الصين تتحول إلى ساحة حرب بين شركات السيارات العالمية

«فولكس فاغن» تسابق «جنرال موتورز» لريادة السوق بعد تعثر «تويوتا»

أحد مصانع «فولكس فاغن» الألمانية في الصين (إ.ب.أ)
TT

ذكرت وكالة أنباء «بلومبيرغ» الاقتصادية الأميركية في تقرير لها أمس (الأربعاء) أن شركة «فولكس فاغن» الألمانية للسيارات ستتنافس مع نظيرتها الأميركية «جنرال موتورز» للفوز بتاج المبيعات من بين شركات أجنبية لصناعة السيارات في الصين العام المقبل لتقتنص حصة أكبر في السوق في ظل كفاح الشركات اليابانية بقيادة «تويوتا موتور كورب» للتعافي بسبب توتر بين الصين واليابان جراء نزاع إقليمي.

ووفقا لمؤسسة «جيه إس سي» لأبحاث واستشارات صناعة السيارات، لم تتصدر «فولكس فاغن» التي تستخدم سيارتها «أودي» الفارهة من قبل المصالح الحكومية الصينية على نطاق واسع، شركات السيارات في البلاد منذ عام 2004 ومن المحتمل أن تبيع 7.‏2 مليون سيارة في الصين العام المقبل مقابل 65.‏2 مليون لـ«جنرال موتورز»، وذلك بفضل طرح ثمانية طرازات جديدة أو إجراء تحديث على طرازات أخرى بما فيها سيارات «سانتانا» و«جولف» و«سكودا أوكتافيا» و«أودي كيو ثري». وتطرح «جنرال موتورز» طرازات جديدة منها «كاديلاك إكس تي إس» وثلاثة طرازات من سيارة «أوبل». ووفقا لثمانية محللين استطلعت «بلومبيرغ» آراءهم، من المرجح أن ترتفع مبيعات سيارات الركوب في الصين بنسبة كبيرة تصل إلى 10 في المائة العام المقبل بعدما يستجمع التعافي في النمو الاقتصادي قوته.

ومن المتوقع أن تتيح عملية نقل السلطة لقيادة أخرى في الصين في مارس (آذار) تحفيزا اقتصاديا لزيادة الطلب المحلي.

يقول لين هويبين، المحلل في شنغهاي لدى شركة «آي إتش إس أوتوموتيف» إنه «عندما يستقر الاقتصاد، سيكون لدى المستهلكين الصينيين ثقة أكبر لشراء سيارات. الكثير من المؤشرات تظهر تحسنا اقتصاديا منذ سبتمبر (أيلول)».

وتزيد شركات السيارات الأجنبية استثماراتها في الصين معولة على أكبر سوق في العالم بالنسبة للمشترين للسيارات أول مرة في أن تعوض تراجع المبيعات في أوروبا. ووفقا لاتحاد منتجي السيارات الصيني، فقد يتجاوز إجمالي مبيعات السيارات حاجز 19 مليون سيارة خلال هذا العام.

وعالميا، تتجه «تويوتا» لاستعادة مكانتها كأكبر منتج للسيارات في العالم لعام 2012، في حين تقاتل «فولكس فاغن»، «جنرال موتورز» للفوز بالمركز الثاني في الأسبوع الأخير من هذا العام. وقالت «تويوتا» أمس (الأربعاء) إن مبيعات سياراتها قد ترتفع بنسبة 2 في المائة العام المقبل لتصل إلى رقم قياسي عند 91.‏9 مليون سيارة مدعومة بالطلب الخارجي.

وتقول «بلومبيرغ» إن القيادة الجديدة لرئيس الحزب الشيوعي تشي جينبينج يتعين عليها أن تحدد وتيرة التغير وفقا لقوى السوق لتعزيز طلب المستهلكين وتحقيق توازن في دور الصادرات والاستثمار.

ونقلت عن بيل روسو، رئيس شركة «سيرنرجيستيكس ليميتد» قوله إن «من المرجح ألا تريد الحكومة الجديدة أن تبدأ حكمها باقتصاد ضعيف، ما يعني في الصين عادة المزيد من الإنفاق الاستثماري. ويمكن أن يستفيد قطاع سيارات النقل من أي عملية تحفيز اقتصادي، إذ تقوم الشركات بإحلال منتجات مثل الشاحنات الخاصة بالمشاريع الإنشائية».

ووفقا لاتحاد منتجي السيارات الصيني، تراجعت مبيعات سيارات النقل التي تضم الحافلات والشاحنات بنسبة 8.‏6 في المائة في هذا العام مقارنة مع ارتفاع بنسبة 1.‏7 في المائة في سيارات الركوب.

يقول كلاوس باور لدى شركة «إيبسوس» للأبحاث في شنغهاي، إن «(فولكس فاغن) تتمتع حاليا بمركز يجعلها أكثر ثقة في العام المقبل. محفظة (فولكس فاغن) كبيرة تماما. إذا ما نظرت لها من منظور جمعي، فربما تكون الأولى (من بين شركات السيارات)».