السعودية: أسعار المواشي مرشحة للارتفاع 15% مطلع العام المقبل

الدخول الفعلي لموسم الشتاء من شأنه تأخير محاصيل «الأعلاف»

تأخر زراعة أنواع من الأعلاف سيدفع إلى ارتفاع متوقع لأسعار المواشي في السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

توقع متعاملون في سوق المواشي في السعودية ارتفاع أسعار المواشي في فصل الشتاء نظير ما سموه ندرة أعلاف متوقعة يـتأخر حصادها في موسم الشتاء، معتبرين أن هناك تقديرات تصل لـ15 في المائة كزيادة متوقعة في أسعار المواشي ستبدأ مع بداية يناير (كانون الثاني) القادم.

وقال عيد الشمري، رئيس لجنة المزارعين في الغرف التجارية الصناعية بالسعودية لـ«الشرق الأوسط» إن موسم الأعلاف حصاد موسمي، خاصة فيما يتعلق بـ«البرسيم» الذي يتوقف نموه تماما، مؤكدا أن دخول موسم الشتاء فعليا سيرفع من أسعار المواشي، وهو ارتفاع مبرر نتيجة انعدام زراعة الأعلاف في الشتاء إلا ما ندر في بعض المحاصيل التي تمتد الزراعة بها لأكثر من 60 يوما.

وأفاد رئيس لجنة المزارعين بأن الذرة كذلك لا تنمو في الشتاء، شأنها في ذلك شأن البرسيم، وهو ما يعني ارتفاعا سيكون متوقعا على أسعار المواشي بكافة أنواعها، التي تشهد ارتفاعات متواصلة لم تتوقف من وقت لآخر. وأبان الشمري أن الموسم يعتبر موسما لجز البرسيم من 25 – 30 يوما، وهو ما يدفع بكثير من المزارعين نحو عمليات تخزين واسعة للاستمرار بتغذية المواشي في شهر الشتاء، أي ما يعني قلة العرض وزيادة الطلب بشكل واضح.

وعاب رئيس لجنة المزارعين استخدام عمليات تخزين للأعلاف بشكل غير مبرر، مبينا أنها عمليات احتكار واسعة تضر بالأسعار بشكل مباشر، وتدفع لعدم استقرار أسعار المواشي التي تعاني منذ فترة اعتلالات متواصلة خاصة في المواسم.

ولفت إلى أن كثيرا من المزارعين يلجأون إلى التخزين، بعضهم لغرض الاحتكار وآخرون لأسباب مشروعة تتعلق بادخار ذلك في فصل الشتاء، مؤكدا أن التعلل بانعدام المياه في السعودية هو حجة غير دامغة لارتباطها المباشر بحياتنا اليومية.

وقال الشمري إنه ينبغي مراعاة الأمن الغذائي بإيجاد خطة متكاملة تقوم عليها وزارة التخطيط وتنضوي تحتها عدة وزارات، من أهمها وزارة المياه والزراعة من أجل الخروج برؤية موحدة في القرارات للخروج من أزمة ارتفاع متواصلة لحقت بقطاع المواشي منذ فترة ليست بالقصيرة.

وأفاد رئيس لجنة المزارعين بأن المزارعين توقفوا عن زراعة القمح في وقت سابق وكانت تستهلك فقط 3 أشهر في فصل الشتاء وتنتج عنها محاصيل الأعلاف، في وقت تحولوا فيه نحو زراعة الأعلاف التي تسقى 365 يوما في السنة، وتستهلك كمية مياه كبيرة، واصفا إياها بالمفارقة المضحكة.

من جهته حدد خالد العميري، أحد ملاك سوق المواشي في مكة المكرمة، خمس نقاط للخروج من الارتفاع غير المبرر لأسعار المواشي في السعودية، أولها رقابة يومية على الأسواق من قبل البلديات ومكاتب العمل والإدارة العامة للجوازات في مختلف مناطق السعودية، بالإضافة إلى الإيقاف الفوري للأعلاف لدول الخليج العربي، ناهيك عن الحاجة الضرورية والماسة لدعم سوق الأعلاف من قبل الحكومة، خاصة فيما يتعلق بـ«البرسيم»، والخلوص نحو دعم مربي الماشية وتسهيل جلب العمالة، وثالثا العناية البيطرية الجيدة ودعمها بكوادر لها خبرة للحد من النفوق، رابعا وأخيرا الدور يتوقف على المستهلك في دعم البديل.

وقال العميري إن ارتفاع الأسعار في وضعنا الراهن لم يتم بين عشية وضحاها، وبالمثل ليس هناك حل سريع! نحن نؤيد مشاريع الدعم التي تقود نحو أسعار متوازنة وتفضي إلى إدارة النمو في جميع أنحاء صناعة المواشي.