اليابان: مؤتمر السلامة يؤكد ضرورة التزام معايير السلامة الدولية في المنشآت النووية

وكيا أمانو مدير عام وكالة الطاقة النووية لـ «الشرق الأوسط»: استخلصنا الكثير من العبر من حادث فوكوشيما وما نزال

وزير الخارجية الياباني كوشيرو جيمبا على شاشات عرض كبيرة أثناء إلقاء خطبته في افتتاح مؤتمر الأمن النووي في كورياما شمال اليابان (أ.ف.ب)
TT

بدأت في اليابان أمس أعمال المؤتمر الدولي الخاص بالسلامة النووية الذي تنظمه الحكومة اليابانية بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويشارك فيه مسؤولون ووزراء الدول الأعضاء في الوكالة إلى جانب المنظمات الدولية ذات الصلة وخبراء الطاقة النووية.

وقال وزير الخارجية الياباني كويشيرو غيمبا في افتتاح المؤتمر الذي بدأ أعماله في مدينة كوريياما الذي يستمر لثلاثة أيام بولاية فوكوشيما، التي شهدت أسوأ كارثة تسونامي وحادثة تسرب إشعاع نووي في مارس (آذار) من العام الماضي، إن الهدف من هذا المؤتمر تعزيز أمن المنشآت النووية وتبادل التجارب كما دعا إلى استخلاص الدروس من الكارثة.

وشدد على أهمية التعاون الدولي في المهام الجسيمة، شاكرا المجتمع الدولي على التعاون ووقوفه إلى جانب بلاده مؤكدا التزام اليابان بتفكيك المفاعل المعطوب وإزالة التلوث الإشعاعي.

من جانبه أطلع يوكيا أمانو المدير العام لوكالة الطاقة النووية «الشرق الأوسط» في رده على تساؤلاتها على هامش المؤتمر، أن الوكالة الدولية استخلصت الكثير من العبر من حادثة مفاعل فوكوشيما ولا تزال. وقال إن الالتزام بمعايير السلامة وتطبيقها من أهم هذه العبر مشيرا إلى أنه على الرغم من أن حادثة التسونامي تسببت في الكارثة إلا أن هنالك أخطاء بشرية.

من جانبه شكر وزير الكهرباء والمياه السعودي هاشم يماني الذي رأس وفد السعودية في كلمته للمؤتمر الحكومة اليابانية على دعوتها لعقد هذا المؤتمر الرفيع المستوى من أجل استخلاص الدروس من تقييم حادثة فوكوشيما وتحديد آثرها ونتائجها من أجل مراعاتها مستقبلا خاصة فيما يتعلق بتصميم وبناء وتشغيل وصيانة محطات الطاقة النووية.

وأكد الوزير عزم المملكة على مواصلة برنامجها الطموح لتوفير الطاقة نوويا وعلى دعمها لكافة المساعي الدولية الرامية لترسيخ دعائم الأمان النووي.

وقال الوزير يماني: «قد مكنتنا التقارير التي أعدتها الحومة اليابانية والوكالة الدولية للطاقة الذرية والزيارات التي إلى منطقة فوكوشيما ومراكز إزالة التلوث من التعرف بصورة أفضل على حجم هذه الكارثة وعلى الجهود التي بذلتها الحكومة اليابانية وما زالت تبذل للسيطرة على الوضع وإعادة تأهيل المنطقة».

وأضاف على الرغم من علم الجميع أن الطاقة النووية توفر أحد أهم الحلول لمشكلات ارتفاع الطلب العالمي على الطاقة إلا أن كارثة فوكوشيما خلقت مشاعر من الخوف والقلق حيال الطاقة النووية في مختلف أنحاء العالم وأدت إلى إعلان الدول مراجعة أوضاع السلامة في محطاتها النووية قيد التشغيل.

وقال إن الأسئلة المطروحة الآن منذ الحادث تتمثل في هل خيار الطاقة النووية آمن؟ وهل بإمكاننا الآن أو في المستقبل الوقوف بثقة وطمأنة مواطنينا باستحالة تكرار السيناريو الذي وقع في محطة داييتشي. وأشار الوزير السعودي في كلمته إلى أن الدراسات أثبتت أن برامج الطاقة النووية لا توفر فقط الحلول الفنية لمشكلات التنمية وكلفة الإنتاج، ولكن مقابلة التحديات البيئية المصاحبة لزيادة الطلب على الطاقة العالمي كما توفر كذلك المردود المناسب للاستثمارات التي تتطلبها.

وقال من هذا المنطلق فإن الطاقة النووية هي الخيار الأمثل لدعم ضرورات التنمية وتحقيق الرفاهية للمواطنين واستدامة سلامة البيئة. وقال يماني هنالك جهود واعدة في استخدام المفاعلات المتوسطة والصغيرة والموفرة لدرجات الحرارة العالية في مجالات جديدة كإنتاج وقود لخلايا الوقود المتحركة والاستخدام الأمثل والمباشر للطاقة الحرارية في العمليات الصناعية والتبريد أو «التدفئة المناطقية».

وقال إن كل هذا يتزامن مع تطوير أنظمة السلامة الذاتية الفاعلة وبناء المؤسسات الرقابية المستقلة ذات الصلاحيات والمؤهلات الفنية والإدارية لممارسة مهامها لما يطمئن المواطنين ويضمن عدم تكرار سيناريوهات الحوادث الماضية بما فيها تزامن الكوارث الطبيعية والحوادث كما كان الحال في سيناريو حادثة فوكوشيما. وقال إن الخطوات التي تم اتخاذها حتى الآن تدعو للتفاؤل بتحقيق الأهداف التالية: وهي أولا: العمل على توظيف الدروس المستخلصة في تحسين أوضاع الأمان في المحطات والمنشآت النووية ومنع وقوع حوادث مماثلة مستقبلا.

ثانيا: إشاعة ثقافة الأمان النووي وتوسيع الالتزام بالمعايير والإرشادات ذات العلاقة واستعراض تطبيقها ومراجعتها عند الحاجة.

ثالثا: الاستفادة من الطاقة الذرية في إرساء الأنظمة الأساسية الوطنية المعنية بالأمان النووي وإنشاء أجهزة رقابية وتأهيل الكوادر المتخصصة في تشغيل المحطات النووية.

رابعا: توطيد تبادل الممارسات والمعلومات التقنية المتعلقة بالأمان النووي وحث الدول على تطوير تقنيات مبتكرة لتحسين أمان المنشآت النووية.