أعلنت شركة «إيه إم آر كورب» الشركة الأم لأميريكان إيرلاينز، ويو إس إيرويز أمس الخميس موافقة مجلسي إدارتيهما على عملية اندماج لولادة أكبر شركة طيران في العالم.
والشركة المندمجة التي تقدر قيمة أسهمها بـ11 مليار دولار تقريبا، ستكون كيانا يعمل بالكامل بعد الانتهاء من إجراءات الإفلاس لأميريكان إيرلاينز. وذلك حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وتتوقع الشركتان أن ينجم عن الصفقة عمليات انصهار بأكثر من مليار دولار. وبعد خروج أميريكان إيرلاينز من الإفلاس وإتمام الصفقة ستحتفظ يو إس إيرويز بنحو 28% من الشركة فيما تحتفظ مصالح أميريكان إيرلاينز بالباقي، بحسب بيان صحافي.
وتأتي الصفقة بعد سلسلة من عمليات اندماج بين شركات طيران أميركية أعادت تشكيل القطاع وعززت أرباحه. وتقدم الصفقة الجديدة لأميريكان إيرلاينز فرصة أفضل للتنافس مع عملاقي الطيران «يونايتد» و«دلتا» من حيث الوصول لمزيد من المحطات بطريقة أكثر فعالية.
وقال المدير التنفيذي ليو إس إيرويز دوغ باركر إن «الخطوط المندمجة سيكون لها الحجم والقدرات للتنافس بشكل أكثر فعالية وربحا في السوق العالمية». وأضاف أن «شبكتنا المجتمعة ستقدم عروضا أكثر جاذبية للزبائن».
والخطوط المجتمعة ستقدم أكثر من 6700 رحلة يوميا إلى 336 محطة في 56 دولة، بحسب البيان الصحافي. وستكون الشركة الجديدة أكبر خطوط طيران أميركية من حيث العائدات. وأبدت الشركتان اهتمامهما بالاندماج لتقوية الحضور التنافسي للشركة المجتمعة في شمال الشرق الأميركي والجزء الغربي من الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية. ويقول بعض المراقبين إن الصفقة ستترك شركة «أميريكان» في وضع ضعيف نسبيا في أوروبا وآسيا مقارنة ببعض المنافسين.
وضمن المليار دولار من قيمة الاندماج، ستسهم الشبكات الناجمة عن تحسن جداول الرحلات والمحطات بمبلغ 900 مليون دولار. وتتوقع الشركتان أن تبلغ كلفة الصفقة الناجمة عن الاندماج ولمرة واحدة 1.2 مليار دولار. ويتعين على مراقبي منع الاحتكار ومحكمة الإفلاس الأميركية إعطاء موافقتهم قبل المضي قدما بالصفقة حيث إن أميريكان إيرلاينز تحميها إجراءات الإفلاس منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2011.
وبرزت فكرة الاندماج بين الشركتين منذ إشهار أميريكان إيرلاينز إفلاسها ووضعت تحت القانون الأميركي المتعلق بالإفلاس. وبموجب الصفقة الجديدة، يصبح المدير التنفيذي ليو إس إيرويز باركر، المدير التنفيذي للشركة الجديدة فيما يصبح توم هورتون المدير التنفيذي لأميريكان إيرلاينز رئيس مجلس الإدارة حتى منتصف 2014 ثم يستقيل، بحسب مصادر قريبة من الملف.
وقال هورتون إن الصفقة «تتيح إمكانية أكبر لدائنينا لاستعادة استثماراتهم». وقال البيان الصحافي إن مالكي الأسهم الحالية في شركة «إيه إم آر» سيحصلون على إعادة توزيع أولية لما مجموعه 3.5% من الأسهم المشتركة للخطوط المندمجة. وقال ريتشارد أبو العافية المحلل في مكتب تيل غروب «يبدو هذا نهاية جولة ناجحة بشكل مفاجئ لإعادة هيكلة الصناعة الأميركية».
ويقول جون توماس خبير الطيران لدى «إل إي كي كونسالتينغ» إن التوقعات لعام 2013 تظهر أن صناعة الطيران الأميركية من حيث الأرباح المطلقة ستكون الأفضل في العالم.
وتعمل أميريكان إيرلاينز تحت مراقبة المحكمة حتى عندما سعت لخفض التكاليف بإعادة التفاوض مع نقاباتها حول الأجور والمزايا. وتعززت بوادر الاندماج عندما أعلن قادة النقابات علنا تبنيهم له في أبريل (نيسان) الماضي. ومضت المحادثات قدما عندما وقعت الشركتان اتفاقية عدم إفشاء الأسرار تقضي بتبادل معلومات سرية في أغسطس (آب). وذكر البيان أن عملية الاندماج تحظى بدعم الكثير من النقابات الرئيسية في الشركتين، ومنها اتحاد الطيارين وممثلين عن مضيفي الطيران.