مصر تنتظر الإعلان عن صفقات استحواذ بالقطاع المصرفي خلال أسابيع

بعد انتهاء عدة بنوك عربية من فحص بنكين

TT

تترقب السوق المصرية خلال الفترة المقبلة الإعلان عن صفقات استحواذ على عدد من البنوك المحلية المملوكة لمؤسسات أجنبية، وعادة ما تكون قيم تلك الصفقات عاملا محددا لجاذبية السوق المصرية التي تمر بحالة من الضبابية السياسية.

وأنهت عدة مصارف عربية الفحص الفني النافي للجهالة للبنوك المصرية المعروضة للبيع، للتقدم بعروض نهائية للشراء خلال أسابيع، فمن المقرر أن تشهد الأسابيع المقبلة وجود كيانات مصرفية تظهر للمرة الأولى أمام الجمهور المصري، في ظل رغبة قوية من دول مختلفة في دخول السوق المصرفية المصرية. وتعد بنوك قطر والمغرب والإمارات ولبنان من أبرز البنوك المرشحة للظهور، عقب الاستحواذ على وحدات مصرفية تابعة لبنوك أوروبية أعلنت خروجها من السوق المصرية.

ففي أول وجود لبنك مغربي في السوق، فقد أنهى بنك «وفا» المغربي، أكبر مجموعة بنكية ومالية في منطقة المغرب العربي والثالثة على المستوى الأفريقي من حيث الحجم، فحص بنك «باربيا مصر»، ومن المزمع أن يتقدم بعرض شراء للاستحواذ على وحدة البنك الفرنسي خلال الأيام المقبلة بعد عملية فحص فني ناف للجهالة انتهي منه قبل أسبوع.

وينافس بنك «وفا» نظيره اللبناني «عودة»، الذي يتبني خطة توسعية في عدد من الأسواق منها السوق المصرية، وقال مسؤول ببنك «عودة»، في المركز الرئيسي ببيروت لـ«الشرق الأوسط»، إن مصرفه يتبنى خطة توسعية في الكثير من الأسواق، ومنها السوق المصرية التي يرى أن بها فرص نمو جيدة في حالة الاستقرار، مشيرا إلى أن المنافسة تنحصر بين مصرفه و«وفا» المغربي و«دبي الوطني» في شراء وحدة البنك الفرنسي بمصر.

يذكر أن بنكي «الأهلي» البحريني و«المشرق» الإماراتي يسعيان لشراء وحدة البنك الفرنسي في مصر أيضا، في صفقة من المحتمل أن تبلغ قيمتها أكثر من 400 مليون دولار.

ويرغب بنك «بي إن بي باريبا» في بيع وحدته بالسوق المصرية من أجل تعزيز قاعدته الرأسمالية والخروج من أنشطة غير رئيسية، وفقا لما صرحت به مصادر بنكية، وسط مشاكل تعانيها البنوك الأوروبية التي اتجهت إلى تقليص أنشطتها في بعض الدول. وقال مصدر قريب من البنك في مصر إن «بي إن بي باريبا» لديه حصة صغيرة نسبيا في السوق المصرية لا تتجاوز 1%، ولكنه يمتلك قدرات جيدة على النمو وسط انتشار للفروع يصل إلى 70 فرعا، فضلا عن سلامة محفظة قروضه من الديون المتعثرة سيئة السمعة.

في السياق ذاته، استبعد مصدر مصرفي رفيع المستوى أن تؤثر الأحداث السياسية الحالية على عروض الشراء المقدم لدخول السوق المصرية، سواء لبنك «باريبا» أو «الأهلي سوسيتيه»، الذي مدت هيئة السوق المالية تقديم عرض لكامل أسهمه من قبل «القطري الوطني»، الذي من المزمع أن يتقدم بعرض لشراء لحصة الجانب الفرنسي في البنك، متوقعا أن يتم الانتهاء من العملية مطلع العام الجديد. وتستحوذ البنوك العربية والأجنبية العاملة بالسوق المصرية على نحو 30% من الحصة السوقية داخل القطاع المصرفي، وشهدت الفترة الأخيرة توقعات قوية بزيادة هذه النسبة خلال الفترة المقبلة، خاصة مع توجه المؤسسات العربية نحو المنطقة لاستثمار فوائضها المالية بمصر.