طائرات محملة باليورو أنقذت اليونان من الإفلاس

السيولة قفزت فجأة من 20 إلى 62 مليار يورو في يونيو الماضي

TT

أفادت صحيفة «تو فيما» أمس (الأحد) بأن بنك اليونان المركزي تلقى أوراقا نقدية بمليارات اليوروات تم نقلها جوا من بنوك مركزية أخرى للحيلولة دون انهيار البنوك مع قيام المودعين بسحب أموالهم في خضم أزمة الديون، وذلك وفقا لـ«رويترز».

وكانت المخاوف من أن البلد المثقل بالديون قد يتخلى عن اليورو ويعود إلى الدراخما قد دفعت اليونانيين إلى سحب مدخرات بمليارات اليورو في الأعوام الثلاثة الأخيرة والاحتفاظ بها تحت الحشايا أو في صناديق الأمانات. وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤولين بالبنك المركزي لم تسمهم: «في حين تحدث كثيرون عن نقص للسيولة في الاقتصاد فإن السيولة المتداولة كانت غير مسبوقة». ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولي البنك المركزي للحصول على تعقيب.

وقالت الصحيفة إن السيولة المتداولة قفزت إلى 48 مليار يورو «32.‏62 مليار دولار» أي نحو ربع الناتج المحلي الإجمالي في يونيو (حزيران) 2012 من 20 مليارا قبل تفجر الأزمة وهو ما يفوق بكثير المعدلات الطبيعية البالغة ستة إلى ثمانية في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في الاقتصادات المتقدمة. ولتلبية الطلب المرتفع على النقود تلقى «بنك اليونان»، البنك المركزي، كميات كبيرة من الأوراق النقدية التي نقلت سرا بالطائرات من الخارج لتغذية البنوك في أنحاء البلاد وتفادي نقص قد يؤدي إلى تفاقم المخاوف وحدوث تكالب على سحب الأموال من البنوك. ولا يطبع بنك اليونان سوى الأوراق النقدية من فئة العشرة يوروات.

وفقدت بنوك اليونان نحو ثلث ودائعها بعد تفجر أزمة الديون في أواخر 2009. ونظرا لعجزها عن تدبير التمويل من أسواق الجملة اضطرت البنوك إلى الاعتماد على البنك المركزي لتلبية حاجاتها من السيولة. لكن عدم التيقن بشأن مستقبل البلاد داخل منطقة اليورو تراجع بعد جولة ثانية من الانتخابات في يونيو من العام الماضي، حيث أفضت إلى تشكيل ائتلاف حكومي من ثلاثة أحزاب مؤيدة لجهود الإنقاذ ومن ثمة عودة الودائع إلى البنوك. وأظهرت بيانات رسمية صدرت الشهر الماضي عودة 4.‏10 مليار يورو إلى النظام المصرفي. وبلغت ودائع الشركات والأفراد 9.‏160 مليار يورو في نهاية يناير (كانون الثاني).