مدير الجمارك السعودية: قيام الاتحاد الجمركي في 2015 أول اختبار لقمة الرياض الاقتصادية

صالح الخليوي: الحديث عن دخول مواد مشعة للأراضي السعودية عارٍ من الصحة

فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للجمارك («الشرق الأوسط»)
TT

أكد صالح الخليوي، مدير عام مصلحة الجمارك السعودية لـ«الشرق الأوسط» ثقته في مخرجات قمة الرياض الاقتصادية التنموية والاجتماعية، في أن تنفذ توصياتها الخاصة بإطلاق الاتحاد الجمركي العربي، في تاريخه المحدد بعام 2015.

وأوضح أن طبيعة قمة الرياض الاقتصادية ذات أبعاد متعددة، ومن ضمنها تحديات العمل الجمركي، ولذلك يطمح له القادة العرب بأن يتم تحقيق مشروع الاتحاد الجمركي العربي في تاريخه تماما، مشيرا إلى أن اللجان الخاصة بذلك تبذل كل جهودها في سبيل ذلك.

من جهة أخرى، نفى الخليوي دخول أي كراسٍ صينية ملوثة بالإشعاع، مبينا أنه لم تسجل الجمارك السعودية أي معلومات تبين أن هناك مواد مشعة دخلت الأراضي السعودية.

وقال: «هناك أجهزة حديثة متوفرة في جميع المنافذ الجمركية، تعمل على كشف المواد المشعة، وأما بالنسبة للتقليد، فهناك تعاون مع شركات استشارية، بالإضافة للتعاون مع المختبرات الخاصة بالعمل الجمركي، ساعدت كثيرا على كشف المقلد والمغشوش».

وأوضح أن منفذ البطحاء بين الإمارات والسعودية لا يعاني من أي تكدس أو ازدحام للشاحنات حاليا، خاصة بعد أن اتخذت الجمارك السعودية الكثير من الإجراءات المعززة لذلك، ومنها إنشاء ساحات جمركية جديدة والتي تم افتتاحها مؤخرا.

وأكد أن هناك سلاسة في العمل في منفذ البطحاء، لافتا إلى أنه على الرغم من أن عدد الشاحنات ازداد عما كان عليه العام الماضي، فإنه تم استيعابها، حيث يصل عدد الوارد من الشاحنات فقط 4 آلاف شاحنة، في حين يتجاوز الإجمالي 5 آلاف شاحنة في اليوم الواحد، مشيرا إلى أن هذا العدد الكبير يدلل على الإجراءات الحديثة؛ التي أكسبته القدرات الهائلة لتحمل هذا العدد الكبير بشكل يومي.

غير أن الخليوي عاد فأكد، أن السبب في ذلك ليس نتيجة التكدس فقط، بقدر أن المسألة تكمن في الزحام، لافتا إلى أن الجمارك عالجت ذلك، بإنشاء بنية تحتية، وساحة خاصة بالصادر للسعودية، وأخرى خاصة بالترانسيت، مشيرا إلى أنهما ساهمتا في تنظيم العمل، واستيعاب العدد الكبير من الشاحنات.

ولفت إلى أن استراتيجية الجمارك السعودية، للعام الجديد 2013 تعمل وفق حزمة من المنظومات، بما في ذلك المنظومة الإدارية والوسائل الرقابية، التي تعمل عليها الجمارك، مشيرا إلى أنها خطة معمول بها، وسيتم العمل بها في العام الحالي.

وعن أهم إنجازات الجمارك السعودية للعام الماضي؛ أكد الخليوي أنه تم إنجاز الكثير من أعمال الجمارك، غير أن أهمها تلك الإجراءات التي أوصلت المصلحة، لأن تصل إلى رقم قياسي للإيرادات الجمركية، حيث تجاوزت الـ22 مليار ريال (5.8 مليار دولار) لعام 2012، مؤكدا أن هناك إنجازات كبيرة تمت على مستوى المضبوطات ومكافحة الغش والتقليد.

وفيما يتعلق بمنتدى الجمارك العربي الثالث، أوضح الخليوي أن الاستعدادات جارية، على أن يكون المنتدى في دورته الثالثة مميزا، ليس فقط بتاريخ انطلاقته في الثالث من شهر مارس (آذار) 2013 وترتيبه، وإنما أيضا من حيث الخروج بالمستوى المطلوب، مشيرا إلى أن المنتدى الثاني كان قد حقق نجاحا كبيرا، سواء كان على المستوى المحلي أو الإقليمي أو حتى الدولي.

هذا وكانت مصلحة الجمارك السعودية أقامت أمس السبت بمقرها بالرياض، فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للجمارك، والذي جاء هذه المرة تحت عنوان «الابتكار من أجل تقدم الجمارك».

وقال الخليوي: «إن هذه المناسبة تعقد سنويا، على مستوى جمارك دول العالم، حيث تقوم منظمة الجمارك العالمية باختيار عنوان يهم الجمارك لكل عام، وتشارك الجمارك السعودية جمارك دول العالم، هذا الاحتفال بهذا العنوان تزامنا مع هذا اليوم، الذي يصادف 26 يناير (كانون الثاني) من كل عام ميلادي».

وأضاف أن هذا العنوان على مستوى الجمارك السعودية مهم جدا، لأنه فعلا ينمي الحس لدى الموظف الجمركي و«يدعونا كإدارة لأن نعمل على الابتكار، من خلال التدريب الكبير، ومشاركة موظفي الجمارك في الدورات المتخصصة في الجمارك داخليا أو خارجيا».

ونوه بتطورات وأهداف منظمة الجمارك العالمية، مبينا أن شعار هذا العام يعتبر أحد أهم الأساليب، التي عملت المنظمة من خلالها من أجل تعزيز كفاءة وفاعلية الإدارات الجمركية في الدول الأعضاء، وتحقيق أفضل سبل التنسيق وتوحيد الأنظمة الجمركية المعمول بها من خلال الابتكار.

وأكد الخليوي أن الجمارك أحوج ما تكون إلى الابتكار والاختراع في هذا الوقت، مبينا أن منظمة الجمارك العالمية، وفقت كثيرا في هذا الاختيار، لتواكب المستجدات على الساحة الدولية، سواء ما يتعلق منها بالأنظمة، أو بالتجارة الدولية أو في أنشطة عصابات التهريب.

وشدد على أن الجمارك السعودية تحرص كل الحرص، على تحفيز جميع العاملين بها، وعلى مختلف مستوياتهم الإدارية، لدفعهم إلى الابتكار والإبداع في كل ما له علاقة بالعمل الجمركي، باعتباره أحد المعايير المهمة في المسابقة السنوية، لاختيار المتميزين من منسوبيها.

ونظمت الجمارك السعودية ورشة عمل بهذه المناسبة، قدّم في جلستها الأولى الدكتور محمد الكثيري، وكيل وزارة التجارة والصناعة للتجارة الخارجية ورقة عمل بعنوان: «التنافسية الاقتصادية وتسهيل التجارة».

وقدم الدكتور عبد الرحمن الزامل، رئيس الغرفة التجارية الصناعية بالرياض، ورئيس مركز تنمية الصادرات، ورقة العمل الثانية بعنوان: «رؤية القطاع الخاص في التحديات التي تواجه الجمارك في التنافسية الاقتصادية».

وتناول عبد المحسن الشنيفي، مدير عام إدارة القيود، والمشرف على إدارة شؤون المخاطر بالجمارك السعودية في ورقة عمل، الحديث عن عنوان: «تحقيق رسالة الجمارك بسرعة فسح المسموح، ومنع دخول الممنوع من خلال الحلول الابتكارية».

من جانبه، أوضح يوسف الحرقان، مدير مشروع ربط الجهات الحكومية بالمكتب الفني بوزارة المالية، عن تحصيل إيرادات الدولة عبر نظام سداد، والممارسات المبتكرة في هذا المجال.

أما المهندس محمد النجار، من الإدارة العامة للوسائل الرقابية بالجمارك السعودية، فقد استعرض تجربة الجمارك السعودية، في استخدام أنظمة الفحص بالأشعة في مجال المكافحة والأمن.

وكان قد قدّم الدكتور خالد العقاب، المشرف على المركز الوطني للاختبارات غير الإتلافية بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، ورقة عمل بعنوان «المركز الوطني للاختبارات غير الإتلافية، والاستراتيجية المتعلقة بالتدريب المتقدم، وأوجه التعاون المقترحة بين المدينة والجمارك السعودية».

يشار إلى أن الاحتفال، شهد تكريم الفائزين بشهادة الاستحقاق الخاصة بالقطاع الحكومي والقطاع الخاص، الصادرة من منظمة الجمارك العالمية ومصلحة الجمارك السعودية، كما تم تكريم الفائزين بشهادة التفوق من موظفي الجمارك السعودية.