معاناة الوزير

علي المزيد

TT

في العالم العربي تسكن البيروقراطية سويداء العمل العربي وتعطل كل شيء، ورجال الأعمال يصيحون ليل نهار من البيروقراطية، ويقولون لم نعد نكتوي بجمرها، بل أحرقتنا بنارها.

لن أطيل عليكم وأنتم تعرفون أن السعودية تعاني أزمة إسكان؛ لذلك أنشأت وزارة للإسكان، ورصدت القيادة مبلغ 250 مليار ريال (66.6 مليار دولار) للمساعدة في حل الأزمة.

ما أقصده أن هناك رؤية واضحة لدى القيادة لمعاناة الناس ومحاولة حلها؛ لذا قامت الحكومة برفع قيمة القرض العقاري من 300 ألف ريال (80 ألف دولار) إلى 500 ألف ريال (13.3 ألف دولار).

رغم كل ذلك استمعت للدكتور إبراهيم العساف حينما سئل: «أنتم منذ عام 2009 تقولون إن أنظمة الرهن العقاري ستصدر قريبا ومع ذلك لم تصدر». أمن الوزير على كلام السائل وأكد: «نعم تأخرنا ولكني أعدكم أنها ستصدر قريبا».

من عطل القرار رغم وضوح الرؤية الاستراتيجية للقيادة، ورغم أن تأخير القرار ينتج مشاكل اجتماعية قد تصبح سياسية فيما بعد، ومع ذلك لم تسارع المؤسسات التشريعية بإعطائه الأولوية؟

قرار بهذه الأهمية يستغرق خمس سنوات ليصدر، فكيف إذا كان القرار غير مدعوم؟ وزير المالية السعودي قال إن تنفيذ نظام الرهن سيكون بعد تسعين يوم من صدوره، ومع ذلك استغرق القرار كل هذه السنوات.

قرار استراتيجي وراءه رؤية استراتيجية شاملة من القيادة، ودعم من وزير المالية، ومع ذلك تعطل ليعبر وبشكل صارخ عن أن معاناة الوزير من البيروقراطية. ودمتم.