رئيس جديد لمنطقة اليورو وسط تحذيرات من مديرة «النقد الدولي» من «عدم اليقين» حول الاقتصاد العالمي

لاغارد تبدو أقل تشاؤما في تقييمها للأوضاع في أوروبا من مؤسسات أخرى مثل البنك الدولي

كريستين لاغارد رئيسة صندوق النقد الدولي (أ.ف.ب)
TT

يعقد وزراء مالية منطقة اليورو اجتماعا في بروكسل غدا الاثنين، في انطلاقة اجتماعات وزارية تستغرق يومين، ومن المنتظر أن يتم الإعلان على هامش الاجتماعات عن اسم الرئيس الجديد لمجموعة اليورو وهو المنصب الذي يشغله حاليا جان كلود يونكر رئيس وزراء لوكسمبورغ ومنذ ثماني سنوات، الذي أعلن عن تمسكه بتركه للمنصب مع نهاية الشهر الحالي. وفي برلين، أبدت الحكومة الألمانية إحباطها بسبب وضع عملية خصخصة الشركات العامة في اليونان، وهي أحد المطالب التي طرحها الاتحاد الأوروبي على أثينا ليمنحها حزمة إنقاذ مالية، وفي لندن هبطت مبيعات التجزئة البريطانية بشكل غير متوقع في الشهر السابق. في تقرير من الإحصائيات الوطنية، قيل إن مبيعات التجزئة البريطانية هبط إلى - 0.1% من 0.0% في الشهر الذي قبله. توقع خبراء المال بخصوص مبيعات التجزئة البريطانية أن يصعد 0.2% في الشهر السابق. وهبطت الطلبيات الصناعية الجديدة الإيطالية بشكل غير متوقع في الشهر السابق. وفي تقرير من المعهد الوطني الإيطالي، قيل إن الطلبيات الصناعية الجديدة الإيطالية هبط إلى -0.5% من 0.1%في الشهر الذي قبله والذي تغير رقمه وارتفع من 0.0%، توقع خبراء المال بخصوص الطلبيات الصناعية الجديدة الإيطالية أن يصعد 2.0%في الشهر السابق.. وفي مدريد، هبطت الطلبيات الصناعية الجديدة الإسبانية أكثر من المتوقع في الشهر السابق. وفي تقرير من المعهد الوطني للإحصاء، قيل إن الطلبيات الصناعية الجديدة الإسبانية هبطت إلى المعدل الموسمي وقدره - 1.5% من 5.5% في الشهر الذي قبله. وتوقع خبراء المال بخصوص الطلبيات الصناعية الجديدة الإسبانية أن يسقط إلى 2.5% في الشهر السابق. يأتي ذلك بينما أقرت الحكومة الإسبانية خطة للسكن الاجتماعي، بعرض شقق مقابل إيجار منخفض لبعض العائلات التي طرد أفرادها من منازلهم، بسبب عجزهم على تسديد الديون التي اقترضوها بهدف امتلاك بيت. من جانبها، أكدت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، أن «انهيار الاقتصاد العالمي توقف، ولكن ينبغي تجنب انتكاسة متوقعة في 2013 من خلال مزيد من الإصلاحات».

وسيعلن وزراء مالية منطقة اليورو خلال اجتماعهم الاثنين في بروكسل عن اسم الرئيس الجديد لمجموعة اليورو وهو المنصب الذي يشغله حاليا جان كلود يونكر رئيس وزراء لوكسمبورغ ومنذ ثماني سنوات، والذي أعلن عن تمسكه بتركه للمنصب مع نهاية الشهر الجاري. وترشح الأوساط الأوروبية المتعددة وبقوة وزير مالية هولندا يورغن ديسيلبلويم لشغل المنصب، وخاصة بعد أن اجتمع رئيس مجموعة اليورو يونكر بوزير المالية الهولندي يورغن ديسيلبلويم في لوكسمبورغ الجمعة وناقشا الوضع في المجموعة، المؤلفة من 17 عضوا. وقالت تقارير إعلامية أوروبية إن يونكر أعطى تأييده للوزير الهولندي، الذي سبق أن نال تأييد ألمانيا أحد أكبر اقتصاديات التكتل الأوروبي الموحد بشكل عام ومنطقة اليورو بشكل خاص، ويرى بعض المراقبين أن «الوزير الهولندي حديث العهد على الساحة الأوروبية وقد يأتي بأفكار متطورة، وقد انتخب مؤخرا في هولندا على خلفية تأييده للوحدة الأوروبية، وهذا هو القليل الذي يعرف عنه». وزير مالية فرنسا، بيير موسكوفيتشي، كان اسمه قد تردد من قبل كخليفة محتمل ليونكر. وأفاد مصدر في المجلس الوزاري الأوروبي بأنه بات يوجد توافق حول تعيين المسؤول الهولندي وأن القرار سيتخذ خلال اجتماعات وزراء الخزانة والمال لمنطقة اليورو يوم 21 يناير (كانون الثاني) الحالي في بروكسل. ويعد تعيين الوزير الهولندي بمثابة حل وسط بين فرنسا وألمانيا اللتين تنافستا بقوة حول هذا المنصب الحيوي في إدارة شؤون العملة الأوروبية واقتصاديات الدول المعتمدة لها.

يأتي هذا في وقت أكدت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، أن انهيار الاقتصاد العالمي توقف، ولكن ينبغي تجنب انتكاسة متوقعة في 2013 من خلال مزيد من الإصلاحات. وأشارت لاغارد، في مؤتمر صحافي بمقر المنظمة، إلى أن الانهيار الاقتصادي تم إيقافه بفضل السياسات التي تبنتها الدول المتقدمة. «لقد تحقق الكثير سياسيا. الأوروبيون لديهم أدوات جديدة لمكافحة الأزمة، ولكن ليس كل هذه الأدوات أثبتت وجودها في الواقع، الكثير من العمل يجب إنجازه لضمان عدم الوقوع مجددا في الانكماش ومن أجل إحراز مزيد من التقدم، خاصة نحو هدف إنشاء بنك الاتحاد الأوروبي». وترى مديرة صندوق النقد الدولي أن المشكلة الرئيسية التي يواجهها الاقتصاد العالمي هي في «حالة عدم اليقين» التي لا يزال يعانيها، لذا فينبغي أن يتم الاهتمام بإصلاحات لـ«استعادة الثقة». وحسب الكثير من المراقبين، «تبدو كريستين لاغارد أقل تشاؤما في تقييمها للأوضاع الاقتصادية في أوروبا مما هي عليه مؤسسات أخرى مثل البنك الدولي. لقد أثنت على الأوروبيين الذين حققوا نتائج، على النقيض من مناطق أخرى، ربما في إشارة إلى الولايات المتحدة».