وزير النفط الليبي: ليبيا تخطط لاستقطاب 60 مليار دولار في صناعة البتروكيماويات

كشف عن استثمارات سعودية بـ450 مليون دولار

TT

قال الدكتور عبد الباري العروسي وزير النفط الليبي إن بلاده تخطط لاستقطاب 60 مليار دولار كاستثمارات في قطاع البتروكيماويات خلال الـ15 سنة المقبلة، حيث أنجزت دراسة لبناء مدينة صناعية للبتروكيماويات في مدينة برقة، ودعا العروسي المستثمرين السعوديين للاستثمار في ليبيا في مختلف القطاعات، خاصة قطاعي النفط والبتروكيماويات. وأكد العروسي عدم وجود أي تحفظات لدى بلاده للاستثمار في جميع المجالات، حيث أكد تقديم عروض لشركة «أرامكو السعودية للاستثمار» في صناعة البتروكيماويات واستكشاف النفط والغاز.

وكشف العروسي عن مفاوضات تجريها الحكومة الليبية مع مستثمر سعودي لبناء مصنعين في مدينة مصراته الليبية، حيث ستقيم الحكومة منطقة حرة لاستقطاب الاستثمارات، وتوقع أن تنجز الاتفاقية خلال النصف الثاني من العام الجاري. وقدر العروسي حجم الاستثمار السعودي الذي سيكون باكورة استثمارات المنطقة الحرة بـ1.687 مليار ريال (450 مليون دولار)، حيث يخطط المستثمر السعودي لبناء مصنع لتكرير السكر بـ750 مليون ريال (200 مليون دولار) ومصنع آخر للإسمنت بـ937.5 مليون ريال (250 مليون دولار).

وداعب العروسي رجال الأعمال السعوديين الذين حضروا لقاء معه في غرفة الشرقية للتجارة والصناعة بالقول إن أكبر ضمان للمستثمرين العرب والأجانب في ليبيا هو عدم وجود العقيد معمر القذافي، كما أكد أن بلاده أمنية من الناحية الاستثمارية. وأكد وزير النفط والغاز الليبي أن لدى بلاده فرصا استثمارية واعدة أمام المستثمر السعودي، فهناك مشاريع نفطية كثيرة بحاجة إلى صيانة، كما أن هناك الكثير من الموانئ الليبية بحاجة إلى تطوير، إضافة إلى فرص استثمارية في مجال حفر آبار النفط، حيث تخطط ليبيا لحفر نحو 50 بئرا نفطية هذا العام، كما أن هناك توجها للتوسع في بناء مستودعات وخزانات للنفط.

وفي اللقاء دعا وزير النفط والغاز الليبي الشركات السعودية للاستثمار في ليبيا، وقال إن جميع المجالات مفتوحة أمام الاستثمارات السعودية، وأكد أن ليبيا حاليا تنطوي على الكثير من الفرص الاستثمارية في النفط والصحة والسياحة والبنى التحتية، واصفا بلاده بـ«البكر» في المجال الاستثماري.

وفي جانب الطاقة قال العروسي إن ليبيا حافظت على مستوى إنتاجها من النفط بعد الثورة عند مستوى 1.5 مليون برميل يوميا، وبين أن الوزارة تهدف إلى رفع مستوى الإنتاج إلى 1.7 مليون برميل يوميا، معربا عن أمله في وقوف منظمة أوبك مع بلاده في زيادة حصتها الإنتاجية، وقال إن ليبيا بحاجة إلى الأموال لدعم بنيتها التحتية، وهو ما يفرض عليها زيادة حصة الإنتاج.

وقال العروسي إن زيارته التي شملت شركة «أرامكو السعودية» وجامعة الملك فهد ومدينتي الجبيل الصناعية ومدينة رأس الخير التعدينية، جاءت بمثابة زيارة تعارف، ولإذابة الجليد الذي تراكم بسبب السياسات السابقة إبان حقبة معمر القذافي، وقال إن حديثه مع المسؤولين السعوديين كان في العموميات ولم تكن هناك اتفاقيات، لافتا إلى إمكانية الاستفادة من قدرات «أرامكو» في صناعة النفط والغاز الليبي، وتوقع قيام وفود ليبية بزيارة «أرامكو» مستقبلا من أجل توقيع اتفاقيات في مجال التدريب والاستفادة من المنظومات الموجودة لديها، وفي مجال الاكتشاف وبرامج الإنتاج والغاز الطبيعي.

وقال العروسي إن حكومة بلاده تدرس الاتفاقيات التي وقعت عليها ليبيا في العهد السابق للاستفادة منها والخروج برؤية جديدة للاتفاقيات الجديدة مع الشركات الأجنبية، مؤكدا أن ليبيا تخطط لتوفير شروط جيدة للمستثمرين أفضل من الاشتراطات السابقة، بهدف تشجيع الشركات الأجنبية على الاستثمار في ليبيا، وقال إن الحكومة تخطط لإنشاء مؤسسة تهتم بشؤون المستثمرين الأجانب، خصوصا العرب.

من الناحية التنظيمية قال العروسي إن لدى بلاده قانونا يعفي المستثمر الأجنبي من الضرائب لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد لثلاث سنوات، حيث يتيح القانون للمستثمر امتلاك أكثر من 65 في المائة من المشروع والباقي للشريك الليبي، مبينا أن إعطاء الشريك الأجنبي النسبة الكبرى يأتي في إطار إتاحة إدارة المشروع وتطويره.

وأشار العروسي إلى أن البنى التحتية للصناعة البتروكيماوية في ليبيا بدأت منذ فترة طويلة، إلا أنها تعثرت منذ الثمانينات، وقال إن دراسة أنجزت لهذه الصناعة لتكون مدينة البرقية مقرا لها، لافتا إلى أن حجم الاستثمارات تقدر بنحو 60 مليار دولار لمدة 10 – 15 عاما، مبينا أن الحكومة تتجه لتوفير البنى التحتية قبل طرح الفرص الاستثمارية.