اليونان في انتظار حزمة مساعدات بقيمة 44 مليار يورو ورقابة صارمة على البنوك المنقذة حكوميا

رئيس الوزراء ساماراس يزور الدوحة لجذب الاستثمارات القطرية

رئيس الوزراء اليوناني إندونيس ساماراس (أ.ب)
TT

تنتظر اليونان على مضض، بقية حزمة المساعدات من الدائنين والمانحين بإجمالي نحو 44.5 مليار يورو، 31.5 أقساط متأخرة منذ يوليو (تموز) الماضي، و13 مليار هي قسط شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل، ووفقا للمصادر فإن أثينا قد تتسلم هذه الأموال نهاية الشهر الحالي أو مطلع الشهر المقبل.

ووفقا للمصادر، فإن هذه الأموال سوف يتم توزيعها على النحو التالي تقريبا، 20 مليار يورو لإعادة رسملة البنوك وسرعة إعطاء قروض للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، و10 مليارات لخدمة الدين وسداد الأقساط وقيمة السندات المستحقة، والباقي هو لتنمية المشاريع الاقتصادية في البلاد لإعادة التنمية وخلق فرص عمل جديدة.

من جانبه، قال مصرفي كبير إن البنوك المتوقع أن تتلقى مساعدات حكومية في إطار خطة لإعادة الرسملة ستخضع لتدقيق أكثر صرامة لسياساتها الائتمانية وخططها لإعادة الهيكلة، وذكر أنه سيتم نشر مراقبين في كل بنك، للإشراف على السياسات الائتمانية بناء على توصية ترويكا المقرضين التي تضم المفوضية الأوروبية، والبنك المركزي الأوروبي، وصندوق النقد الدولي.

في غضون ذلك، أكدت وكالة الأنباء اليونانية الحكومية أن رئيس الوزراء إندونيس ساماراس سوف يجري في وقت لاحق من الشهر الحالي زيارة إلى قطر لجذب مستثمرين عرب، كما يجري زيارات مشابهة إلى الصين وروسيا في موعد لاحق.

ووفقا للمصادر، فإن ساماراس سوف يتوجه إلى قطر في 27 نوفمبر ويخطط لرحلات إلى الصين وروسيا بهدف جذب المستثمرين، وتسعى اليونان التي يعاني اقتصادها الركود منذ 5 سنوات، لجذب المستثمرين القطريين والعرب لمشاريع تطوير العقارات وتحفيز قطاع البناء المتدهور، الذي يشكل عادة أحد أهم محركات الاستثمار فيها.

وضاعفت حكومة ساماراس جهودها لجذب الشركات الأجنبية وخلق وظائف لتخفيف أثر البطالة المتزايدة التي تجاوزت نسبتها 25%، ولكن في نفس الوقت لا بد على الحكومة اليونانية السيطرة على اليمين المتطرف الذي ينشط في اعتداءاته خلال الفترة الأخيرة على الأجانب من دون تفرقة، سواء كانوا مقيمين بطريقة شرعية أو غير شرعية في البلاد.

وذكرت الحكومة أن عملاق الكومبيوتر الأميركي «هيوليت باكارد» توصل إلى «اتفاق مبدئي» مع شركة الشحن الصينية «كوسكو» التي تعمل في اليونان، لإقامة جزء رئيسي من شبكته الإقليمية في مرفأ بيرايوس المهم غرب العاصمة اليونانية أثينا، كما ذكرت وزارة التنمية أن شركة «يونيليفر» البريطانية - الهولندية للمواد المستهلكة، وافقت على نقل عملية إنتاج أكثر من 100 من موادها إلى اليونان.

إلى ذلك، انكمش إجمالي الناتج المحلي لليونان بواقع 7.2% خلال الربع الثالث من هذا العام 2012، مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، حسب ما أعلن معهد الإحصاء اليوناني، وتشكك نسبة الانكماش الفصلية الجديدة لليونان، رغم احتمالات تعديلها، في توقعات الحكومة بشأن وصول نسبة التراجع الاقتصادي خلال العام الحالي بأسره إلى 6.5%.

من جهته، انتقد جان كلود يونكر، رئيس مجموعة اليورو، كلا من ألمانيا والنمسا، وخصوصا ولاية بافاريا بجنوب ألمانيا، على تلميحات بأن اليونان قد تغادر منطقة اليورو قريبا، وقال يونكر خلال كلمة في بيلفلد بشمال غربي ألمانيا: «التهديدات النمساوية والألمانية والبافارية بأن اليونان ستغادر منطقة اليورو قريبا - لا تقدم أي عون لليونان، وينبغي أن نظهر التضامن مع اليونان وأن ننتبه لأقوالنا»، مؤكدا أن مشكلة اليونان الرئيسية ليست ديونها، بل ضعف قدرتها التنافسية.