وزير التجارة السعودي لـ «الشرق الأوسط»: نأمل أن نؤسس لصناعة سيارات متقدمة في المملكة

السعودية توقع خطاب نوايا مع «جاغوار لاندروفر» لإنشاء مشروع لصناعة السيارات باستثمارات 1.2 مليار دولار

المهندس عزام شلبي ورالف سبث يوقعان خطاب النوايا لإنشاء مجمع السيارات في ينبع، مع الحضور (تصوير: خالد المصري)
TT

وقعت وزارة التجارة والصناعة السعودية ممثلة في البرنامج الوطني لتطوير التجمعات الصناعية مع شركة «جاغوار لاندروفر» العالمية للسيارات خطاب نوايا لمشروع صناعة السيارات في المملكة، تقدر استثماراته بنحو 4.5 مليار ريال (1.2 مليار دولار)، ويتوقع أول إنتاج له في 2017.

وقال الدكتور توفيق الربيعة وزير التجارة والصناعة السعودي إن الإعلان عن هذا المشروع يأتي ليحقق تطلع خادم الحرمين الشريفين بأن تكون الصناعة هي الخيار لتنويع مصادر الدخل، مشيرا إلى أن مشروع شركة «جاغوار لاندروفر» هو أحد منجزات تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للصناعة، والتي نعمل جميعا على تحقيقها لتكون المملكة، دولة صناعية متطورة.

وأكد الدكتور الربيعة أن السعودية محط أنظار شركات السيارات العالمية نظرا للتطور الصناعي الذي تشهده، ولقوتها الاقتصادية إضافة إلى أن السوق الخليجية تعتبر من أهم الأسواق المستوردة للسيارات حيث تبلغ وارداته 110 مليارات ريال سنويا ومن الأسواق القلائل عالميا التي تتمتع بنمو الطلب على السيارات بنسبة تصل إلى 6% سنويا.

وأضاف الوزير: «سنحتفل غدا بإنتاج أول سيارة في السعودية من صناعة شركة (إيسوزو) العالمية، الأمر الذي يعتبر نقلة نوعية في صناعة السيارات في المملكة، وتعطي قيمة مضافة أكبر وتعطي فرصة أيضا في إيجاد فرص وظيفية ذات نوعية عالية للشباب السعودي».

وزاد: «إن المشروع لا يقف أمام صناعة السيارات وإنما المشاريع الأخرى المكملة لصناعة السيارات في المملكة»، مؤكدا أن ذلك يضع قاعدة صناعية لصناعة السيارات، لافتا إلى أن دائما ما تكون البداية صعبة، وقال: «نطمح بأن تكون السعودية دولة متقدمة في صناعة السيارات».

وشدد على أن بلاده خطت خطوات متقدمة في قطاع الصناعة، حيث إن النمو الصناعي كان ضعف نمو معدل الناتج القومي، آملا استمرار المعدل بأعلى من الوتيرة الحالية، وذلك بدعم من خادم الحرمين الشريفين، والذي يحقق الحلم الذي كان يحلم به، حيث ستكون السعودية من ضمن الدول الصناعية المتقدمة والذي سيتحقق على أيدي الشباب السعودي.

وعن المناطق الحرة قال: «إن وضع الصناعة مشجع حيث إنه لا توجد قيود في البلاد، حيث إن الوزارة تدرس أي جانب يساعد على تطوير الصناعة في المملكة»، مؤكدا أن شركات ضخمة أعلنت مؤخرا على استثمارات في السعودية كشركة «جنرال إلكتريك» التي أعلنت قبل مدة عن استثمار مليار دولار، إضافة إلى شركة «سيمينز» العالمية التي قالت ستستثمر مبالغ ضخمة في إنتاج المعدات الكهربائية.

وأكد أن استقرار وضخامة الاقتصاد في السعودية يعتبر من الجوانب التي تجذب المستثمرين العالميين، إضافة لوجود البيئة الجاذبة، ووجود مدن صناعية، والبنية التحتية، مما يساعد على وجود نقلة نوعية في القطاع الصناعي.

ولفت إلى أن السعودية تنتج بشكل كبير في الصناعات الاستهلاكية، مشيرا إلى وجود طلب كبير على المنتجات السعودية، مؤكدا تفاؤله بتطور الصناعة، وقال: «نحن في تفاوض دائما مع الشركات الكبرى للاستثمار في المملكة، ونتوقع بعد الانتهاء من تأسيس القاعدة الصناعية لقطاع السيارات زيادة الاستثمارات في هذا الجانب».

ووقع خطاب النوايا كل من المهندس عزام بن ياسر شلبي رئيس البرنامج الوطني لتطوير التجمعات الصناعية، ورالف سبث الرئيس التنفيذي لشركة «جاغوار لاندروفر» للسيارات، بحضور الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، والأمير فيصل بن تركي بن عبد العزيز المستشار بوزارة البترول والثروة المعدنية، والدكتور توفيق بن فوزان الربيعة وزير التجارة والصناعة، وراتان تاتا رئيس مجلس إدارة مجموعة تاتا وشركة جاغوار لاندروفر، وسيرس مستري نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة تاتا، ورالف سبث الرئيس التنفيذي لشركة جاغوار لاندروفر.

ووفقا للمعلومات التي حصلت «الشرق الأوسط» عليها فإن المشروع لصناعة سيارات شركة «جاغوار لاندروفر»، يعتبر هذا المشروع أول مشروع عالمي لإنتاج سيارات الركاب في السعودية بحيث تصل طاقته الإنتاجية إلى 50 ألف سيارة سنويا لطراز جديد من سيارات لاندروفر الرياضية ذات الدفع الرباعي، والمصنعة من الألمنيوم موجهة للسوق المحلية والعالمية. وسيتم إقامة المشروع في تجمع صناعي كبير لصناعة السيارات المزمع إنشاؤه في مدينة ينبع الصناعية (غرب السعودية).

ومن جانبه، قال الأمير فيصل بن تركي بن عبد العزيز مستشار وزارة البترول والثروة المعدنية إن صناعة السيارات ستسهم في تكوين قاعدة لصناعة متطورة جديدة مبنية على المعرفة في السعودية ومصدر إضافي للوظائف ذات النوعية العالية للمواطنين.

وأشار إلى أن المشروع وصناعة السيارات بشكل عام ستزيد في القيمة المضافة المتحققة للاقتصاد الوطني ومن ذلك القيمة للمواد الأساسية كالألمنيوم والحديد والبتروكيماويات المنتجة في البلاد من خلال تحويلها إلى أجزاء تدخل في صناعة السيارات المنتجة محليا.

وزاد: «ستقوم شركة معادن والكوا في إنتاج الألمنيوم المدرفل الخاص لصناعة الأجزاء الخارجية والداخلية للسيارات، وكذلك مشروع حديد الراجحي في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية والذي سيوفر الحديد المدرفل العالي الجودة المستخدم في هذه الصناعة، وأيضا مشروع صدارة الذي سينتج البولي يوريثين المستخدم في صناعة مقاعد السيارات، إضافة إلى مشاريع سابك ومنها التي ستنتج المطاط الصناعي المستخدم في صناعة الإطارات، ويتم حاليا تطوير مشروع عالمي لإنتاج إطارات السيارات والشاحنات في المملكة».

ولفت إلى أن تلك المشاريع ستسهم في تحقيق توجيه خادم الحرمين الشريفين في الاستخدام الأمثل لموارد المملكة الطبيعية لإنتاج ما يخدم تطوير الصناعة وتوفير الوظائف التي يطمح إليها الشباب السعودي.

ومن جانب آخر قال راتان تاتا رئيس مجلس إدارة مجموعة تاتا إن شركة «جاغوار لاندروفر» تسعى إلى التوسع والانتشار في الأسواق الواعدة من خلال شراكات استراتيجية طويلة الأمد مبنية على التعاون بين الجانبين لتحقيق الأهداف المشتركة، وأضاف: «تعتبر السعودية هي أحد الخيارات الاستراتيجية لتصنيع سيارات لاندروفر، ويعتبر هذا المشروع الخطوة الأولى من ضمن مشاريع كثيرة محتملة لمجموعة تاتا وذلك للمساهمة في تحقيق توجهات الرؤية الصناعية الجديدة للمملكة العربية السعودية».

إلى ذلك قال المهندس عزام بن ياسر شلبي رئيس البرنامج الوطني لتطوير التجمعات الصناعية إن مشروع سيارات «جاغوار لاندروفر» المزمع إنشاؤه سوف يضم جميع مراحل الإنتاج للسيارات وفق مقاييس عالمية الإنتاجية والجودة. إضافة إلى ذلك، سيقام 10 مصانع في تجمع صناعة السيارات الذي سينشأ في مدينة ينبع الصناعية لصناعة أجزاء السيارات باستثمارات في المرحلة الأولى تقدر بنحو 2.5 مليار ريال (666 مليون دولار)، موضحا وجود تنفيذ مصنعين لأجزاء السيارات في مدينة الجبيل الصناعية باستثمارات تزيد عن 220 مليون ريال (58.6 مليون دولار) وجميع هذه المصانع ستزود مشروع «جاغوار لاندروفر» وجميع المشاريع الأخرى للسيارات.

أما عن التجمع الصناعي لصناعة السيارات والذي تقدر مساحته في المرحلة الأولى بمليوني متر مربع، وباستثمارات تقدر بمليار ريال، قال شلبي «أعدت الخطة المبدئية له وتمت مراجعتها مع كبريات الشركات العالمية المصنعة للسيارات، ويتضمن هذا التجمع إنشاء مصنع مركزي لكبس الأجزاء المعدنية من الألمنيوم والحديد باستثمارات تقدر بملياري ريال (533 مليون دولار) لتزويد مشروع «جاغوار لاندروفر» وجميع مشاريع السيارات المستقبلية. وسيوفر التجمع عددا من المنشآت المشتركة والخدمات المساندة للشركات العاملة في التجمع ومن أهم تلك المنشآت مركز تدريب متخصص في صناعة السيارات، ومبان صناعية جاهزة للشركات الصغيرة والمتوسطة المتخصصة في إنتاج أجزاء السيارات.

وأشار المهندس عزام إلى أن الدراسة قدرت عدد العاملين في المشروع الرئيسي والمشاريع المساندة بنحو 4500 موظف وتم وضع خطة أولية لتأهيل وتدريب الكوادر الوطنية والتي تشمل التدريب داخل البلاد وخارجها في مصانع الشركة والمعاهد المتخصصة، وبحيث تستمر عملية التدريب لمدة ثلاث سنوات قبل بدء الإنتاج الفعلي للمشاريع.

يذكر أن برنامج التجمعات الصناعية هو برنامج مشترك بين وزارة التجارة الصناعة، ووزارة البترول والثروة المعدنية، وإحدى المبادرات الحكومية التي تم تأسيسها مؤخرا لتقود مهمة تطوير صناعات متقدمة مبنية على المعرفة، والتي تتجه نحو التصدير، بهدف المساهمة في توفير وظائف للشباب السعودي وتنويع مصادر الدخل للاقتصاد الوطني. ويتولى إدارة البرنامج مجلس إدارة مكون من وزارة التجارة والصناعة، ووزارة البترول والثروة المعدنية، وهيئة الاستثمارات العامة، ووزارة الاقتصاد والتخطيط، وصندوق التنمية الصناعي، والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، و«أرامكو» السعودية، وشركة «سابك» إضافة إلى رجال أعمال سعوديين وعالميين.