«ريم» تغير اسمها إلى «بلاكبيري» لمواكبة منافسة أسواق الهواتف الجوالة

تراجع سهم الشركة الكندية بنسبة 7%

TT

أعلنت شركة «ريم» (البعث المتحرك)، صانعة هواتف «بلاكبيري»، أمس عن استراتيجية جديدة لمواكبة المنافسة الشديدة في أسواق الهواتف الجوالة. وهبط سعر السهم في شركة «ريم»، التي ستتداول باسم «ببري» في البورصة بعد اليوم، أمس بنسبة 7 في المائة بعد أن أعلنت الشركة الكندية تغيير اسمها وأطلقت هاتفين جوالين جديدين. وأعلن الرئيس التنفيذي ثورستين هايتز أن «ريم» قررت تغيير الاسم الذي حملته الشركة منذ إطلاقها عام 1985 ليعكس اسم المنتج الأساسي للشركة، قائلا: «منذ الآن، (ريم) باتت (بلاكبيري). إنه اسم واحد بوعد واحد».

يذكر أن هواتف «بلاكبيري» كانت تشكل 20 في المائة من الهواتف الجوالة قبل 3 سنوات، ولكن في نهاية العام الماضي كانت تشكل فقط 3.4 في المائة من الهواتف الجوالة حول العالم.

وحسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، يأتي جهازا «بلاكبيري زد 10» و«بلاكبيري إكس 10» تتويجا لسنوات يائسة من جهود الشركة للحاق بركب شركات كبرى في صناعة الهواتف الذكية مثل «أبل» والأجهزة التي تعمل بنظام «غوغل أندرويد». ورغم أنه ما من أحد يتنبأ بأن «ريم» ستعود إلى مركزها البارز الذي تمتعت به كمنتج لأشهر الهواتف الذكية شعبية في العالم قبل طرح هاتف «آيفون» في عام 2007، يتفاءل الكثير من المستثمرين بأن الجهازين الجديدين يقدمان أساسا متينا لمستقبل الشركة.

وبالتأكيد أمام «ريم» طريق طويل ستقطعه. وبالعودة إلى عام 2008، عندما كان جهاز «آيفون» لا يزال حديث العهد في السوق، شكلت أجهزة «بلاكبيري» ما نسبته 46% من كل الهواتف الذكية المصدرة. وأصبح الجهاز الأساسي المستخدم من قبل كل شخص أيا كان، بدءا من الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى المذيعة الأميركية الشهيرة أوبرا وينفري. كان المستخدمون يمزحون من استخدامهم «بلاكبيري»، وكانت المتعة الكبيرة في الإحساس بقدرتهم على الدخول على بريدهم الإلكتروني وهم في الطريق. ولهذه الأهمية فقط أحب مديرو تكنولوجيا المعلومات للشركات الجهاز في القدرة على الوصول إلى الموظفين في ساعات اليوم وتقديم طريقة آمنة لإدارة اتصالاتهم. لكن «أبل» أظهرت أجهزة محمولة يمكن أن تفعل أكثر بكثير من مجرد نقل رسائل البريد الإلكتروني وبعث رسائل فورية. وكانت النتيجة كارثية بالنسبة للشركة الكندية.

ففي العام الماضي تراجعت حصة «ريم» من مبيعات الهواتف الذكية في الولايات المتحدة إلى 2% فقط. ويراهن المدير التنفيذي ثورستين هينس (55 عاما) على أن أحدث أجهزة «ريم» التي تعتمد على نظام التشغيل الجديد «بي بي 10» الذي يحظى بإشادة واسعة يمكن أن تعكس هذا الاتجاه. كما أن المستثمرين متفائلون، ما أدى إلى ارتفاع سهم الشركة إلى 178% منذ أواخر سبتمبر (أيلول). ويرجع جزء من هذا التفاؤل إلى تكهنات بأن الشركة المتعثرة سيتم شراؤها من جانب منتج صاعد للهواتف الذكية مثل «لونوفو» أو «هواوي».

غير أن هناك أيضا اهتماما حقيقيا بشأن الأجهزة نفسها، ليس فقط من جانب المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات للشركات، بل أيضا من جانب الأشخاص العاديين الذين لا يبهرون عموما بأي شيء سوى في أن تكون الأجهزة براقة ورائعة الشكل ومصقولة.

وكتب جيسوس دياز في عنوان رئيسي على موقع «جيزمودو» الإلكتروني للأجهزة قائلا: «عفوا (أبل).. (بلاكبيري زد 10) أكثر إثارة عن (آيفون)». وذهب إلى القول للهجوم على تصميم الهاتف بأنه أول هاتف ذكي لا توجد به أزرار فعلية وببرنامجه. وأضاف: «لقد كنت دائما أكره هواتف (بلاكبيري)؛ فقد كانت قبيحة بشكل مخزٍ، إلى أن جاء (بلاكبيري زد 10)، فهو جهاز مثير وجميل فعلا ورائع».

لكن هل ذلك كافيا لوقف تراجع «ريم»؟ لم تقتنع يان داوسون، كبيرة المحللين في شؤون الاتصالات بمؤسسة «أوفوم» للأبحاث، مشيرة إلى أن السوق ابتعدت عن «ريم» في قطاعين رئيسيين. وقالت إن «الشركات لم تعد تشتري غالبية الهواتف الذكية المباعة اليوم، ويختار الأفراد بشكل كاسح الأجهزة باستثناء (بلاكبيري) عندما يتخذون قرارات بالشراء».