هبوط بورصة مصر بعد عرض قبرصي لشراء أسهم «أوراسكوم تيليكوم»

فقدت نصف مليار دولار بعد اتجاه المؤسسات الأجنبية للبيع

TT

عرضت شركة قبرصية الاستحواذ على كامل أسهم شركة «أوراسكوم تيليكوم» المدرجة بالبورصة المصرية، وهو ما يراه مستثمرون خروجا جديدا لعائلة ساويرس المالكة لحصة كبيرة بها من السوق المصرية.. إلا أن خبراء قالوا إن الشركة رغم أنها مدرجة في البورصة فإن أغلب الشركات التابعة لها موجودة خارج مصر، وبالتالي لن يكون هناك تأثير مباشر لهذا العرض على الاستثمار في البلاد.

وفقدت البورصة المصرية نحو 3.8 مليار جنيه (558 مليون دولار)، متأثرة بمبيعات كبيرة من قبل مؤسسات وصناديق استثمار أجنبية.

وقالت الهيئة العامة للرقابة المالية المصرية أمس إن شركة «باسكندال» القبرصية المحدودة عرضت شراء 5.24 مليار سهم تمثل نسبة 100 في المائة من أسهم «أوراسكوم تيليكوم القابضة» بسعر 70 سنتا للسهم الواحد، ما يمثل نحو 4.76 جنيه للسهم.

وتعد شركة «باسكندال» مملوكة بالكامل لشركة «التيمو» المالكة لنحو 47.85 في المائة في شركة «فيمبلكوم ليمتد» الروسية التي استحوذت على 51.7 في المائة من «أوراسكوم تيليكوم» عام 2010.

ولم ترد أي تفاصيل تتعلق بتلك الصفقة من شركة «أوراسكوم تيليكوم»، وقال العضو المنتدب لها أحمد أبو دومة إن شركته ليس لديها أي علم بوجود أي عروض استحواذ، ولم يطرح الأمر على مجلس الإدارة.

ولم تظهر أي معلومات عن تلك الصفقة في البورصة الروسية، وهو ما يعني بحسب الخبراء أن شركة «فيمبلكوم» الروسية غير ملتزمة ببيع حصتها في شركة «أوراسكوم تيليكوم»، الأمر الذي يعتبر محاولة لتملك أسهم «أوراسكوم تيليكوم» المملوكة للأفراد والمؤسسات المالية في البورصة المصرية. ويرى إيهاب سعيد، رئيس قسم البحوث بشركة «أصول» لتداول الأوراق المالية، أن هذا العرض يعني خروج شركة تحمل ثالث أكبر وزن نسبي في مؤشر البورصة الرئيس والذي يبلغ نحو 12 في المائة، وتابع: «هذا العرض يعني خروج الشركة من مصر، فهذا اتجاه عام من قبل عائلة ساويرس التي تحمل بشكل غير مباشر أسهما في شركة (أوراسكوم تيليكوم)، وهذا بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية السيئة في البلاد». بينما قال محسن عادل نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار إنه من المبكر الحكم على هذا العرض إلى حين صدوره بصورة تفصيلية متضمنة كل جوانب هذه الإجراءات وآثارها الحالية والمتوقعة والأساس الذي تم تحديد سعر السهم على أساسه والتوقيتات الخاصة بهذه الإجراءات.

وقال الخبير الاقتصادي معتصم الشهيدي إن عرض الاستحواذ لا يعني خروج «أوراسكوم» من السوق، لأنها بالفعل لا تمتلك أي استثمارات في مصر، مشيرا إلى أن آخر أصولها التي كانت تملكها كانت تتمثل في شركة «موبينيل» للجوال وشركة «لينك دوت نت» وبعض الاستثمارات المحدودة، ونقلتها جميعا إلى شركة «أوراسكوم للإعلام» قبل سنوات.

وأوضح أن استثمارات «أوراسكوم تيليكوم» تتركز جميعها خارج مصر خاصة في الجزائر، بالإضافة إلى شبكات أخرى في إيطاليا وروسيا وكندا ولندن وبعض الدول العربية والأفريقية، مشيرا إلى أن الصفقة ما هي إلا نقل لجنسية مالك الشركة من روسيا وبعض الصناديق والأفراد المصريين والأجانب إلى ملكية قبرصية، حتى أن الشركة القبرصية هي في الأساس مملوكة لشركة «فيمبلكوم» الروسية.

واعتبر أن الصفقة ليس لها أي تأثير على الاستثمار المباشر في مصر وإن كان تأثيرها فقط سيقتصر على البورصة المصرية من خلال تراجع رأس المال السوقي، فضلا عن الضعف الذي قد يصيب المؤشر الرئيس للسوق.

وتراجع سهم «أوراسكوم تيليكوم» أمس بنسبة 1 في المائة تقريبا ليغلق عند 4.37 جنيه للسهم، وهو أقل من عرض الاستحواذ، وقال المحلل المالي صلاح حيدر إن أداء السهم قد تأثر بمخاوف المتعاملين بخصوص سعر صرف الدولار واحتمالية فرض ضرائب مماثلة للتي طبقت على صفقة «سوسيتيه جنرال»، وأضاف حيدر أن توقيت العرض يتزامن بشكل رئيس مع الأنباء الصحافية المتعلقة بقرب حسم ملف «أوراسكوم الجزائر» (جيزي) كبرى الشركات التابعة لشركة «أوراسكوم تيليكوم» مما سيعد عنصر جاذبية إضافيا عند تقييم الشركة. وتابع: «بشكل عام لم تكن تلك الصفقة بالمفاجأة الكبيرة للمساهمين في السوق المصرية الذين أصبحوا يتوقعون بشكل مستمر تلك الصفقات العملاقة لعائلة ساويرس وانتقال ملكية شركاتهم إلى شركات عالمية يحصلون هم على حصص فيها».