تشارك مصر بوفد رفيع المستوى في قمة رؤساء دول وحكومات تجمع السوق المشتركة لدول شرق وجنوب أفريقيا المعروفة بـ«تجمع الكوميسا» المقرر عقدها 23 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي في أوغندا لمدة يومين، وسوف يسبقها اجتماع مجلس وزراء دول التجمع يومي 19 و20، ومنتدى أعمال «الكوميسا» الثامن يومي 13 و14، الذي يضم نخبة من رجال وسيدات الأعمال في إقليم الشرق والجنوب الأفريقي.
وقالت السفيرة منى عمر مساعد وزير الخارجية للشؤون الأفريقية، إن «اجتماع القمة يسبقه الاجتماع الـ12 لوزراء خارجية دول (الكوميسا) 21 نوفمبر (تشرين الثاني)، وذلك للإعداد لقمة قادة دول التجمع، التي يتزامن معها اجتماع الدائرة المستديرة السابع للسيدات الأوائل».
وأوضحت منى عمر أن الموضوع الرئيسي للقمة هذا العام هو تدعيم التجارة البينية لدول الكوميسا من خلال تنمية المشاريع متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة إلى جانب المواضيع الفنية المدرجة على جدول اجتماعات الكوميسا، مؤكدة أن هذه الدورة ستبحث آفاق تعاون بين دول المجموعة والعمل على تذليل العقبات أمام زيادة تبادل التجارة البينية لدول الكوميسا في ظل تراجع الرسوم الجمركية، بعد أن أصبحت صفرا، وبما يسهم في فتح آفاق جديدة للتعاون التجاري الصناعي، وإقامة مشاريع استثمارية مشتركة لتحقيق التنمية المستدامة لجميع دول «الكوميسا».. كما يتوقع أن تشهد القمة مناقشات واسعة أيضا حول مشكلة المجاعة والجفاف في منطقة القرن الأفريقي.
وقالت عمر إن «الكوميسا» تدخل حاليا كمنظمة إقليمية اقتصادية في تفاوض ثلاثي للتوصل إلى اتفاق لإقامة منطقة تجارة حرة ثلاثية تضم «الكوميسا» و«الصادك» وشرق أفريقيا الـ«EAC» بإجمالي عدد دول يصل إلى 26 دولة أعضاء في هذه التجمعات الاقتصادية الثلاثة، التي قد ينضم إليها جنوب السودان ليصبح الدولة رقم 27، وذلك حال انضمامه إلى أي من هذه التجمعات الثلاثة.. وفي حال النجاح في التوصل لمنطقة التجارة الحرة الثلاثية سيكون أكبر تجمع اقتصادي في أفريقيا، وأحد أكبر التجمعات العالمية من حيث القطر والموارد.
وأضافت أنه من المقرر أن تستضيف مصر القمة الثالثة للتجمعات الثلاثة، التي تهدف إلى إقامة منطقة تجارة حرة في عام 2013، حيث أعلن رئيس الوزراء المصري الأسبق الدكتور عصام شرف استضافة مصر لها أثناء مشاركته في أعمال القمة الثانية في جوهانسبورغ في يونيو (حزيران) عام 2011.
وأكدت منى عمر أن مصر ستقوم باستضافة منتدى المفاوضات التجارية الخامس في الفترة من 10 إلى 12 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وهو المنتدى الذي يمهد لبدء المفاوضات داخل التجمعات الثلاثة الأفريقية («الكوميسا»، «الصادك»، «شرق أفريقيا») حول منطقة التجارة الحرة الثلاثية.
وأضافت عمر أن استفادة مصر من عضويتها في «الكوميسا» الذي انضمت إليه عام 1997، تكمن في أن الاستثمارات المصرية القائمة في الدول الأفريقية الأعضاء تكون مدخلات إنتاجها معفاة من أي رسوم وجمارك، وكذلك الصادرات المصرية للدول الأعضاء، كما تفتح الباب لوجود مصر بتجارتها من أقصى شمال القارة وحتى دول الجنوب الأفريقي من دون أي عقبات.
وأكدت أن مصر استفادت من انضمامها لـ«تجمع الكوميسا» الذي يبلغ الناتج القومي لدوله 447 مليار دولار من عدة نواحٍ؛ حيث شهد ميزان التبادل التجاري زيادة ملحوظة بالنسبة للجانب المصري مقارنة بمرحلة الانضمام للتجمع، فقد كان ميزان التجارة يتسم بالعجز لصالح باقي دول «الكوميسا» بنسبة تقترب من 80 مليون دولار عام 1997، بينما أصبح الميزان التجاري بين مصر ودول التجمع عام 2011 يميل لصالح مصر بمقدار 815 مليون دولار، ووصل لنحو 420 مليون دولار خلال الربع الأول من عام 2012.