السعودية تتطلع لتصدير السيارات في 2017

بعد أن دشن وزير التجارة والصناعة أول سيارة مصنعة محليا

وزير التجارة والصناعة السعودي يقود أول شاحنة مصنعة محليا (تصوير: بطرس عياد)
TT

دشن الدكتور توفيق الربيعة، وزير التجارة والصناعة السعودي، في المدينة الصناعية الثانية في الدمام، أول خط لإنتاج السيارات في السعودية، حيث قاد الوزير أول سيارة نقل صنعت محليا بالتعاون مع الشركة العالمية اليابانية «إيسوزو»، والتي تم تصنيعها بالكامل محليا.

وبناء على توقعات الشركة المالكة للمصنع السيارات فإن السعودية ستتحول في عام 2017 إلى دولة مصدرة للسيارات، حيث يستهدف المصنع تصدير نحو 9800 سيارة مصنعة محليا إلى الأسواق العالمية.

وبحسب «مدن» فإنه من المتوقع أن تبلغ طاقه المصنع الإنتاجية 25.000 شاحنة سنويا بحلول عام 2017، وأن يصل حجم صادراته إلى 40 في المائة من مجمل إنتاجه، وتخطط الشركة لإنتاج ستة آلاف سيارة في العام المقبل. وسيمثل المصنع نقلة نوعية وعملاقة للصناعة في السعودية كونه الأول في خطة سعودية لتصنيع السيارات محليا، حيث يقام المصنع على مساحة تقدر بـ120 ألف متر.

واعتبرت «مدن» أن المشروع من أهم المشاريع في المدن الصناعية التي سعت إلى توطين التقنية، خصوصا المتعلقة بمجال صناعة السيارات من خلال واحدة من كبرى الشركات اليابانية المتخصصة.

وكشف الدكتور الربيعة أن هناك مفاوضات مع عدة شركات من أجل الاستثمار في مجال صناعة السيارات بعد التوقيع مع «إيسوزو»، وكذلك توقيع خطاب نوايا أول من أمس مع شركة «جاغوار لاندروفر» العالمية. وأكد الدكتور الربيعة أن الصناعة هي الخيار الاستراتيجي للتنمية المستدامة وإيجاد فرص العمل للمواطنين والمواطنات، مبينا أن السعودية تمكنت من استقطاب مشاريع عالمية صناعية متخصصة في المدن الصناعية المنتشرة في المناطق المختلفة لخلق قاعدة صناعية قوية تسهم في رفع النمو الاقتصادي للمملكة وتوطين التقنية الصناعة، استنادا إلى توجيهات ورؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بأن الصناعة هي الخيار الاستراتيجي للسعودية لتنويع مصادر الدخل. وتوقع للمشروع أن يصدر 9800 شاحنة بنهاية الربع الرابع في 2017 تمثل ما نسبته 40 في المائة من الإنتاج إلى الأسواق العالمية.

من جانبه، أكد المهندس صالح بن إبراهيم الرشيد، المدير العام المكلف لـ«مدن»، أن السعودية تفتح ذراعيها لجذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية للاستثمار الصناعي في السوق السعودية، والاستفادة من منظومة الحوافز والمقومات التي تمتلكها البلاد، والتي تتميز بها عن العديد من الدول، وتهدف من ذلك إلى بناء صناعة متينة وطنية محفزة لتكون خيار استراتيجي للسعودية.

وشدد على أن «مدن» تسعى جاهدة إلى تذليل جميع العقبات لأي صناعي جاد ومستثمر يرغب في إنشاء مصنع ذي قيمة مضافة في المدن الصناعية التي تشرف عليها «مدن»، موضحا أن «مدن» تشرف على 29 مدينة صناعية منتشرة في جميع مناطق المملكة تضم أكثر من 4500 مصنع، وتهدف إلى تعزيز العدد في السنوات القليلة المقبلة.

وفي جانب صناعة السيارات قال الرشيد إن السعودية ما زالت بحاجة إلى مزيد من مشاريع صناعات السيارات، وما زالت تستورد أعدادا كبيرة منها سنويا، وهذا ما جعل «مدن» تسعى إلى استقطاب الشركات العالمية لإقامة مشاريع لها داخل البلاد.

وبدوره، قال الدكتور عبد العزيز تركستاني، السفير السعودي لدى اليابان، إن خطوة تدشين هذا المصنع تمثل خطوه عملاقة في سبيل تعزيز مكانة السعودية صناعيا في المستقبل القريب.

أمام ذلك، قال سوسومو هوسوي، رئيس شركة «إيسوزو» اليابانية، إن الشركة عازمة على زيادة طاقتها الإنتاجية في المصنع لتصل إلى 25 ألف سيارة نقل خفيف عام 2017، مطابقة للمواصفات والمقاييس وملائمة للأجواء المناخية في منطقة الخليج، مشيرا إلى أن زيادة الطاقة الإنتاجية للمصنع تكمن في استقطاب أكبر عدد من الشباب السعودي الذين سيتم تدريبهم في المعاهد المتخصصة، منها المعهد السعودي الياباني وبعض المعاهد المتخصصة في صناعة السيارات، إضافة إلى ابتعاث عدد منهم إلى اليابان.

وكشف أن الشركة تنتج نحو 600 ألف سيارة سنويا تصدرها لأكثر من 100 دولة في العالم، وتستحوذ السعودية وحدها على أكثر من 10 في المائة من إنتاج الشركة. وقال إن السوق السعودية بحاجة إلى أكثر من 50 ألف سيارة نقل سنويا قابلة للزيادة حسب الحاجة وتنوع الاستثمار.