التحديات

علي المزيد

TT

عقد في الكويت الأسبوع الماضي منتدى التعاون الآسيوي الأول المخصص لدول القارة الآسيوية، ويحسب لهذا المنتدى أو المؤتمر أنه أقر - وعلى غير العادة - بوجود خلافات سياسية بين دول آسيا وطلب تأجيلها أو تحييدها لتحقيق مكاسب اقتصادية.

وفي رأيي أن الذي دعا للمنتدى بروز أزمة غذاء، ومثل ما نحن مهددون بحرب مائية نحن أيضا مهددون بحرب غذائية، فالجوع كافر ومن المؤكد أن البشر إذا استمروا بهذا التكاثر المريع يقابله نقص حاد في الغذاء فإنهم سيتقاتلون على اللقمة.

الذي دعا للمنتدى الذي حضرته 33 دولة نقص الغذاء ووجود أماكن في آسيا لا تزال عذرية، ومن الممكن إذا تضافرت الجهود والإمكانيات الآسيوية الاستفادة منها، فالماء والأرض موجودان في بعض الدول الآسيوية، واليد العاملة موجودة في دول أخرى، والثروة موجودة في بلدان آسيوية أخرى والتكامل ينتج غذاء يقينا الجوع.

للأسف مؤتمر الكويت خرج بطموحات كبرى يصعب تحقيقها مثل الدعم للدول في الأزمات والتعاون بين البلدان الآسيوية، ورسم المنتدى صورة وردية يصعب تحقيقها في دول، بعضها لا يكلم بعضا، ودول بينها وبين بعضها قطيعة، وقفز لتحقيق نتائج قبل تهيئة الأرضية ونحن نعرف أن في آسيا سبع تجمعات بعضها فاشل والبعض وإن لم يفشل لم يحقق طموحات الشعوب رغم مرور وقت طويل على تأسيسه ومحدودية الدول التي يضمها.

ومن التحديات ضد التعاون في آسيا انتشار الفساد، مما يعيق تحقيق أي إنجاز على الأرض، لأن الفاسدين يرون ما يدخل جيوبهم لا ما يفيد أوطانهم. ومع ذلك فمن فوائد المنتدى جعله دوريا كل ثلاث سنوات، تأسيس صندوق تنموي بملياري دولار ساهمت الكويت بـ300 مليون دولار منه. تأسيس صندوق لدعم المنشآت الصغيرة وهو مهم جدا، صندوق الحياة الكريمة. فهل تتوقعون أن تقفز آسيا على تحدياتها وتنجح في تأمين لقمة العيش لساكنيها؟ ودمتم.

* كاتب اقتصادي