سجلت أسعار خام الحديد ارتفاعا بلغ 15 في المائة مدعوما بارتفاع الطلب على الحديد، خاصة في الصين مع توقعات بعدم تأثير الارتفاع على المنتج النهائي في الأسواق العالمية خلال الفترة القصيرة المقبلة.
وأبلغت «الشرق الأوسط» مصادر عاملة في صناعة الحديد أن الصين سجلت ارتفاعا في الطلب على الحديد بوصفها أكبر المستهلكين وهو الأمر الذي ساعد في زيادة الأسعار التي كانت مستقرة مطلع الشهر الحالي وأوضح المهندس خالد الدخيل الرئيس التنفيذي للمصنع الحديث للحديد لـ«الشرق الأوسط» أن سوق الحديد تترقب بحذر القرارات الأميركية فيما يتعلق بزيادة الضرائب، مما سيكون الأثر حال إقراره بخفض النشاط الاقتصادي ويقلص زيادة الطلب على المنتج، مشيرا إلى أن السوق السعودية ستكون بعيدة عن هذه التأثيرات بفضل سقف الأسعار الذي تحدده الحكومة ويتم مراجعته بشكل دوري مبينا أن سعر طن الحديد وصل إلى 610 دولارات. وتوقع الدخيل استمرار ارتفاع الطلب على الحديد في السوق المحلية مقارنة مع دول أخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وذلك نتيجة إلى الإنفاق الحكومي الكبير على مشاريع البنية التحتية ومشاريع المطارات والقطارات التي تسهلك كميات كبيرة من الحديد في عمليات التنفيذ.
وتشير تقارير متخصصة إلى أن سوق التجارة الدولية في خام الحديد تعد ثاني أكبر سوق عالمية بعد سوق البترول الخام ويبلغ حجم إنتاج خام الحديد على مستوى العالم في العام الحالي ملياري طن وقد شهدت الشهور القليلة الماضية تأرجح أسعار خام الحديد مع تأرجح الاقتصاد العالمي وأسواق المواد الخام ففيما بين يونيو (حزيران) وسبتمبر (أيلول) الماضيين هبطت أسعار خام الحديد من 140 دولارا للطن لتصبح 85 دولارا وهو أقل سعر منذ 3 سنوات.
وكان سعر الطن قد وصل في فبراير (شباط) الماضي إلى مستوى قياس يناهز الـ190 دولارا للطن وقد تعافى سعر الطن قليلا بعد سبتمبر ليستقر عند 100 دولار للطن.
وفي السياق ذاته تتابع المصانع السعودية هذه التطورات العالمية عن كثب حيث تبلغ أسعار حديد التسليح في السوق السعودية 2900 ريال (773 دولارا) للطن، على الرغم من انتعاش الطلب على حديد التسليح، ويعود انتعاش الطلب على حديد التسليح في السوق السعودية بسبب المشاريع التي تقيمها الحكومة السعودية.
يشار إلى أن صناعات الحديد في السعودية تعد الأسرع نموا مقارنة بالأسواق المشابهة في الشرق الأوسط بنسبة نمو بلغت 10.5 في المائة سنويا، ومن المتوقع أن تصل زيادة الطلب في نهاية العام الحالي نحو 12 في المائة من خلال الزيادة في الإنفاق الحكومي المتوقع مع صدور الميزانية العامة لدولة خلال الأيام المقبلة، وأن يتجاوز الطلب المحلي 7 ملايين طن، في حين لا يتجاوز الإنتاج المحلي 5 ملايين طن، بالإضافة إلى أن هناك مليوني طن تستورد من الخارج لتغطية الاحتياج من الحديد في المشاريع، وأسعار الحديد محليا حافظت على استقرارها خلال العامين الماضية.