«صدارة» السعودية تجمع ملياري دولار عبر طرح صكوك

TT

أعلنت يوم أمس شركة صدارة للكيميائيات (صدارة) عن جمع 7.5 مليار ريال (ملياري دولار) عبر صكوك تم طرحها في 16 مارس (آذار) الماضي، وكانت الشركة قد طرحت صكوكا بقيمة 5.25 مليار ريال (1.4 مليار دولار) لجمع تمويل لمشروعها العملاق في مدينة الجبيل شرق السعودية إلا أن الإقبال على الصكوك دفع الشركة لرفع قيمة المبلغ المستهدف.

بدوره وصف فضل البو عينين وهو خبير مالي سعودي عملية التغطية بأنها تعكس الثقة الكبيرة بين الشركة والمستثمرين باعتبار مشروع صدارة شبه مضمون. وقال البو عينين إن هناك أمورا تكشفها تغطية صكوك صدارة، وهي وجود السيولة الهائلة في السوق السعودية التي تبحث عن مشاريع مضمونة، وأضاف أن السبب هو عدم تفعيل سوق الصكوك وهي التي يحبذها المستثمرون السعوديون، معتبرا سوق الصكوك موردا ماليا مهما يمكن من خلاله تخفيف الضغط على البنوك في تمويل الشركات الوطنية الكبرى.

وقال إن هناك موارد مالية ضخمة يمكن عبرها تمويل كثير من الشركات وربط المستثمرين بالشركات الباحثة عن التمويل عبر سوق الصكوك والسندات، وتخفيف الضغط على البنوك.

كما لفت إلى عودة الرساميل السعودية نتيجة الأزمة القبرصية والأزمة الأوروبية بشكل عام والتي تحتاج إلى أوعية استثمارية تستوعبها، وقال إن تفعيل سوق الصكوك بالشكل المطلوب هو ما تحتاجه السوق المالية السعودية في الفترة الراهنة. ووصفت «صدارة للخدمات الأساسية» - تم تأسيسها لإصدار صكوك صدارة - الإقفال بالناجح على طرح الصكوك الأول للشركة العملاقة، وأضافت أن الطرح لقي إقبالا كبيرا من المستثمرين، مما أدى إلى تغطية الاكتتاب بـ2.6 مرة من حجم الإصدار المبدئي، مما دفعها إلى زيادة حجم الإصدار استجابة لهذا الإقبال.

وستكون الصكوك ذات سعر عائم، وستستحق خلال ست عشرة سنة تقريبا. كما سيحصل المستثمرون في هذه الصكوك على عائد سنوي متوقع يساوي معدل السايبور لستة أشهر زائدا 95 نقطة أساس ويتم توزيعه كل ستة أشهر.

وستستخدم شركة صدارة المبالغ الناتجة عن طرح هذه الصكوك لتدبير التمويل اللازم لإنشاء وتسليم مشروع مجمع البتروكيماويات الذي يجري بناؤه حاليا في مدينة الجبيل الصناعية الثانية في المنطقة الشرقية من السعودية. وكانت «شركة صدارة للكيميائيات» قد تأسست في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2011، بمشاركة بين كل من شركتي «أرامكو السعودية» و«داو كيميكال» باستثمارات تصل إلى 99 مليار ريال (26.4 مليار دولار)، ويضم مشروع البتروكيماويات العملاق 26 مجمعا صناعيا يتم بناؤها في مرحلة واحدة.

وتقوم «صدارة» حاليا ببناء مجمع كيميائي متكامل ذي مقياس عالمي في مدينة الجبيل الصناعية الثانية، وسيكون المجمع بعد الانتهاء من إنشائه واحدا من أكبر المرافق الكيميائية المتكاملة، وأكبر مرفق كيميائي في العالم يبنى في مرحلة واحدة، ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل أولى الوحدات الإنتاجية في النصف الثاني من عام 2015، بينما سيتم تشغيل جميع المرافق عام 2016.

وينقسم مشروع صدارة إلى أربعة أجزاء رئيسية، هي مشروع «صدارة» باستثمارات 70 مليار ريال (18.7 مليار دولار)، والمشاريع التابعة، باستثمارات تصل إلى 12 مليار ريال (3.2 مليار دولار)، والمجمعات الصناعية باستثمارات تصل إلى 12 مليار ريال (3.2 مليار دولار) والصناعات المساندة باستثمارات تقارب من 5 مليارات ريال (1.4 مليار دولار).

وتخطط شركة «صدارة» عند بدء تشغيل مجمعها الصناعي الضخم إلى تسويق 45 في المائة من إنتاجها في منطقة شرق آسيا، و25 في المائة من الإنتاج في السعودية ومنطقة الشرق الأوسط، و20 في المائة في أوروبا، و10 في المائة لبقية بلدان العالم.

وسيوفر المشروع عند تشغيل كامل مرافقه بحسب المخطط له عوائد سنوية تصل إلى 37.5 مليار ريال (10 مليارات دولار)، وتتوزع حصص المشروع في الفترة الحالية على شركتي «أرامكو السعودية» بحصة تصل إلى 65 في المائة، وشركة «داو كيميكال» الأميركية، بحصة تصل إلى 35 في المائة، بينما يحق لشركة «أرامكو السعودية» طرح جزء من حصتها في سوق الأسهم السعودية في عام 2016، وتقدر الحصة المقترحة للطرح بنحو 30 في المائة من قيمة المشروع.