برودة الطقس ومبيعات التجزئة الأميركية ترفعان أسعار النفط

وسط توقعات «أوبك» بانخفاض الطلب على خاماتها

TT

ارتفع خام القياس الأوروبي مزيج برنت صوب 111 دولارا للبرميل أمس (الأربعاء) بعد مبيعات تجزئة قوية في الولايات المتحدة عززت الآمال في نمو الطلب في أكبر مستهلك للنفط في العالم، بينما زادت مخزونات الخام الأميركية بأقل من المتوقع بكثير.

ودعم الطقس البارد في أوروبا والولايات المتحدة أيضا أسعار النفط، لكن المكاسب محدودة بسبب بيانات أوروبية ضعيفة دفعت أصولا أخرى حساسة للمخاطر مثل الأسهم إلى الهبوط. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 17 سنتا إلى 47.‏110 دولار للبرميل بحلول الساعة 09:36 بتوقيت غرينتش. وسجل عقد فبراير (شباط) الذي ينتهي تداوله في وقت لاحق انخفاضا بواقع 58.‏1 دولار عند تسوية الجلسة السابقة، بينما انخفض عقد مارس (آذار) الأكثر تداولا 32.‏1 دولار. وارتفع الخام الأميركي الخفيف خمسة سنتات إلى 23.‏93 دولار للبرميل. واطمأن المستثمرون بفضل زيادة مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة 5.‏0 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) متجاوزة توقعات بزيادة نسبتها 2.‏0 في المائة مما يظهر متانة الطلب الاستهلاكي على الرغم من زيادات ضريبية تلقائية وتخفيضات في الإنفاق الحكومي. غير أن بيانات أظهرت تراجع الطلب على السيارات الجديدة في أوروبا في ديسمبر إلى أدنى مستوياته منذ عام 1995، وذلك بعد أن أظهرت بيانات صدرت يوم الثلاثاء الماضي انكماش الاقتصاد الألماني بأعلى معدل في نحو ثلاث سنوات في الربع الأخير من 2012.

وحظيت أسعار النفط بدعم من بيانات معهد البترول الأميركي التي أظهرت نمو مخزونات الخام بواقع 46 ألف برميل في أسبوع حتى 11 يناير (كانون الثاني) مقارنة بتوقعات بزيادتها 3.‏2 مليون برميل. وخفضت «أوبك» توقعها للطلب على نفطها في 2013 بسبب زيادة الإمدادات من منتجين منافسين مما يعني أن مخزونات كبيرة قد تتراكم إذا واصلت المنظمة الإنتاج بالمستوى الحالي. وتوقعت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في تقرير شهري أن يبلغ متوسط الطلب على نفط المنظمة 65.‏29 مليون برميل يوميا بانخفاض بمقدار 100 ألف برميل يوميا عن الرقم الذي توقعته الشهر الماضي. وهذا أقل من إنتاج «أوبك» في ديسمبر الذي بلغ 37.‏30 مليون برميل يوميا وفقا لتقديرات مصادر ثانوية. ويشير تقرير «أوبك» إلى أن معروض النفط العالمي سيتجاوز الطلب بهامش مريح في الأشهر الستة الأولى من 2013 حتى بعد أن خفضت السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم إنتاجها في ديسمبر للحيلولة دون حدوث تخمة في السوق وللدفاع عن الأسعار التي تجاوزت 100 دولار للبرميل بكثير.

وتوقع التقرير أن يبلغ متوسط الطلب على نفط «أوبك» 07.‏29 مليون برميل يوميا في النصف الأول من 2013، مما يعني تراكم مخزونات بواقع 3.‏1 مليون برميل يوميا تقريبا إذا واصلت «أوبك» ضخ النفط بمعدل ديسمبر. إلى ذلك، قال وزير النفط الإماراتي محمد الهاملي، إن بلاده لا ترى حاجة لخفض إنتاج النفط ردا على سؤال عما إذا كانت الإمارات ستحذو حذو السعودية التي خفضت الإنتاج بنسبة كبيرة أواخر 2012. وحسب «رويترز» أبلغ الهاملي الصحافيين في أبوظبي بأن السوق متوازنة وربما توجد زيادة طفيفة في المعروض، لكن مستوى الإمدادات جيد بوجه عام.