

وفي المجال العقاري أشار النفاخ إلى أن شركة «أليانس» تواصل تحول نشاطها من العقار الفاخر والمتوسط إلى العقار الاجتماعي والاقتصادي. وقال «قبل ثلاث سنوات لم يكن لدينا حضور في مجال السكن الاجتماعي، لكنه اليوم أصبح ملاذنا في مواجهة أزمة العقار الفاخر».

وقال إن السكن الاجتماعي أصبح يشكل 66 في المائة من إيرادات المجموعة، فيما تمثل أشغال البناء 17 في المائة والخدمات 10 في المائة والمنتجعات السياحية الراقية 4 في المائة.

وأشار النفاخ إلى أن الشركة تواصل تطوير مشاريع عقارية راقية في مدن الدار البيضاء والرباط، إضافة إلى توسيع ممتلكاتها من الأراضي لتصل إلى نحو 4500 هكتار، معظمها مخصص للسكن الاجتماعي.

وحول «منتجع ليكسوس» الضخم الذي تتولى الشركة إنجازه جنوب طنجة، قال النفاخ إن الشركة توصلت في نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي إلى اتفاق مع الحكومة من أجل تدخل مالي لـ«صندوق الإيداع والتدبير» (صندوق تمويل حكومي) و«صندوق تنمية السياحة» من أجل دعم المشروع.

وأشار إلى أن اتفاقا تم توقيعه بحضور عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية ووزراء المالية والداخلية والسياحة، تضمن إعادة النظر في هيكلة المشروع، حيث سيتولى «صندوق الإيداع والتدبير» و«صندوق تنمية السياحة» تشييد مجموعة من الفنادق توفر نحو ثلاثة آلاف غرفة، بالإضافة إلى مرافق ترفيهية. كما تعهدت الحكومة بتسريع ربط المشروع بشبكة طرق برية. وقال النفاخ إن هذه المساهمات ستكلف الحكومة 750 مليون درهم (84 مليون دولار).

وكانت «أليانس» قد تولت تنفيذ مشروع «منتجع ليكسوس» البحري بعد انسحاب المستثمرين الأجانب في عام 2008 بسبب تداعيات الأزمة المالية العالمية. ويقول النفاخ «من سوء حظنا أننا دخلنا المشروع في ظروف أزمة خانقة في قطاع السياحة، لكن هذا لا يبرر ترك المشروع، فالأزمة ستمر وسيعود الرواج، وعلينا أن ننجز المشروع لنكون في الموعد المطلوب».