مدير تطوير الأعمال بفنادق «فيرمونت رافلز»: التوسعة الحالية للحرم المكي ستزيد القدرة الاستيعابية في قطاع الإيواء

قال لـ «الشرق الأوسط»: تسهيل التنقل بين دول الخليج بالبطاقة الوطنية رفع عدد الزوار بشكل لافت

خالد يمق («الشرق الأوسط»)
TT

اعتبر خالد يمق، مدير إدارة الاتصالات وتطوير الأعمال بمجموعة فنادق «فيرمونت رافلز سويس أوتيل»، أن ازدياد حجم الطلب على قطاع الإيواء في منطقة الشرق الأوسط واكبه نمو في «وعي العملاء» بنوعية الخدمات المقدمة فيه. وأشار إلى أن التوسعة الحالية لمنطقة الحرم المكي - بعد اكتمالها - ستنتج عنها مساحات أكبر لبناء أبراج فندقية، وهو ما سيزيد القدرة الاستيعابية في قطاع الإيواء في مكة المكرمة.

وتوقع يمق في حواره مع «الشرق الأوسط» ارتفاع عدد الزوار من وجهات عديدة، خصوصا بعد اكتمال المشاريع التطويرية لمكة المكرمة بما في ذلك توسعة الحرم ومشاريع النقل. وأعلن عن توجه مجموعته نحو دراسة «الأسواق الواعدة» في الدول التي ارتفعت بها معدلات قدوم الزوار في جميع دول العالم، بغية التواصل معها تسويقيا، مبرهنا في السياق ذاته على أن مجموعته تدخل السوق الفندقية بتراكم خبرات عريض تخطى حاجز الـ120 عاما، استطاعوا من خلاله التميز في تقديم الخدمة الشخصية لمستقبلها. يمق تحدث عن أمور مختلفة لامست الشأن الاقتصادي والفندقي وكان هذا الحوار..

* هناك ميل لديكم نحو تسويق الخدمات الفندقية بشكل أكبر، خاصة في ما يختص بتبني استراتيجية تشخيص الخدمة لتقديم خدمات فندقية متطورة؟

- بشكل عام، التسويق يختلف جذريا بحسب اختلاف عوامل المعادلة التسويقية كالسوق والمنافسين وأذواق العملاء، وأبرز هذه العوامل هو المنتج أو السلعة بعينها، وبرأيي أن أهم ما في الأمر هو إيجاد ميزة تنافسية للعلامة التجارية التي أقوم بتسويقها. أما بخصوص التسويق الفندقي فمع ازدياد «حجم الطلب» على قطاع الإيواء في الشرق الأوسط كالفنادق وكذلك ازدياد «وعي العملاء» بنوعية الخدمات المقدمة في الفنادق والتي زادت من «توقعات العملاء» إضافة إلى مقارنتهم السعر بالفائدة التي يحصلون عليها، فإن كل هذا وغيره زاد من حدة المنافسة وأصبح الإبداع في طرق التسويق هو «البطاقة الرابحة» إن صح التعبير، وهنا تكمن المتعة بالنسبة لي. كما تشكل مكة أهم تلك المدن التي لا بد أن تتوافر فيها طرق جديدة للتسويق، وذلك لأنها تمر بطور انتقالي سينتهي بخارطة جديدة للمدينة المقدسة ذات معالم مختلفة تماما، ومن هذا المنظور يجب على رجل التسويق الحاذق أن يستقرئ المستقبل ليكون السبّاق في وضع الخطط التسويقية والحلول الملائمة لمكة المكرمة في حلتها القادمة.

* كيف تقدرون حجم الإيرادات لقطاع الفنادق في العاصمة المقدسة.. وهل ترونها تتسق مع أسعار إيرادات الفنادق عالميا؟

- إيرادات الفنادق في مكة المكرمة - التي تعد أهم مدينة في العالم - لا تختلف كثيرا عن باقي المدن داخل وخارج المملكة. أما بالنسبة للأسعار فأعتقد أنها أقل بكثير مقارنة بباقي المدن المهمة، وأود أن أوضح نقطة مهمة عند المقارنة بين أسعار الفنادق في مدينتين مختلفتين؛ فيجب أن نتأكد من توافق بعض العوامل المؤثرة في الأسعار وأهمها: الموسمية (العرض والطلب).. ونوع الوحدة الفندقية.. ومستوى الفنادق؛ عندها ستكون المقارنة منصفة ومنطقية، وهذا ما سيُظهر لك أن أسعار الفنادق بمكة أقل بكثير من غيرها.

* تتحرك فنادق العاصمة المقدسة ضمن نطاق جغرافي ضيق، لكنها استطاعت رفع عائداتها بشكل متصاعد، كيف ذلك؟

- صحيح، بالدرجة الأولى يعود ذلك إلى ارتفاع نسب الإشغال، وارتفاع الإشغال له عدة أسباب أهمها: تسهيل التنقل بين دول الخليج بموجب البطاقة الوطنية، مما أدى إلى ارتفاع زيارة مواطني الخليج إلى مكة المكرمة بشكل كبير، خصوصا خلال رمضان المنصرم. وكذلك وجود الشركات السياحية التي تعد وسيطا مفيدا في سلسة بيع وترويج الفنادق، حيث إنها تحصل على أعداد كبيرة من الوحدات الفندقية بأسعار خاصة لتقوم بترويجها حول العالم. وبهذا الشكل تعم الفائدة الجميع، فالفندق يحقق نسب إشغال مرضية والشركة السياحة تستفيد من العمولات، وأخيرا الضيف يحصل على خدمات ممتازة بأسعار تنافسية. وهذا ما يتعلق بالوقت الحاضر، أما مستقبليا فالتوقعات تشير إلى ارتفاع عدد الزوار من وجهات عديدة، خصوصا بعد اكتمال المشروع التطويري لمكة المكرمة بما في ذلك توسعة الحرم والمواصلات العامة برا وبحرا وجوا.

* إلى أي مدى أحدثت عمليات الإزالة لصالح توسعة الحرم المكي تغيرا في رسم خارطة جديدة للأمتار القارية المقدسة؟

- أعتقد أن التوسعة الحالية لمنطقة الحرم المكي - بعد اكتمالها - ستنتج عنها مساحات أكبر لبناء أبراج فندقية، وهو ما سيزيد القدرة الاستيعابية في قطاع الإيواء في مكة المكرمة. كما أود الإشارة إلى أن المشاريع التنموية التي تنفذها حكومة خادم الحرمين الشريفين تهدف إلى توفير المساحات المناسبة لخدمة وراحة ضيوف الرحمن، وأولها وأهمها توسعة بيت الله الحرام ليستوعب المزيد من المصلين والمعتمرين، إضافة إلى مساحات خاصة بالمواصلات كالقطارات ومحطاتها، وهنالك مساحات لقطاع الإيواء كالأبراج الفندقية، ومن الطبيعي أن تخصص مساحات للخدمات الأخرى كالأسواق ومواقف السيارات. كل هذا سيسهم في تنشيط الحركة الاقتصادية في المنطقة. فزيادة الزوار تنتج عنها زيادة المشتريات والإنفاق السياحي. وهذا ما يجعل من مكة منطقة جاذبة للمستثمرين، وكذلك يبشر بمستقبل باهر بإذن الله على جميع الأصعدة.

* كيف ترون نجاح عملية التصنيف الذي قامت به الهيئة العليا للسياحة، وما هي تداعياتها على فرض نمط جديد للجودة في الفنادق؟

- التصنيف الجديد التي قامت به الهيئة العليا للسياحة يعتمد على معايير دولية دقيقة، وهو بكل تأكيد تصنيف منصف سواء لمقدم الخدمة أو للمستهلك النهائي «الضيف»، وسوف يزيح هذا التصنيف العشوائية التي تعاني منها الفنادق في مكة المكرمة خصوصا القريبة من المسجد الحرام، والتي كانت - قبل التصنيف - تستقبل الزوار والمعتمرين والحجاج في ظل نقص في الخدمات والإمكانيات، فأتى هذا النظام التصنيفي ليضع العديد من النقاط على الحروف، ويجبر تلك الفنادق على تغيير خدماتها واستراتيجياتها لتقدم خدمات فندقية عالمية توافق تطلعات الزوار نظير ما يدفعونه، وبحسب تلك الإمكانات التي تقدمها الفنادق يتم تصنيفها. حقيقة، هذا أمر حيوي تُشكر عليه الهيئة العامة للسياحة والآثار، وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان الرجل الذي لا يألو جهدا في أن تكون مكة واجهة في تقديم أرقى الخدمات الفندقية.

* دخلت مواسم العمرة على الخط مجددا، وغيرت كثيرا من الاستراتيجية التسويقية لدى الفنادق.. ما هي التغيرات التسويقية التي واكبت تكرار تلك المواسم؟

- من السياسات المطلوبة أن يتغير التسويق بحسب تغير السوق. وكما ذكرتم أصبحت المواسم أكثر وزادت تأشيرات الحج والعمرة، مما زاد من أهمية بعض الأسواق الخارجية، في الوقت نفسه زادت حدة المنافسة مع دخول منافسين جدد. لذلك على رجل التسويق أن يكون قادرا على تسويق فنادقه بشكل أوسع لتكون خيارا متوافرا ومرغوبا لدى الشريحة الجديدة من العملاء. في السياق ذاته، يجب أن تأخذ بعين الاعتبار دراسة «الأسواق الواعدة» وهي الدول التي توجد بها الشرائح المستهدفة من الزوار، فمن الضروري استكشافها ودراستها والتواصل معها تسويقيا، وذلك لأن هذه الأسواق لا تقل أهمية عن السوق الداخلية.

ونحن في مجموعة «فيرمونت رافلز» للفنادق العالمية بمكة نؤمن بأن لدينا «منتجا ذا قيمة حقيقية»، لذلك نعتمد الخطط المدروسة لتسويق فنادقنا، حيث الضيف هو محور اهتمامنا، وكذلك نهتم بقنوات ترويج فنادقنا لتكون قنوات مثمرة وقابلة للاتساع بحثا عن أسواق جديدة، ليس ذلك فحسب بل خلقنا توجها حديثا في السوق وألهمنا به البعض كما فرضنا على البعض الآخر إعادة النظر في ما يقدم.

* ثلثا قطاع الإيواء في السعودية موجود في مكة المكرمة، ألا يفرض هذا تحولا جذريا لتدعيم ركائز الصناعة الفندقية؟

- كما هو معروف، فإن عوائد السياحة الدينية في مكة المكرمة مجزية وتؤخذ بعين الاعتبار من جميع الجهات ذات العلاقة، كما أن الدراسات تشير إلى زيادة تصل إلى 3 في المائة من عدد المسلمين حول العالم سنويا، كل هذا وغيره يعزز من أهمية الصناعة الفندقية في العاصمة المقدسة؛ وقد وضعت مكة المكرمة في أعلى قائمة المدن السياحية بالمملكة لتكون الأجدر بالتطوير والدعم لركائز الصناعة السياحية الفندقية، بداية بالبنية التحتية ووصولا إلى الصناعات المغذية لها. ولمكة المكرمة نصيب من الصناعة الفندقية منذ سنوات عديدة. وحاليا، تعتبر سوق مكة الفندقية واعدة وجذابة لكبرى العلامات الفندقية العالمية وكذلك أكبر المستثمرين، وبالتالي ستكون المنافسة في أوج حماسها لتقديم خدمة فندقية عالية المستوى، وهو ما سيجذب المزيد من الزوار. وكنتيجة لاجتماع تلك المقومات فإن صناعة فندقية عالمية ستأخذ مكانها هاهنا في مكة المكرمة. أضف إلى هذا كله أن وجود هذه الصناعة الفندقية الهائلة سيسهم في توظيف الكوادر الوطنية بشكل عام والمكية على وجه الخصوص. وسأغتنم الفرصة لأدعو الشباب السعودي الطموح إلى النظر إلى العمل في المجال الفندقي بعين الاعتبار لما يتميز به هذا القطاع من مميزات عديدة ومستقبل مشرق وواعد.

* هناك نسب ارتفاع واضحة لمعدلات الإشغال في الفنادق.. هل من الممكن بعد ارتفاع نسب المعتمرين والحجاج أن تتأثر تلك الحجوزات وتخلق نوعا من الأزمات؟

- على العكس، أعتقد أن اقتراب افتتاح العديد من الفنادق داخل وخارج المنطقة المركزية، إضافة إلى المشاريع الخدمية التي تقوم بها الحكومة، سيزيل بشكل كبير مستوى التخوف من تلك الأزمات. أي أن هناك تنسيقا بين تأشيرات الحج والعمرة والقدرة الاستيعابية للسياحة الدينية بشكل عام.

* ما هي الخدمات الممكن تقديمها وإضافتها لخلق تميز وبعد جديد للفنادق في مكة المكرمة؟

- هنالك العديد من الخدمات، ولو تحدثنا عن مجموعة «فيرمونت رافلز» للفنادق العالمية، فإن استراتيجيتنا الدائمة هي الاستحواذ على أهم المواقع وأكثرها جاذبية حول العالم. فنادقنا في مكة المكرمة هي أول الفنادق التي قدمت لضيوف الرحمن قيمة حقيقية، سواء من خلال الأجواء الروحانية المحيطة والإطلالات المباشرة على الحرم المكي والكعبة المشرفة، إضافة إلى خدمات نادي اللياقة البدنية والنادي الصحي ومراكز رجال الأعمال المتطورة وقاعات المؤتمرات والمطاعم العالمية التي تمثل قوائمها أكثر من 23 بلدا، وأخيرا تقديم الخدمة الشخصية التي اكتسبناها خلال 120 عاما في خدمة العديد من الوجهات حول العالم.