الأجهزة الذكية تسيطر على 75% من إجمالي مبيعات سوق الاتصالات السعودية

ارتفاع الإقبال لأكثر من الخُمس عن الفترة نفسها من العام الماضي

أحد متاجر بيع الهواتف الجوالة في السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

قدر عدد من المستثمرين في قطاع الأجهزة الجوالة في السعودية نسبة استحواذ الأجهزة الذكية على السوق بأنها تلامس الـ75 في المائة من إجمالي المبيعات مع بداية العام الميلادي الجديد، بارتفاع أكثر من 20 في المائة عن الفترة ذاتها من العام الماضي، في ظل ترشيحات بأن ترتفع النسبة لأكثر من ذلك خلال الأعوام القليلة المقبلة في ظل تحول معظم الشركات التقليدية نحو صناعة التكنولوجيا والمنافسة في طرح آخر الإصدارات الذكية، والرضوخ للمتطلبات الجديدة المتوجهة بقوة نحو هذا النوع من الهواتف.

وتنوعت أسباب ارتفاع الإقبال وسيطرة الذكية منها على السوق، ما بين تنافس الشركات على طرح أحدث الإصدارات المتطورة وإغراء الطلب، وبين حاجة الناس الفعلية إلى بعض البرامج التي يوفرها هذا النوع من الأجهزة، وانخفاض أسعار بعض الإصدارات القديمة نسبيا التي انحدرت بسبب طرح إصدارات أحدث، وبين التباهي، خصوصا لمرحلة الشباب، والذين اعتادوا على اقتناء أحدث الأجهزة وأصبحت مكملا ضروريا لأسلوب حياتهم، وجميعها مسببات مختلفة رفعت في نهاية الأمر أرباح محال الاتصالات إلى مستويات كبيرة.

وقال خالد العبيد الذي يمتلك مجمعا استثماريا للأجهزة الجوالة، إن الهواتف الذكية تحصد أرباحا متتالية، خصوصا فور إنتاج أنواع جديدة، وإنها تسير بوتيرة متسارعة وبخطوات متتالية مكنتها خلال 3 سنوات فقط من الاستحواذ على السواد الأعظم من السوق، مرشحا أن تصل النسبة إلى أكثر من 90 في المائة في ظل استمرار التنافس بين الشركات من خلال طرحها أحدث الإصدارات، مما يفتح شهية المستهلك للشراء والاقتناء من فترة لأخرى، وهو ما ينعكس في نهاية المطاف على إيرادات المحال التي تتأثر بشكل إيجابي عند طرح أي جهاز جديد.

وحول مستقبل الأجهزة التقليدية في ظل هيمنة الذكية، أوضح أن المستقبل بلا شك للذكية، وأن التقليدية في طريقها إلى الانحسار، خصوصا في ظل توجه بعض الشركات الكبرى إلى إنتاج الذكية على حساب التقليدية، وقد لا يستغرب اختفاء التقليدية خلال السنتين المقبلتين، خصوصا في ظل إنتاج أجهزة شبه ذكية بأسعار مخفضة تنافس التقليدية.

وفي تقرير متصل نشرته المؤسسة البحثية والاستشارية العالمية المستقلة (آر إن سي أو إس)، فإنه من المتوقع أن يبلغ الإنفاق على حلول تقنية المعلومات والاتصالات في السعودية نحو 21.4 مليار ريال (5.7 مليار دولار) بحلول نهاية عام 2014، مقارنة بنحو 13.1 مليار ريال (3.5 مليار دولار) في عام 2010، باعتبار السعودية من الأسواق الصاعدة، فإنها باتت تقود عجلة النمو في العالم مستفيدة من قطاعاتها النشطة والراسخة، وفي طليعتها قطاع الاتصالات.

وفي صلب الموضوع، كشف بندر التويم الذي يمتلك مؤسسة كبرى لبيع واستيراد الأجهزة الجوالة، عن أن نسبة مبيعات الأجهزة الذكية في السعودية تصل إلى 75 في المائة من إجمالي مبيعات القطاع، مرشحا انقراض الأجهزة التقليدية التي تراجعت مبيعاتها إلى مستويات مهولة، وأصبحت حكرا على العمالة الوافدة ذات الدخول المحدودة، لافتا إلى أن سيطرة الذكية باتت جلية وواضحة، وأن التجار بدأوا بتصريف ما يمتلكون من أجهزة تقليدية بأسعار مخفضة، ترقبا لانهيارها في وجه الذكية التي تتربع على عرش السوق، في ظل التنافس المحموم بين الشركات.

ويزيد التويم بأن حاجة الناس اليومية لبعض البرامج التي توفرها تلك الأجهزة، مثل «تويتر» و«فيس بوك»، دفع بها إلى تحقيق المزيد من الأرباح، لافتا إلى أن محال الاتصالات حققت أرباحا طائلة بعد طرح هذا الجيل من الأجهزة، موضحا أن ثورة التكنولوجيا أثرت وبشكل كبير في أداء قطاع الاتصالات الذي انتعش وبشكل كبير من هذه الموجة الإيجابية.

من جانبه، قدر علي التميمي، وهو مستثمر في قطاع الاتصالات، حجم نمو سوق الأجهزة الذكية هذا العام بـ20 في المائة مقارنة بالعام الماضي، بحسب دراسات ومراجعات أجراها بالاستعانة ببعض نتائج الشركات المنتجة، وبحسب معطيات السوق بشكل عام، واصفا أن هذا الإقبال يندرج تحت التباهي بالكماليات، خصوصا لدى فئة الشباب، الذين لا يستخدم معظمهم أغلب البرامج والتحديثات، كما أن الأشكال الجديدة والمواصفات المتطورة ساعدت على انتشارها، لافتا إلى أن سوق الاتصالات السعودية تعد من أشد القطاعات نموا باعتمادها على جديد الأجهزة الذكية.

وأضاف: «انخفاض أسعار بعض الإصدارات القديمة التي تراجعت قيمتها بسبب طرح إصدارات أحدث، أسهم وبشكل فعال في زيادة شريحة مقتني الأجهزة الذكية، خصوصا من ذوي الدخول المحدودة، الأمر الذي جعل من منتجات الشركة صالحة على المدى الطويل». وأشار التميمي إلى أن التطور يبلغ أشده في ظل التنافس المحموم بين شركات الاتصالات العالمية التي تتقاتل لاقتسام أكبر قدر من كعكة الأرباح.

ويبلغ حجم الاستثمارات في قطاع الاتصالات نحو 200 مليار ريال سعودي، وذلك بحسب أحدث تقرير متخصص نشرته الاتصالات السعودية، الذي صدر حول قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة، مما يجعل السعودية في مصاف الدول المتقدمة في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات.