مصرفي كبير: البنوك اللبنانية تستطيع تحمل تداعيات الأزمة السورية

قال إن الودائع في وحدة بنك «بلوم» بالشام انخفضت إلى 700 مليون

TT

قال مصرفي لبناني كبير إن الحرب الأهلية في سوريا قلصت عمليات وحدات البنوك اللبنانية هناك، لكن البنوك الأم تستطيع تحمل الأضرار بفضل مخصصات كبيرة. وقال سعد أزهري المدير العام لبنك «بلوم» وهو واحد من أكبر البنوك اللبنانية إن الودائع في وحدة البنك في سوريا انخفضت إلى 700 مليون دولار من 1.8 مليار دولار في بداية العام الماضي قبل اندلاع الانتفاضة. وتقلصت محفظة قروض «بلوم» في سوريا إلى 210 ملايين دولار من 670 مليون دولار.

وقال أزهري في قمة «رويترز» للاستثمار في الشرق الأوسط: «شهدت البنوك اللبنانية التي لها عمليات أو فروع في سوريا تقلصا حادا في حجم وحداتها هناك». لكنه أضاف: أن البنوك جنبت مخصصات كبيرة لتغطية خسائر القروض المتعثرة في سوريا. وتم سداد كثير من القروض حتى الآن لذا فإن هناك فرصة لقيام البنوك بخفض المخصصات في المستقبل مما يعزز أرباحها.

وتابع أزهري: «تبنت البنوك اللبنانية التي لديها عمليات في سوريا سياسة حصيفة للغاية وجنبت مخصصات كبيرة وفقا لنصيحة البنك المركزي اللبناني». وقال: «حتى الآن تم سداد معظم القروض. إذا لم نعد في حاجة إلى المخصصات فسنطلقها لتتحول إلى أرباح». وسبعة بنوك لبنانية على الأقل تمارس أنشطة في سوريا بعدما بدأ الرئيس السوري بشار الأسد تحرير الاقتصاد حينما تولى مقاليد الحكم قبل 12 عاما. وأصبحت سوريا جزءا صغيرا لكن مهما في أنشطة البنوك اللبنانية.

وقال أزهري إن تأثير الاضطرابات في سوريا على بنوك لبنان سيبدأ في الانحسار العام المقبل. وبلغت أصول بنك «بلوم» 24.4 مليار دولار في نهاية سبتمبر (أيلول). وأضاف: «الأنشطة في سوريا أصبحت تشكل الآن جزءا صغيرا جدا من ميزانيتنا المجمعة لأنها تراجعت. وكانت سوريا تحتل المركز الثاني من حيث الأهمية في الميزانية وتراجعت الآن إلى المركز الرابع تقريبا». وبالإضافة إلى الضربة التي تلقتها أنشطتها في سوريا تواجه البنوك اللبنانية تباطؤا اقتصاديا في سوقها المحلية يرجع جزئيا إلى تأثر التجارة والسياحة في لبنان بالاضطراب في سوريا.

وبعدما سجل الاقتصاد اللبناني نموا بين 7 و9 في المائة سنويا في أربع سنوات بلغ النمو 1.5 في المائة فقط العام الماضي بحسب تقديرات صندوق النقد الدولي. وتتوقع الحكومة نموا بنحو 2 في المائة هذا العام.

وقالت وكالة «موديز أنفستورز سيرفيس» للتصنيف الائتماني الشهر الماضي إن التوقعات بالنسبة للبنوك اللبنانية لا تزال سلبية نظرا لضعف النمو الاقتصادي وانخفاض معنويات الشركات بسبب الحرب في سوريا. وتوقعت «موديز» نمو القروض المتعثرة في لبنان إلى 6.5 في المائة من إجمالي القروض من 4 في المائة في نهاية 2011.

وعلى الرغم من ذلك قال أزهري إنه لا يزال يتوقع نمو الودائع في البنوك من اللبنانية 7 إلى 8 في المائة هذا العام ونمو القروض بنحو 10 في المائة. وأضاف أن مستويات النمو في العام المقبل ستكون مماثلة إذا استمرت الظروف السياسية في المنطقة من دون تغيير. وقال أزهري إن بنك «بلوم» الذي له أنشطة في 12 دولة في الشرق الأوسط وأوروبا يتطلع إلى توسيع شبكة فروعه في لبنان والمنطقة في 2013 وربما يدخل دولا جديدة، لكنه لم يذكر تلك الدول. وارتفع صافي ربح «بلوم» في التسعة أشهر الأولى من 2012 بنسبة 6.1 في المائة عن الفترة المقابلة من العام الماضي ليصل إلى 250.7 مليون دولار.