مطار دبي ينافس مطار هيثرو كأكبر مطار في العالم خلال 3 سنوات

خبراء: الخليج سيصبح مركز ثقل الطيران العالمي

جانب من مطار دبي ( «الشرق الأوسط»)
TT

أكدت دبي أمس أنها حققت نموا قياسيا جدا في حركة الركاب عبر مطارها الدولي، مشيرة إلى الحركة ارتفعت بنسبة 15 في المائة في يناير (كانون الثاني) بالمقارنة مع ذات الفترة من عام 2012، مشيرة إلى هذه الزيادة تأتي مدعومة بأعداد من قصدوا دبي لحضور مهرجان دبي للتسوق، فيما يبدو أن القطاع الذي يعتبر عصبا رئيسيا لاقتصاد الإمارة يخطو خطوات متسارعة نحو نمو يضعه في مقدمة القطاعات الأسرع نموا في العالم وفق تقارير متخصصة. وتشير أرقام مؤسسة مطارات دبي إلى أن أعداد الركاب ارتفعت إلى 5.56 مليون راكب من 4.85 مليون قبل عام في شهر يناير (كانون الثاني) وحده وهو أعلى رقم يسجله المطار في تاريخه بحسب مسؤول في المؤسسة، في حين سجل عام 2012 بكامله زيادة حركة الركاب في المطار بنسبة 13.2 في المائة إلى 57.68 مليون راكب.

ويعتبر الرئيس التنفيذي لمطارات دبي بول جريفيث أن «أعداد الركاب القياسية في شهر يناير تؤكد أن مسار النمو الذي تحقق العام الماضي مستمر في عام 2013 واتخذت مطارات دبي خطوة أخرى باتجاه تحقيق مستوى 98 مليون راكب سنويا المتوقع أن نتجاوزه بحلول نهاية هذا العقد».

ويشمل النمو الذي تشهده مطارات دبي حركة الشحن أيضا التي ارتفعت 8.6 في المائة في يناير إلى 188520 طنا بالمقارنة بمستواها قبل عام مدعومة بتحسن ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة وأوروبا.

وفي العام الماضي تخطى مطار دبي الدولي مطار هونغ كونغ ليصبح ثالث أكبر مطار في العالم من حيث حركة الركاب وفقا لبيانات المطارات. وارتفعت الحركة كذلك في مطار أبوظبي الدولي 19.6 في المائة إلى ما يزيد على 1.3 مليون الشهر الماضي في حين نمت حركة الشحن 25 في المائة إلى 48875 طنا.

ويرى غسان أمهز مدير العلاقات الإعلامية في مؤسسة «مطارات دبي» أنه على الرغم من التباطؤ الاقتصادي العالمي، فإن قطاع المطارات بالمنطقة واصل تحقيق نمو ملموس معاكسا بذلك الاتجاه السائد في الكثير من مناطق العالم الأخرى، لافتا إلى أن دبي تجسد نموذجا لمدى تنامي أهمية قطاع الطيران، حيث بات يساهم بـ22 مليار دولار أميركي، أو 28 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للإمارة، ويلعب دورا حيويا في جهودها لتنويع بنيتها الاقتصاية.

وتشهد دبي خلال شهر مايو (أيار) المقبل إقامة معرض المطارات 2013، والذي يعد أكبر معرض مخصص لتقنيات وعمليات المطارات والبنى التحتية الخاصة بها على مستوى منطقة الشرق الأوسط، ومن المتوقع أن تكون دورة العام الحالي أكبر بنسبة 20% من العام السابق، الذي تم فيه تسجيل أرقام قياسية في أعداد الشركات العارضة والزوار، ويعزى ذلك إلى النجاح البالغ الذي يحققه المعرض عاما بعد عام، وتنفيذ الكثير من دول المنطقة لبرامج تطوير شاملة لمطاراتها بتكلفة مليارات الدولارات.

ومن المنتظر أن تستقبل مطارات الشرق الأوسط ما يزيد على 400 مليون مسافر بحلول عام 2020، لتحتل مكانة ريادية في معدلات النمو على المستوى العالمي ويتوقع غسان أمهز مدير العلاقات الإعلامية في مطارات دبي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تقوم مؤسسة مطارات دبي في الوقت الحالي بتنفيذ برنامج طموح تبلغ قيمته 7.73 مليار دولار أميركي (28.4 مليار درهم إماراتي)، لإنجاز المرحلة الرابعة من توسعة مطار دبي، بهدف زيادة طاقته الاستيعابية لتصل إلى أكثر من 90 مليون مسافر، للتمكن من تلبية متطلبات النمو المستقبلي».

ويعد مطار دبي الدولي من أسرع المطارات نموا في العالم، حيث تضاعف عدد المسافرين عبره على مدى السنوات الخمس الأخيرة، وبات يعد اليوم ثالث أكبر مطار في العالم من حيث عدد المسافرين.

بدورها شرعت شركة أبوظبي للمطارات في تنفيذ برامج توسعة طموح تبلغ تكلفته 6.8 مليار دولار أميركي (25 مليار درهم إماراتي) لزيادة الطاقة الاستعابية لمطار أبوظبي الدولي لتصل إلى 40 مليون مسافر، ومن المتوقع أن يتم إنجاز المشروع في عام 2015 - 2016.

وتشهد المطارات الأخرى في دولة الإمارات العربية المتحدة تنفيذ برامج لتعزيز مرافقها وسعاتها الاستيعابية. فعلى سبيل المثال، خصصت إمارة الشارقة استثمارات قيمتها 136 مليون دولار أميركي (500 مليون درهم إماراتي) لهذا الغرض، بينما خصصت الفجيرة مبلغ 43.5 مليون دولار أميركي (160 مليون درهم إماراتي).

وقد بدأ هذا النمو القوي لقطاع الطيران في الإمارات والمنطقة يثير الاهتمام في مناطق مختلفة من العالم، حيث حذر ويلي والش، رئيس «إنترناشيونال إيرلاينز جروب» الشركة الأم لكل من «بريتش إيرويز» و«إيبيريا» مؤخرا أمام لجنة النقل بمجلس العموم البريطاني بأن «مطار دبي قد يزيح مطار هيثرو في لندن من مكانه كأكبر مطار دولي في العالم وذلك في غضون مدة تتراوح بين سنتين وثلاث سنوات».

وأشار والش إلى أن مطار دبي كان في عام 2011 يندرج بالكاد ضمن قائمة أكبر 100 مطار على مستوى العالم، حيث حل في المركز الــ99 ضمن القائمة آنذاك، غير أنه تمكن من احتلال المركز الثالث عشر في عام 2010 وصعد إلى المركز الثالث في عام 2012.

ويشير غسان أمهز الباحث المتخصص في هذا المجال إلى أنه على الصعيد الإقليمي تشير الأبحاث إلى أن المملكة العربية السعودية تستثمر نحو 27 مليار درهم في مشروع المطار الجديد بجدة، بينما ما زالت أعمال التوسيع جارية في مطار الرياض ومطارات محلية أخرى في المملكة. وفي سلطنة عمان، يتم تطوير مطاري مسقط وصلالة بتكلفة إجمالية تبلغ 1.2 مليار درهم لزيادة طاقتهما الاستيعابية إلى 48 مليون راكب 10 ملايين راكب سنويا على التوالي.

أما الكويت فكشفت النقاب عن خطة ضخمة تتكلف 6 مليارات دولار أميركي لزيادة سعة مطارها من 6 ملايين راكب سنويا إلى 20 مليون راكب سنويا وتحويل المطار إلى مركز رئيسي للسفر والشحن. كما أعلنت قطر عن خططها لإنفاق مبلغ ملياري دولار أميركي إضافية، إلى جانب الـ15.5 مليار دولار أميركي التي تم بالفعل تخصيصها لتوسعة مطار الدوحة.

وفي معرض تعليقه على الإمكانيات المتنامية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باعتبارها مركز عالمي للطيران، يقول توني تايلر، الرئيس التنفيذي ومدير عام الاتحاد الدولي للنقل الجوى «تعد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قوة متنامية في قطاع الطيران. فعلى سبيل المثال، ارتفعت حصة الشرق الأوسط من النقل الجوي الدولي خلال العقد الماضي من 5% إلى 11.5%».