شركة سويسرية «تصنع» 12 مليارديرا 7 منهم لم يظهروا في تصنيف الثروات

«روش» للأدوية حققت مبيعات قدرها 48.5 مليار دولار عام 2012

مركز روش للأدوية
TT

كشفت «روش هولدينغ إيه جي» للصناعات الدوائية، التي تتخذ من بازل في سويسرا مقرا لها وتنتج عقار السرطان الأكثر مبيعا على مستوى العالم، ووصلت مبيعاتها خلال الأسبوع الحالي إلى أعلى مستوى لها منذ خمس سنوات، عن هوية 12 مليارديرا سويسريا وألمانيا على الأقل، لم يظهر سبعة منهم في أي تصنيف دولي للثروات من قبل. وتتجاوز ثروة المليارديرات، الذين ينحدرون من نسل فرع هوفمان - أويري من عائلة إنغيلهورن الألمانية -السويسرية، مجتمعة، نحو 35 مليار دولار، بحسب مؤشر «بلومبيرغ بيليونيرز». فثمانية من أقطاب صناعة الدواء أحفاد مؤسس «روش»، فريتز هوفمان روش، الذي أقام مؤسسة مصنعه لدواء السعال باسم «هوفمان لا روش آند كومباني» عام 1896. ويسيطر ورثة هوفمان على نصف حقوق التصويت في مؤسسة «روش» على الأقل و9.3 في المائة من الفوائد المالية في الشركة، بحسب التقرير السنوي للمؤسسة.

وقال مارتن فوغتلي، محلل يقيم في زيوريخ ويعمل لدى «كيبلر كابيتال ماركيتس إس آند إيه» خلال مكالمة هاتفية «تتحاشى العائلة بؤرة الضوء. مشاركتهم الفعلية محدودة رغم أنهم مسؤولون بالكامل عن المؤسسة». ويتفادى كل من سابين دوشمالا وأويري وأندريا أويري وكاثرين أويري وبياتريس أويري وأندريه هوفمان وفيرا ميشالسكي هوفمان وماجا هوفمان الظهور من خلال جمع حصصهم في «روش» في اتحاد تصويتي تم إنشاؤه عام 1848 من أجل زيادة سيطرة العائلة بأكبر قدر ممكن على الشركة التي يتم تداول أسهمها. وحققت مؤسسة «روش» مبيعات قدرها 48.5 مليار دولار عام 2012. وارتفعت قيمة سهمها بنسبة 0.4 في المائة، بحيث وصل سعره إلى 209.90 فرنك سويسري في الثالثة مساء أمس في زيوريخ، وترتفع قيمته بنسبة 14 في المائة منذ بداية العام وحتى هذه اللحظة.

وتم الكشف عن حصة الفرد عام 2011 عندما نقلت ماجا أويري، حفيدة هوفمان، نصيبها من الاتحاد التصويتي للعائلة. وبعد رحيلها أعلنت مؤسسة «روش» امتلاكها 8 ملايين سهم، تمثل 0.9 في المائة من الفوائد المالية في المؤسسة. ومن المرجح أنها ورثت الأسهم عام 2003 بعد وفاة والدتها فيرا أويري هوفمان. وبحسب تصنيف «بلومبيرغ» الذي يطبق قانون المواريث السويسري على المعلومات الخاصة بامتلاك الحصص المدرجة في الوثائق التي تقدمها «روش»، ورث أشقاء ماجا أويري الأربعة، وهم سابين دوشمالا، وأندريه، وكاثرين، وبياتريس، 8 ملايين سهم من والدتهم. وقال بولتز هويزلي، محامي مواريث مقيم في زيوريخ لدى «إم إم إي بارتنرز» لوكالة «بلومبيرغ»: «ينص قانون المواريث على تساوي نصيب كل الأبناء شريطة عدم وجود نية للتنازل عنه. ويكفل القانون حصول كل ابن على نصيبه إجباريًا». وانسحب شقيق فيرا أويري هوفمان، لوكاس هوفمان، من الاتحاد العائلي عام 2004. وظل أبناؤه أندريه هوفمان، البالغ من العمر 54 عاما، وفيرا ميشالسكي هوفمان، وماجا هوفمان، مدرجين على قائمة المساهمين في الشركة، بحسب ما جاء في التقرير السنوي للمؤسسة، مع إضافة حصة والدهم إلى ممتلكاتهم منذ يوم انسحابه. وبلغت قيمة حصتهم 9 مليارات دولار، ويسيطرون على ربع حقوق التصويت في المؤسسة.

وتصل قيمة الأسهم التي يمتلكها أندريه أويري، البالغ من العمر 63 عاما، وسابين دوشمالا أويري، وكاثرين أويري، 7.2 مليار دولار. ويبلغ صافي قيمة حصة بياتريس أويري، التي باعتها إلى عائلتها عام 2009، نحو 1.3 مليار دولار، بحسب التصنيف.

ورفضت ماجا أويري التعليق على ثروتها على لسان كاثرين سكوت، المتحدثة باسم متحف الفن المعاصر الذي تمتلكه. ولم ترد بياتريس على الرسائل الهاتفية ولا رسائل البريد الإلكتروني التي تم إرسالها إلى نادي «بيردز أي جاز كلاب» في بازل، والذي تشارك في إدارته. ولم يرد أندريه أويري على الرسائل التي أرسلناها على عنوان عيادته الطبية. أما سابين وكاثرين أويري فلم يتسن لنا التواصل معهما للتعليق على الأمر.

ورفض أفراد عائلة هوفمان التعليق على صافي ثروتهم، وقد تعذر التحقق من أعمار ثمانية من المليارديرات الاثني عشر، حسب وكالة «بلومبيرغ». ورفض دانيال غروتزكي، وهو متحدث باسم «روش» في بازل، الإدلاء بتعليق عن مساهمي الشركة على نحو يتجاوز ما تم الكشف عنه في بياناتها المالية. ولم يرد برونو دالو، المتحدث السابق باسم اتحاد العائلة في «سكوباغ بريفات بانك إيه جي»، على طلبات التعليق.

وفي عام 1998، دفعت شركة «روش» 10.2 مليار دولار مقابل الاستحواذ على «كورينغ» المحدودة الكائنة في برمودا، والتي سيطرت على شركة الصناعات الدوائية الألمانية «بوهرينغر مانهايم» المحدودة وحصة نسبتها 84 في المائة من «ديبوي»، شركة تقويم الأعضاء الكائنة في إنديانا. وقد صنعت الصفقة مليارديرات من أربعة أفراد بعائلة «إنغيلهورن» الألمانية.

واستحوذ كيرت إنغيلهورن (86 عاما) على حصة نسبتها 37.3 في المائة من شركة «كورينغ»، وفقا لوثيقة أعدت في عام 1998 وتم تسجيلها في هيئة الأوراق المالية والبورصة الأميركية. وامتلك ابن عمه، كريستوف إنغيلهورن، حصة نسبتها 22.3 في المائة، مثلما فعلت أرملة بيتر إنغيلهورن، ترودل، 86 عاما. وامتلكت ابنة عمه كريستا جيلبك حصة نسبتها 18 في المائة. واستحوذ كيرت إنغيلهورن على شركة «بوهرينغر مانهايم» في عام 1960. وبعد أربعة عشر عاما نظم عملية شراء شركة «بيو ديناميكس إنكوربوريشن» الكائنة في إنديانابوليس، والتي امتلكت «ديبوي». وقام أفراد العائلة الأربعة ببيع كلتا الشركتين بعد أكثر من عقدين.

توفي كريستوف في عام 2010، تاركا ممتلكاته لأرملته، أورسولا إنغيلهورن. وتبلغ قيمة ثروتها 3.9 مليار دولار، بحسب تصنيف «بلومبيرغ»، مثل ثروة ترودل. ويبلغ صافي قيمة ثروة كيرت إنغيلهورن 5.3 مليار دولار، وتملك كريستا جيلبك صافي ثورة قيمتها 3.1 مليار دولار.

«تتبنى فراو ترودل إنغيلهورن - فيتشياتو وأبناؤها موقفا قويا كجهة راعية في دعم الموسيقيين الشباب والوعد بتوفير إمكانات علمية هائلة»، هذا ما قاله هيرويغ برونر، المتحدث باسم شركة «بيتر آند ترودل إنغيلهورن ستيفتونغ»، في رسالة بريد إلكتروني. وقال إن حساب صافي قيمة «بلومبيرغ» كان «مرتفعا جدا» من دون التعليق بصورة إضافية.