العصيان المدني يهدد اقتصاد المنطقة الحرة الوحيدة في مصر

استمرار توقف حركة السفن في مدينة بورسعيد.. و35 شركة سياحية مهددة بالإفلاس

TT

ضرب الكساد التجاري مدينة بورسعيد المصرية (225 كيلومترا شمال شرقي القاهرة)، لليوم السادس على التوالي بسبب العصيان المدني الذي تشهده المدينة الساحلية للمطالبة بالقصاص لـ42 قتيلا سقطوا خلال أعمال عنف شهدتها المدينة الشهر الماضي، فيما توقفت حركة الشحن والتفريغ بميناء شرق بورسعيد الذي تمر منه نحو 12 في المائة من تجارة مصر الخارجية.

وواصل الآلاف من أبناء مدينة بورسعيد المطلة على قناة السويس، والتي تعتبر المدينة الحرة الوحيدة في مصر، (والتي يحق بها استيراد السلع المستوردة دون جمارك)، العصيان المدني الذي بدأوه قبل أسبوع، بعد أن قاموا بإخلاء المباني الحكومية من الموظفين وأوقفوا حركة العمل داخل مبنى ديوان عام المحافظة والهيئة العامة لموانئ بورسعيد، فيما توقفت الدراسة بالمدينة وقطع المتظاهرون خط السكك الحديدية القادم من القاهرة، وقطع طريق بورفؤاد (شرق بورسعيد) المؤدي إلى ميناء شرق بورسعيد.

وقال اللواء أحمد نجيب شرف رئيس هيئة موانئ بورسعيد، إن «ميناء شرق التفريعة مغلق لليوم الثالث على التوالي، وإن الخسائر المباشرة لهيئة ميناء بورسعيد تزيد على 600 ألف جنيه، إضافة إلى نحو 5 ملايين جنيه خسائر شركة قناة السويس للحاويات التي تدير محطة الحاويات بالميناء.

وأضاف اللواء شرف أن «6 سفن تقف الآن على رصيف الميناء لم تتمكن من تفريغ شحنتها بسبب توقف العمل، فيما غادرت إحدى السفن الميناء بعد فشلها في تفريغ حمولتها».

لكن اللواء شرف استطرد قائلا: إن «حركة الشحن والتفريغ بميناء غرب بورسعيد تسير بشكل منتظم، وإن الاحتجاجات الحالية لم تؤثر على حركة تداول السفن بالميناء».

في سياق مواز، قالت شركة قناة السويس للحاويات في بيان لها، إن «عمال الشركة لم يتمكنوا من الوصول إلى محطة الحاويات بميناء شرق التفريعة بعد أن تم غلق جميع الطرق المؤدية إلى الميناء من قبل متظاهرين غاضبين، والتي تعتبر هي الطرق الرئيسية والأكثر فعالية من وإلى المحطة».

وبينما أكد كلاوس هولم لارسن، العضو المنتدب لقناة السويس للحاويات، أن «الوضع الحالي ليس مناسبا للأنشطة التجارية، وأن الشحن الدولي يمكن أن ينتقل بسهولة إلى بلدان أخرى غير مصر، وهو ما قد يؤدي إلى مزيد من الخسائر على المدى الطويل بالنسبة لمصر»، قال محمد علي، تاجر ملابس ببورسعيد، إن «90 في المائة من المتاجر مغلقة تماما، ولا يوجد بيع أو شراء».

من جانبه، قال محمود رمزي نائب رئيس هيئة تنشيط السياحة ببورسعيد، إن «جميع رحلات المراكب السياحية القادمة إلى بورسعيد تم إلغاؤها بالكامل، وإن نسبة الإشغالات بالفنادق محدودة للغاية لا تتجاوز 10 في المائة»، مضيفا: «يوجد 35 شركة سياحية مهددة بالإفلاس بسبب تراجع حركة السياحة»، موضحا أن الرصيف السياحي ببورسعيد أصبح خاليا تماما من البواخر التي كانت تصل إلى المدينة صيفا وشتاء، وتنطلق من بورسعيد نحو القاهرة لزيارة معالمها والعودة مرة أخرى لاستكمال رحلتها.

وتشتهر بورسعيد بتجارة البمبوطية (وهم تجار يصعدون فوق السفن المارة بقناة السويس بموجب تصاريح رسمية من السلطات لبيع منتجاتهم من خان الخليلي والمنتجات التراثية)، لكن علي خليل (تاجر) يقول إن «هذه التجارة تعاني الآن من الكساد بسبب عدم وصول البواخر إلى ميناء بورسعيد).