«إتش إس بي سي» الشرق الأوسط: سوق السندات والصكوك ستنمو بـ30%

التويجري قال لـ «الشرق الأوسط»: أنشطة التمويل الإسلامي التي أوقفناها تمثل 17% فقط من أعمال البنك في هذا القطاع

TT

أكد محمد التويجري الرئيس الإقليمي للخدمات المصرفية العالمية والأسواق لمجموعة إتش إس بي سي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن أنشطة التمويل الإسلامي التي أوقفها البنك لا تمثل سوى 17% من إجمالي أعمال البنك في القطاع، موضحا أن ما حدث هو مجرد إعادة هيكلة لأعمال البنك الإسلامية في عدد من بلدان المنطقة، مشيرا في سياق آخر إلى أن البنك ينظر إلى 3 اقتصاديات في المنطقة على أنها اقتصاديات واعدة هي على التوالي: الإمارات السعودية مصر رغم الأحداث السياسية التي تشهدها الأخيرة. «الشرق الأوسط» التقته في دبي وكان الحوار التالي:

* ما هو تقييمكم لأداء الصكوك في عام 2012 وما هي تصوراتكم لعام 2013 ضمن ذات القطاع؟

- من الملاحظ أن العام الماضي شهد توجها واضحا باتجاه الصكوك والسندات المحولة لأسهم، لدرجة أنها أصبحت ضرورة في السوق لأن أسواق القروض ستصبح أعلى تكلفة وهناك علاوة السيولة أي سيولة البنوك خصوصا بالعملات الأجنبية. بمعنى لو كان هناك شركة كبيرة في المنطقة تحتاج للدولار، فالدولار غال ورأس المال غال أيضا وسيصبح أغلى فالحل هو الصكوك والسندات بأنواعها لذلك أستطيع أن أقول: إن هناك اتجاها واضحا في 2013 باتجاه الصكوك والسندات.

* هل يمكننا ذكر أرقام أوضح عن توقعاتكم؟

- أتوقع أن تنمو سوق السندات والصكوك في المنطقة من 29 إلى 30% هذا العام وبالنسبة للعام الماضي 2012 فقد قمنا بالترتيب والمشاركة في 22 إصدارا لسندات وصكوك تقريبا. كما وصلت قيمة إصدارات التمويل التي رتبها البنك في المنطقة خلال عام 2012 إلى 43.3 مليار دولار منها 30.6 مليار دولار أميركي إصدارات سندات والباقي إصدارات صكوك.

وبشكل عام أعتقد أن الأمر يعتمد على قدرة الشركات واستيعابها للصكوك كمصدر تمويل فنحن نحاول إيصال رسالة وهي أن الصكوك والسندات، أحد أفضل طرق التمويل لأنك تستطيع أن تبيعها وتشتريها.

* تكرر البنوك في هذه المرحلة توجسها من «بازل» فما هو مصدر هذا القلق برأيكم؟

- القلق أن تصبح البنوك محافظة أكثر فرأس المال سابقا كان يقوم على مخاطر الترجيح أما اليوم فالحديث يجري عن الائتمان، والمخاطر التشغيلية، فكل أنواع المخاطر تدخل في سعر رأس المال.

* وهل إصدار الصكوك أمر لا بد منه لمواجهة أي استحقاقات مترتبة على «بازل»؟

- هذه العملية هي جزء من الحلول لأن أنواع البنوك كثيرة فمثلا بنك أبوظبي الإسلامي قام بعمل صكوك غير محددة المدة لكي يدعم رأس المال، أيضا البنك السعودي الهولندي وأيضا السعودي الفرنسي قام بذات الأمر، وكل هذا يندرج في إطار التجهيزات لزيادة رأس المال ودعمه باستخدام الصكوك فكل البنوك التي لديها القدرة ستذهب بهذا الاتجاه لدعم رأس المال.

* إذا ما تحدثنا عن استراتيجية البنك العالمية وبدأنا بمصر فلأي درجة ينظر لها البنك على أنها مكان رئيسي للاستثمار ضمن الظروف الحالية؟

- كانت مصر ولا تزال جزءا رئيسيا من الأسواق الأساسية لمصرف إتش إس بي سي - HSBC إلى جانب الإمارات والسعودية وقطر، ونحن بنينا هذا الكلام على الأساسيات الموجودة في مصر المتمثلة بـ(التعداد السكاني، الصناعة، السياحة والنمو والتنظيم) والأهم من هذا هي مصلحة البنك في مصر، فالآسيويون والشرق أوسطيون يستخدمونها كمحور للتوزيع ومحور للكثير من المصانع وللتكنولوجيا.

* إذن لم يغير البنك نظرته إلى مصر رغم الاضطرابات؟

- مصر ستكون حلا مباشرا لاحتياجات ليبيا في المستقبل لأن التعليم والثقافة في مصر جيدة والاحتياطات والمياه والطاقة والجغرافيا السياسية في مصر وهذه كلها عوامل مهمة جدا. فنحن بنينا استراتيجيتنا في مصر على هذه الأسس وهذا لم يتغير مع الثورة.

* سبق وأشرتم في تقريرين إلى أن اقتصاد مصر خلال العامين القادمين أو الثلاثة أعوام سيتفوق ويضاهي الاقتصادات الخليجية في الإمارات والسعودية هل لا يزال البنك على هذه الاعتقادات؟

- نعم لا يزال البنك ولا تزال نظرته استثمارية في مصر، لأننا نريد التوسع في مصر متى كانت هناك فرصة لذلك.

* ما هي توقعاتكم للنمو في مصر؟

- هذا السؤال يعتمد على نتائج المرحلة التي نمر فيها لكن لو افترضنا أن الوضع السياسي استقر في مصر وأن صندوق النقد الدولي دعم مصر وأن العجلة الاقتصادية بدأت تدور فأنت تتكلم عن بلد كان في حالة توقف ثم عاد وانطلق نحو مرحلة النمو من جديد.

* ماذا عن البحرين وهل أنتم متفائلون بشأن مستقبلها الاقتصادي؟

- علاقتنا بالبحرين ممتازة وأيضا علاقتنا مع الحكومة ولدينا في البحرين (قطاعات التجزئة المصرفية، وشركات مصرفية، وبنك عالمي) والبحرين إلى وقت قريب كانت محور للحسابات الخارجية بمعنى أنك تستطيع إنجاز قرض من البحرين لعميل في السعودية باستخدام النقود من هونغ كونغ، فنحن نستخدم البحرين كمحور ولن نستغني عن هذه الميزة لأنه لا يوجد غيرها في الشرق الأوسط. فتقديري أن البحرين ولأنها صغيرة المساحة أصلا لن تخلق فرقا كبيرا في استراتيجية البنك.

* ما هو سر التركيز المفاجئ على عمان؟

- تعتبر سلطنة عمان سوقا استراتيجية بالنسبة لنا وهي دولة تتمتع بالنمو ومستقرة سياسيا ولديك مستوى تعليم جيد بين السكان ومدعوم من الحكومة وفيها سياحة وهم أصدقاء لكل محيطهم الجغرافي. وبناء على هذه العوامل ورغبتنا في النمو في هذه السوق قمنا بعملية دمج أعمالنا مع بنك عمان الدولي كونه من البنوك التي تتمتع بمكانة جيدة وقوية في السلطنة.

* نظرا لهذه المعطيات ما هي السوق الأهم للبنك والأكثر مثالية في المنطقة؟

- هي سوق الإمارات من دون شك وبالأخص أبوظبي لأن الإمارات وصلت مرحلة أصبحت معها محورا حقيقيا للعمل وهناك استثمار ذكي داخلي وخارجي ومنظم وهناك نظرة واقعية للأمور فالإدارة ملتزمة تفكر في اتجاه مقبول للعالم وهناك جذب للمواهب ولرؤوس أموال وجذب لشركات. فكثير من الناس يرون أن الإمارات آمنة ومستفيدة مما حصل في الربيع العربي ومنهجية ومتنامية وحكومة صديقة لدول العالم لذلك أقول الإمارات أولا والسعودية ثانيا ومصر ثالثا كأسواق هامة لنا بشكل تراتبي.

* ما صحة ما قيل عن تعليقكم لنشاطكم الإسلامي في المنطقة؟

- أود أن أنتهز هذه المناسبة لكي أوضح أمرا هاما بالنسبة للقارئ وهو أننا لم نغلق النشاط الإسلامي ما قمنا به هو الآتي:

في إطار المراجعة الشاملة لكافة قطاعات أعمال HSBC المصرفية في العالم وبغية ضمان استخدام المجموعة لرأسمالها بكل فعالية ومن هذا المنطلق، قررت المجموعة إعادة هيكلة أعمالها المصرفية الإسلامية في عدد من بلدان المنطقة ومنها الإمارات. إلا أنها سوف تواصل مجموعة HSBC الاستمرار في توفير المنتجات الإسلامية في كل من ماليزيا والمملكة العربية السعودية (من خلال ساب وHSBC العربية السعودية). كما سيواصل HSBC تقديم الصكوك ومنتجات أسواق رأس المالي الإسلامي للشركات والمؤسسات من خلال HSBC العربية السعودية. كما تجدر الإشارة إلى أن أعمال التمويل الإسلامي التي ستتوقف مجموعة إتش إس بي سي عن تقديمها في بعض البلدان تشكل فقط ما نسبته 17% من أعمال إتش إس بي سي المتوافقة مع الشريعة الإسلامية.