المؤتمر العالمي للاستثمار يلتئم بمراكش المغربية في مارس المقبل

ينظم لأول مرة خارج أوروبا ويترقب مشاركة 350 مستثمرا دوليا

TT

قرر المؤتمر العالمي للاستثمار نقل فعالياته هذا العام إلى مراكش المغربية، حيث إنه من المقرر أن يلتئم خلال الفترة من 20 إلى 22 مارس (آذار) المقبل، وهي المرة الأولى التي ينظم فيها المؤتمر خارج الاتحاد الأوروبي مند إنشائه قبل عشر سنوات.

ومن المرتقب أن يشارك في المؤتمر 350 مستثمرا من أوروبا وأميركا وآسيا ودول الخليج. وقال جون برنارد غيري، المدير العام للمؤتمر، الذي كان يتحدث خلال لقاء صحافي مشترك مع الوكالة المغربية لترويج الاستثمار أول من أمس في الدار البيضاء، إن هدف المؤتمر هو التوصل إلى نتائج ملموسة عبر تحقيق مشاريع استثمارية. وقال «لقد تم انتقاء المشاركين بعناية، وصنفناهم إلى ثلاثة أصناف، الأول يضم كبار المستثمرين العالميين، الذين يتوفرون في الغالب على فروع في المغرب ولديهم مخططات استثمارية وتوسعية. وهؤلاء مدعوون للعب دور القاطرة بالنسبة للاستثمار في المغرب، والصنف الثاني يضم المستثمرين المتوسطين والذين يتوفرون على مشاريع قابلة للتحقيق في ظرف 12 إلى 18 شهرا إذا ما توافرت لهم الشروط الملائمة. أما الصنف الثالث فيضم مستثمرين صغارا يتوفرون على مشاريع استثمارية يمكن إنجازها في ظرف عامين إلى ثلاث سنوات».

وأوضح غيري أن انتقاء المستثمرين هو نتيجة عمل دؤوب من طرف المنظمين استمر زهاء ثلاث سنوات، عبر الاتصال المباشر مع المستثمرين والاستفسار عن مشاريعهم المستقبلية وإمكانية الاستفادة من موقع المغرب ومؤهلاته من أجل تحقيقها. وأشار إلى أن السبب في إنشاء المؤتمر العالمي للاستثمار هو مواجهة الصعوبات التي كانت تواجهها أوروبا في مجال اجتذاب الاستثمارات الدولية وتحسين صورتها لدى المستثمرين. وأضاف «على مدى عشر سنوات من الوجود أصبحت للمؤتمر علاقات وثيقة مع أوساط الاستثمار عبر العالم، وأصبحت لدينا شبكة قوية وواسعة من الاتصالات والعلاقات بعالم المال والاستثمار في مختلف القارات، والتي تمكنا من التوفر على معلومات موثوقة ومتميزة».

وستعقد خلال المؤتمر ندوات ومناظرات بمشاركة متحدثين من المغرب والخارج، ولقاءات ثنائية بين المستثمرين الدوليين ورجال الأعمال المغاربة. وأوضح غيري أن اختيار المغرب جاء نتيجة أدائه السياسي والاقتصادي المتميز في سياق الربيع العربي، إضافة إلى أهميته كجسر نحو أفريقيا والشرق الأوسط. وقال «الفكرة كانت حاضرة من قبل، وبدأنا تدريجيا في إعدادها قبل ثلاث سنوات، عبر إشراك دول المنطقة المغاربية في المؤتمرات التي ننظمها في أوروبا خلال مرحلة أولى، ثم اعتبار المغرب ضيف شرف في مرحلة ثانية، وصولا إلى اختيار المغرب لاحتضان المؤتمر في 2012. وهدفنا ليس فقط تنظيم حدث معزول، ولكن خلق موعد دائم للاستثمار العالمي في المغرب».

وقال عادل الشيخي، مدير تطوير الأعمال لدى الوكالة المغربية لترويج الاستثمار، إن اختيار المغرب من طرف المؤتمر يعتبر مؤشرا قويا على المكانة والثقة التي أصبح المغرب يتمتع بها في الأوساط الاستثمارية العالمية. وأضاف «أصبح المغرب بفضل الإصلاحات التي يعرفها يوفر مناخا ملائما للاستثمار، خاصة ما حققه بفضل سياسة تقريب تشريعاته مع تشريعات الاتحاد الأوروبي. كما أن المغرب لا يعرض على المستثمرين العالميين سوقه المحلية فقط، والتي تضم 30 مليون مستهلك، بل إمكانية التصدير إلى مختلف أسواق العالم بفضل 55 اتفاقية للتجارة الحرة أبرمها المغرب مع مختلف الدول».