«الراجحي السعودية» تتطلع لإقامة مجمع صناعي لاستخراج وتصنيع الأملاح المعدنية في مصر

باستثمارات تصل لـ100 مليون دولار على مساحة 6 كيلومترات مربعة

TT

تسعى مجموعة «الراجحي إخوان السعودية» لإقامة مجمع صناعي كبير لتطوير استخراج الأملاح المعدنية من بحيرة قارون في مصر، وتحويلها إلى مواد صناعية واستهلاكية باستخدام أحدث التكنولوجيات المتطورة في هذا المجال.

والتقى فهد بن سليمان الراجحي العضو المنتدب للمجموعة مع وزير الصناعة والتجارة الخارجية المصري حاتم صالح لعرض المشروع، وقال الوزير إن هذا المشروع الضخم يعد من أكبر المشروعات الاستثمارية التي يتم إقامتها في مصر في مجال استخراج الأملاح المعدنية، حيث تصل استثماراته المتوقعة إلى نحو 100 مليون دولار مرحلة أولى، ويستهدف استخراج وتصنيع 120 ألف طن سنويا من سلفات الصوديوم و150 ألف طن سنويا من كلوريد الصوديوم وسلفات الماغنسيوم وكلوريد البوتاسيوم، كما يتيح المشروع نحو 400 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

وأشار صالح إلى أن هذا المشروع سيسهم في توفير احتياجات مصر من هذه المنتجات، حيث تستورد مصر نحو 350 ألف طن كربونات صوديوم سنويا، وهو الأمر الذي يحتاج إلى توفير كثير من العملات الأجنبية اللازمة للشراء وهو ما يرهق موازنة الدولة من النقد الأجنبي، فضلا عن خلق فرص جديدة للاستثمار في صناعات تحويلية مبنية على استخدام الأملاح المعدنية.

وتعاني مصر من تراجع الاستثمارات الأجنبية المباشرة الوافدة إلى البلاد منذ ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011، ووضعت مؤسسات التصنيف الائتماني مصر دون مستوى الاستثمار بنحو ست درجات، ويري بعض رجال الأعمال الأجانب أن دخول البلاد في الوقت الحالي قد يكون أقل تكلفة من الاستثمار بعد استقرار الأوضاع في البلاد.

ولفت صالح إلى أن المشروع يحتاج مساحة تصل إلى 6 كيلومترات مربعة، ولذا فإنه يجري التنسيق بين الشركة وهيئة التنمية الصناعية للتعرف على أفضل المناطق المتاحة والتي تستوعب إقامة هذا المشروع الضخم سواء في منطقة بحيرة قارون (80 كيلو جنوب القاهرة) وفي أي مناطق أخرى خاصة، وأن هناك كثيرا من المناطق المناسبة مثل منطقة الساحل الشمالي الغربي بمرسي مطروح.

واستعرض الوزير المصري مع فهد الراجحي عددا من الفرص الاستثمارية المتاحة خاصة في مجال صناعة الإسمنت والأسمدة الفوسفاتية ومشروعات الطاقة، هذا فضلا عن المنطقة الصناعية المزمع إقامتها بين مصر وليبيا في الساحل الشمالي الغربي والتي تمثل أهمية اقتصادية كبيرة في هذه المنطقة الحيوية.

وأكد صالح حرص الحكومة على جذب المزيد من الاستثمارات العربية والأجنبية للاستثمار في السوق المصرية والاستفادة من حزم البرامج المشجعة التي يتم تقديمها، مثل دعم الصادرات وتوفير الأراضي وإتاحة الطاقة بأسعار تنافسية، بالإضافة إلى شبكة الاتفاقيات التجارية مع مختلف الدول والتكتلات الإقليمية والعالمية فضلا عن تمتع مصر بسوق كبيرة تتعدى الـ86 مليون نسمة وموقع جغرافي متميز يجعلها من أكثر الدول جذبا للاستثمار في منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا.

ومن جانبه، أكد فهد بن سليمان الراجحي العضو المنتدب لمجموعة شركات «الراجحي إخوان» أن المجموعة لديها رغبة أكيدة للاستثمار في السوق المصرية والذي يعد أحد أهم الأسواق الواعدة والتي تتميز بتنوعها واستيعابها لكثير من القطاعات الصناعية المختلفة.

وأشار إلى أن مشروع استخراج وتصنيع الأملاح المعدنية يعد من أهم المشروعات البيئية الكبيرة التي يتم إقامتها في المنطقة، خاصة وأنه يعتمد على زيادة القيمة المضافة لهذه الخامات المتوفرة في مصر، وكذلك فإن المشروع سيسهم في تحسين الحالة البيئية للبحيرات التي سيتم الاستخراج منها حيث إنه يعمل علي تقليص الأملاح في البحيرات وتطوير الحياة المائية للحيوانات والنباتات بتلك المنطقة، مؤكدا حرص المجموعة على دراسة إمكانية الاستثمار في قطاعات صناعية أخرى خلال المرحلة القليلة المقبلة.