السعودية تدخل سوق الألمنيوم العالمية بتسليمها أول شحنة من المنتج

17 مليار دولار تقديرات الاستثمارات الخليجية في المعدن

TT

دخلت السعودية أمس رسميا سوق الألمنيوم العالمية، بعد تسليمها أول شحنة من المنتج الذي يصنع لأول مرة في البلاد إلى شركة سعودية، في ظل توقعات بتلبية الطلب المتزايد على منتجات الألمنيوم في منطقة الخليج.

قال المهندس عبد الله بصفر نائب الرئيس لوحدة الألمنيوم بشركة «معادن» إنه تم توريد الشحنة لصالح شركة منتجات الألمنيوم المحدودة (الوبكو) لوفاء شركة «معادن» بالتزاماتها التعاقدية وقدرتها التشغيلية العالية رغم أنه لم يمض على تدشين الإنتاج سوى ثلاثة أسابيع.

وتوقعت الشركة بدء إنتاجها من الخط الإضافي لمصنع «درفلة» صفائح الألمنيوم لتطبيقات صناعة السيارات ومواد التغليف والإنشاءات في نهاية عام 2014م بطاقة إنتاجية تصل إلى 100 ألف طن. وأوضحت ريما أسعد الخبيرة الاقتصادية لـ«الشرق الأوسط» أن دخول السعودية في صناعة الألمنيوم يشجع دخول الاستثمارات الأجنبية إلى البلاد، نظرا للمزايا النسبية المتوفرة من المواد الخام ومنتجات البترول، مشيرة إلى أن السعودية ستواجه ارتفاعا في الطلب على المنتج، وسيكون ذلك عن طريق العقود المتخصصة.

وأشارت إلى أن وفرة المواد الخام المساعدة في إنتاج الألمنيوم سوف تعزز التكامل الصناعي، وتساهم في جلب التقنية الحديثة لهذه الصناعة.

وتهدف شركة «معادن» إلى إنتاج الألمنيوم بطاقة تصل إلى 740 ألف طن سنويا، مما يعزز قدرتها على المنافسة العالمية بسبب وفرة المواد الخام في ظل توجه الحكومة لدعم المنتجات الصناعات الجديدة الناجمة عن صناعة النفط، مما يساعد في نجاح صناعة الألمنيوم.

وقالت الشركة إنها تهدف من خلال مشروع الألمنيوم المشترك مع «الوبكو» الذي تبلغ قيمته 10.8 مليار دولار إلى استغلال موارد السعودية من البوكسايت لإنتاج الألمنيوم، في أكبر مجمع متكامل في العالم لإنتاج الألمنيوم، ومن ثم تصديره إلى الأسواق المحلية والعالمية. كما يهدف المشروع إلى تطوير الصناعات التحويلية المحلية. وتشير تقارير اقتصادية إلى أن السعودية سوف تصبح أحد اللاعبين الرئيسيين في صناعة الألمنيوم العالمية بعد الانتهاء من ثلاثة مصاهر ستنتج ما يقرب من 2.44 مليون طن متري سنويا من الألمنيوم الأولي بحلول 2016، وقدرت قيمة المشروعات الثلاثة بـ19.3 مليار دولار.

وتقدر قيمة استثمارات منطقة الخليج العربي في مشروعات الألمنيوم بنحو 17.3 مليار دولار، فيما أشارت التقديرات إلى أن إنتاج دول مجلس التعاون الخليجية من الألمنيوم سيرتفع إلى 9 ملايين طن بحلول عام 2022م، مقابل 3.6 مليون طن حاليا.

ويعد الألمنيوم أحد أهم المعادن التي تدخل في صناعة السيارات، وأصبح محط أنظار الكثير من شركات صناعة السيارات؛ حيث ستعمل الحكومة على تقديم الدعم الكامل لتشجيع الاستثمار في هذا المعدن الحيوي في ظل توافر كافة مقومات الصناعات المساندة له، وهو ما سوف توفره السوق السعودية للمستثمر الأجنبي، خاصة في ظل ارتفاع الطلب على السيارات في البلاد.

ويعتمد نجاح صناعة الألمنيوم في السعودية على البنية التحتية في البلاد واللوائح الحكومية، وتوافر السكك الحديدية وسهولة الوصول للموانئ، يضاف إلى ذلك انضمام السعودية إلى منظمة التجارة العالمية، مما سيتيح الفرصة للمشغلين الأجانب لإقامة مشروعات التعدين، الأمر الذي يسهل جلب التقنيات المتطورة.