عمالقة صناعة المروحيات المقاتلة يجتمعون في دبي ضمن معرض لطائرات الهليكوبتر

الإمارات تتسلم 16 مقاتلة «بلاك هوك» بحلول عام 2013 بقيمة 1.9 مليار دولار

TT

حضرت شركة «سيكورسكي» الأميركية العريقة لصناعة المقاتلات المروحية «سي هوك» إلى دبي بشكل خاص للمشاركة في معرض دبي لطائرات الهليوكوبتر 2012 الذي استقطب ما يفوق 5000 زائر خلال اليومين الماضيين، فالمعرض هو الحدث الأكبر من نوعه على مستوى الشرق الأوسط في قطاع التقنيات والعمليات التشغيلية للمروحيات المدنية والعسكرية ويشهد العديد من الصفقات الكبرى مع الحكومات وإن كان لا يعلن عن معظمها، وترى الشركة أن مروحياتها المقاتلة قادرة على المساعدة في مقاومة أي تهديد من تحت المياه وتهديدات القرصنة، وأنها تعتز بحضورها في الإمارات العربية المتحدة، حيث قامت سابقا بإبرام صفقة مع قيادة الحرس الرئاسي، باعت من خلالها 20 مقاتلة طراز «UH-60L» و20 مقاتلة من طراز «UH-60M»، بينما سيتم تسليم 16 مقاتلة «بلاك هوك» بحلول عام 2013 للإمارات العربية المتحدة بقيمة قدرها خبراء لـ«الشرق الأوسط» بنحو 1.9 مليار دولار.

وتعد مروحية «MH-60R» التي تحمل اسم «روميو» مروحية مضادة للغواصات والعناصر التي تقبع أسفل الماء في حال الحروب، وتعد المروحية البحرية الأكثر تقدما في سلاح البحرية الأميركية كما أنها مزودة بقذائف من الجيل الجديد لطراز «هيل فاير 2» والقادرة على إصابة أهداف متعددة في الوقت نفسه، في وقت توقع فيه خبراء أن حكومة أي دولة ستقوم بدفع ما يقدر بـ700 مليون دولار أميركي لـ6 مقاتلات «سيكورسكي» MH-60R وMH-60S، في حال الرغبة في شرائها.

أما «لوكهيد مارتن» الأميركية المتخصصة في صناعة الأسلحة، فقد عرضت مجموعة من الأجهزة ذات قدرات دفاعية عالية ويمكن استخدامها مدنيا، بما فيها جهاز «جايروكام». وقد سجلت الشركة مشاركتها في معرض دبي لطائرات الهليكوبتر كجزء من فريق «سي هوك» مع شركة «سيكورسكي» ومع سلاح البحرية الأميركية، حيث عمل الأطراف الثلاثة على تطوير مروحيتين مقاتلتين من طراز «روميو» و«سييرا».

وقال زاك تومزاك، رئيس تطوير الأعمال الدولية لدى «لوكهيد مارتن»: «نشارك في المعرض عبر وحدة القذائف وعتاد التحكم الناري للمرة الثانية على التوالي، إذ تتيح فعاليات المعرض لنا فرصة نقوم من خلالها بتقديم وعرض آخر الإمكانات والمنتجات التي توصلت إليها (لوكهيد مارتن) في هذا المجال، ومن معروضاتنا مستشعرات (جايروكام) والتي يمكن دمجها مع المروحيات العمودية والطائرات والمركبات الأرضية من أجل تزويد المعدات بتقنيات استخباراتية متقدمة، أثناء الحروب».

شركة «بوينغ» العملاقة سجلت حضورها في المعرض أيضا، وقامت بعرض مروحيات المراقبة والاشتباك المتوسط من الطراز «AH-64»، ومروحية «أباتشي» المتعددة القدرات من الطراز «AH-64D»، والمروحية ذات قدرات الحمل المتوسطة والثقيلة من الطراز «تشينوك CH-MH-47»، إضافة إلى الطراز «أوسبري V-22»، حيث تعد الأخيرة فخر صناعة «بوينغ» لما لها من قدرات وخواص اشتباك متعددة عبر استغلال تقنية التحكم بميلان المروحة الكبرى مما يجمع ما بين أداء طيران المروحيات العمودية وسرعة الطائرات ذات الأجنحة الثابتة.

أما «إنستروم» الشركة المصنعة لطائرات الهليكوبتر فقامت بعرض الطائرة المروحية الحديثة للغاية «480» التوربينية خفيفة الوزن، حيث يقول دينيس مارتن، مدير برامج المبيعات الدولية في الشركة: «نسعى للحصول على شركاء محتملين لتوسيع انتشار أعمالنا في الشرق الأوسط، كما نتطلع نحو ما ستجذبه مروحيتنا المعروضة من انتباه لعملاء محتملين من الهيئات الحكومية وشبه الحكومية والخاصة ضمن الحضور في المعرض».

يشار إلى أن اليوم الثاني للمعرض شهد قيام الرجل العنكبوت الجديد إيفان كريستوف بالإعلان عن تقديم أحدث أنظمة الإنقاذ الجوي، وقال إيفان كريستوف «سأعلن رسميا اليوم عن مفهوم جديد لم يحصل قط في تاريخ المروحيات، حيث سيعمل على تغيير منحى عمليات الإنقاذ الجوية في العالم. يستند المفهوم إلى القيام بعمليات إنقاذ جوية من الجو إلى الجو، أي من أي عنصرين في الجو، إذ تساهم هذه التقنية في عمليات الإنقاذ والإخلاء للركاب تحت أي ظرف طارئ لتلافي سقوط الطائرات وبالتالي الحد من الخسائر بالأرواح».

وركز معرض دبي لطائرات الهليكوبتر 2012 في يومه الثاني على تطبيقات تقنيات المروحيات في القطاع الأمني والعسكري واستقطب حضورا لوفود من القوات البحرية والجوية الإماراتية، والسلاح الجوي الملكي البحريني، وسلاح الجو في القوات المسلحة الليبية، وجناح جو شرطة أبوظبي.

كما شهدت المنصة الرئيسية في الحدث عروضا جوية وشروحات لمقاتلات من طراز «أباتشي» و«بلاك هوك» إضافة إلى مهام بحث وإنقاذ قامت بها مروحية «أغوستا ويستلاند 139»، وذلك بتنظيم من قبل «الخليج للملاحة الجوية»، الجهة المخططة لأمور النقل اللوجستي في معرض دبي لطائرات الهليكوبتر 2012.

تجدر الإشارة إلى أن الحدث الذي يجري برعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب الرئيس الإماراتي رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يترافق مع برنامج مؤتمرات تقام على هامش المعرض عبر «تانجينت لينك» المنظم الرسمي للمؤتمرات المقامة في معرض دبي لطائرات الهليكوبتر 2012، حيث تمحور حول الاستطلاع الاستخباراتي عبر المروحيات وأمور المراقبة والاستكشاف والتي تعتبر من النقاط الأساسية بحسب الخبراء العسكريين لأي بلد يسعى إلى فرض سيادته على كامل حدوده ويهدف إلى حماية اقتصاده والتصدي لأي شيء قد يزعزع استقراره مثل القرصنة وأعمال التمرد وتجارة المخدرات والاتجار بالبشر، إضافة إلى قضايا الإرهاب.

وقد بحث المؤتمر الطرق والوسائل التي يمكن أن تساهم التقنية بها في هذا الإطار، إذ توفر الحلول المتمثلة بالمروحيات والأنظمة الجوية من دون طيار، وسائل معقولة من حيث التكاليف عند التوجه إلى أمور السيادة والحماية.

ومعرض دبي لطائرات الهليكوبتر، هو معرض ينعقد كل سنتين، ويتميز بكونه المعرض الأول والوحيد من نوعه في منطقة الشرق الأوسط والذي يختص بالطائرات المروحية منذ انطلاقته عام 2004.