شراكة سعودية ـ أميركية تتطلع للاستحواذ على 10% من السوق العالمية لأنسجة التغليف

بين مجموعة «الدباغ» القابضة و«جرايف»

وزير التجارة السعودي خلال افتتاحه المصنع شمال جدة («الشرق الأوسط»)
TT

وقع في السعودية شراكة استراتيجية في قطاع الأنسجة المرنة المتخصصة في التغليف لإنتاج 100 ألف طن، حيث استحوذ التحالف السعودي - الأميركي من خلال شركة الأنسجة العالمية، على أربع شركات دولية، بهدف الوصول إلى حصة سوقية للتحالف تبلغ 10 في المائة من السوق العالمية.

وقال الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة وزير التجارة والصناعة خلال افتتاحه مؤخرا مصنع شركة الأنسجة العالمية بمدينة الملك عبد الله الاقتصادية في رابغ: «إن المشروع النوعي في مدينة الملك عبد الله لإنتاج الأنسجة سيضيف الكثير لتنمية الصناعة في السعودية، وتطويرها وتنويع الاقتصاد الوطني، لتواكب النهضة التي تشهدها البلاد من خلال تدشين الكثير من المشاريع التنموية».

ويتوقع أن ينتج المصنع الذي يعد ثمرة شراكة استراتيجية سعودية بين مجموعة «الدباغ» القابضة ومصنع «جرايف» الأميركي في مجال الأنسجة المرنة المتخصصة في التغليف نحو 100 ألف طن بعد انتهاء المراحل الأربع لإنشائه.

من جانبه، أشار المهندس عبد اللطيف العثمان محافظ الهيئة العامة للاستثمار على هامش حفل التدشين إلى أن إنشاء المصنع في السعودية يمثل قيمة مضافة للاستثمارات، حيث إن المملكة تتمتع بالاستقرار، وتمتلك مقومات ومرافق البنية الأساسية القوية التي تؤهلها لاستضافة واستيعاب كبرى المشروعات العالمية في مختلف المجالات، بما يحقق قيمة مضافة للاقتصاد، ويحقق نقل وتوطين التقنية، ويوفر فرص عمل جيدة لأبناء وبنات البلاد، تمكنهم من خدمة وطنهم ومجتمعهم.

من جهته، أكد فهد الرشيد العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمدينة الملك عبد الله الاقتصادية: «تشهد مدينتنا اليوم تدشين معلم آخر ضمن مساعينا نحو تحقيق رؤية سيدي خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز بجعل المدينة أحد المحركات الرئيسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في السعودية، حيث يشكل الوادي الصناعي لمدينة الملك عبد الله الاقتصادية مركزا حقيقيا لتنمية الاقتصاد السعودي وتنويعه، مما انعكس في تعزيز مكانة المملكة على خارطة الاستثمار العالمية في مجالات التجارة والصناعة المختلفة، من خلال مفهوم فئات التجمعات الصناعية».

وأضاف الرشيد الذي كان يتحدث خلال الحفل: «يعتبر مصنع (جرايف) الأميركي أحد أكبر مصانع العالم وأكثرها تكاملا وتقدما لإنتاج أنسجة البولي بروبلين، وستستفيد الصناعات المتنوعة والمتعددة بالوادي الصناعي من الحضور الاستراتيجي لشركة (جرايف) كمزود فوري لأنسجة البولي، فضلا عن تصدير منتجاته إلى جميع أنحاء العالم».

وزاد: «بلا شك سيقدم المصنع الجديد للمدينة بشكل خاص وللمملكة بشكل عام قيمة مضافة لبرنامج توطين الوظائف الذي اعتمدته (جرايف) ضمن استراتيجيات عملها في المملكة، وهو يشمل بطبيعة الحال برامج عالية الجودة للتدريب وتوفير فرص عمل للكوادر الوطنية».

إلى ذلك، أوضح صخر جمجوم المدير العام لـ«شركة الأنسجة العالمية» أن التحالف مع الشركة الأميركية يمثل إنجازا نوعيا في هذه الصناعة، مشيرا إلى «أن التحالف السعودي - الأميركي قام بالاستحواذ على أربع شركات عالمية في كل من ألمانيا وتركيا تقوم بإنتاج الأنسجة المرنة للتغليف، وبذلك وصلت الحصة السوقية للتحالف السعودي الأميركي 10 في المائة من السوق العالمية».

وأكد جمجوم أن «التحالف الاستراتيجي للشركة يمتلك 19 مصنعا حول العالم في كل من ألمانيا وتركيا والصين وبلجيكا وفرنسا والمكسيك والبرتغال ورومانيا وبريطانيا وأميركا وأوكرانيا وفيتنام وباكستان وتايلاند وفنلندا والمغرب، ويبلغ إجمالي الموظفين في تلك المصانع أكثر من 6000 موظف»، مشيرا إلى أن اختيار السعودية لإنشاء هذا المصنع الضخم جاء نتيجة للموقع الاستراتيجي للمملكة، بالإضافة إلى القرب من المواد الأولية المستخدمة في صناعة النسيج المتمثلة في المنتجات البتروكيماوية.

وأشار إلى «أن المشروع في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية سينفذ على 4 مراحل، وبحلول المرحلة الأخيرة سينتج المصنع 100 ألف طن تقريبا، كما سيوظف المصنع أكثر من 1300 موظف، منهم ما لا يقل عن 700 موظف سعودي».

وأضاف: «إنه تم الانتهاء من إنشاء المرحلة الأولى للمصنع، وينتظر أن يبدأ الإنتاج بـ25 ألف طن تدريجيا، وبذلك يصبح المصنع العمود الفقري والمغذي الرئيسي لشبكة مصانع الشركة حول العالم». يذكر أن التحالف السعودي - الأميركي تأسس بنسبة 50 في المائة للجانب الأميركي المتمثل في شركة «جرايف» التي تأسست عام 1877 في ولاية أوهايو بالولايات المتحدة الأميركية، فيما تمثل مجموعة «الدباغ» القابضة الجانب السعودي في التحالف بنسبة 50 في المائة، حيث تأسست أولى شركات مجموعة «الدباغ» القابضة عام 1962، ويبلغ عدد الموظفين في الشركات التابعة للمجموعة نحو 15 ألف موظف.