مجموعة «كارلسون ريزدور» الفندقية: قطاع المنتجعات في مصر سقط بالضربة القاضية بسبب السياسة

مديرها الإقليمي لـ «الشرق الأوسط» نسب الإشغال الفندقية تراجعت إلى 60%

الآفاق الاقتصادية في مصر تبدو ضيقة بتراجع العائدات السياحية (أ.ب)
TT

* ما الوضع الحالي لقطاع السياحة في مصر في الأسواق الرئيسية؟

- يشكل قطاع السياحة أحد الأعمدة الاقتصادية المهمة في البلاد، ولكن بسبب تذبذب الوضع السياسي الحالي تضررت أعمالنا في قطاع السياحة الترفيهية. حيث تأثر قطاع أعمال المنتجعات على وجه الخصوص، وسقط بالضربة القاضية على يد الوضع السياسي القائم، فالأسواق الرئيسية المغذية لقطاع السياحة مثل ألمانيا تحذر السياح من التوجه إلى مصر، وبالتالي انخفضت أعدادهم القادمة من هذه الأسواق شيئا فشيئا، وخصوصا الذين يتوجهون إلى المنتجعات السياحية.

كما تأثرت عمليات ترخيص وبناء المنتجعات بشكل كبير، وتراجعت نسب الإشغال الفندقية ما بين 30 و60 في المائة وفقا للموسم، وهذه النسب في انخفاض مستمر. أما في القاهرة العاصمة ومناطق أخرى في مصر، لاحظنا توقف نحو 90 في المائة من برامج الجولات السياحية، وهو ما يشير إلى محدودية الخيارات المتاحة أمام السياح المتجهين إلى مصر. فضلا عن تغير نوعية رواد المنتجعات، ولا سيما القدرة الشرائية للنزلاء التي انعكست سلبا واضطرت الفنادق إلى خفض الأسعار والحد من معدل العروض المقدمة.

وعلى الرغم من ذلك، نحن على ثقة بأن مصر تقف على عتبة فترة طويلة من الاستقرار السياسي، وسيبدأ السياح بالتهافت عليها قريبا وسريعا، حيث لا تزال مصر إحدى أفضل الوجهات السياحية في العالم، قد يبدو كلامي مبتذلا، ولكن مصر تملك مقومات سياحية فريدة من نوعها، فهي غنية بالتاريخ والثقافة والمناظر الطبيعية التي تجمع ما بين الرمال الذهبية والبحار الزرقاء والطقس الرائع.

* ما مصدر القلق الرئيسي الذي يواجه السائح عند توجهه إلى مصر؟

- من الواضح أن موضوع الأمن هو الشغل الشاغل للسائح، ولكن منتجعاتنا في شرم الشيخ والأقصر بعيدة كل البعد عن مناطق عدم الاستقرار السياسي، ولم تتأثر بما يحدث، ومع ذلك ما زال السياح يمتنعون عن القدوم.

كما تلعب وسائل الإعلام دورا رئيسيا في كل من أوروبا وأميركا في حث السياح على عدم القدوم إلى مصر، فالتقارير الإخبارية الصادرة عنها مبالغ فيها إلى حد كبير، في حين إن غالبية المنتجعات والمواقع السياحية بعيدة عن ساحة المعترك السياسي، وثمة عقبة أخرى تواجه فنادقنا، ألا وهي استمرارية توفر الوقود والنقد، وهو ما يؤثر على الخدمات التي نقدمها لنزلاء الاستجمام ورجال الأعمال.

* ما أعداد السياح الحالية التي تقيم في سلسلة فنادق «كارلسون ريزدور» في مصر؟ وكيف تراه مقارنة بالسنوات الماضية؟

- تمتلك فنادق «كارلسون ريزدور» حاليا خمسة فنادق في مصر، ثلاثة منتجعات وفندقين تحت اسم «راديسون بلو» و «بارك إن»، وقد شهدنا انخفاضا في مجال الترفيه ضن أروقة فندق «راديسون بلو» الإسكندرية، بالمقابل حافظ الفندق على قطاع خدمات الشركات والأعمال.

أعداد السياح الحالية المقيمة في فندق «راديسون بلو» الإسكندرية وفندق «راديسون بلو» القاهرة ومنتجع «راديسون بلو» الأقصر لا تعكس طموحاتنا ولا توقعاتنا لهذا البلد العظيم. بالإضافة إلى ذلك، لاحظنا فرقا في نوعية السياح الموجودين في السوق، حيث قلت عدد الجنسيات من السياح الأميركيين والأوروبيين، في حين تزايدت أعداد النزلاء الآسيويين.

* ما توقعاتكم بالنسبة لسوق السياحة في مصر خلال عام 2013؟

- ما زلنا متفائلين بهذا الخصوص، ونحن على ثقة بأن مصر ستتغلب على قضاياها السياسية وستبقى تمثل وجهة سياحية كبيرة، كما أننا نؤمن بأنه حالما يستقر المشهد السياسي في مصر فإن السياح سيعودون القدوم إليها بسرعة.

* كيف كان صدى الذكرى السنوية الأولى للثورة والانتخابات على السوق السياحية المصرية؟

- كان للذكرى السنوية الأولى للثورة أثر طفيف على السياحة، ولا سيما أننا في طور إعادة تقييم خططنا الخاصة لموسم الصيف الترفيهي القادم.

* ماذا ينتظر مصر برأيك؟

- تواجه مصر الآن الكثير من التحديات على عدة جبهات (الوضع الأمني والاقتصادي والسياسي)، ويؤمن شعب مصر بأن الوضع الحالي لن يستمر لفترة أطول، وذلك كون الاضطرابات السياسية التي يرافقها العنف تضر جميع مجالات الحياة، لذا يعتبرها الجميع مرحلة انتقالية عادة ما ترافق قيام أي ثورة.

لا أحد يستطيع أن يتنبأ بما يخبئه المستقبل لمصر، وفيما إذا كان الواقع السياسي سيبقى على ما هو عليه أم لا، ولكن قطاع الفنادق يشكل عصبا رئيسا لاقتصاد المصري، ويجب العمل على الحيلولة دون زيادة مستويات البطالة في قطاع السياحة.

بالإضافة إلى أننا شهدنا زيادة في النفقات العامة والمياه والغاز والكهرباء والغذاء. إن أي زيادة في الرسوم المفروضة على الوقود والكهرباء والنقل يرخي بظلاله على قطاع الفنادق، وذلك بسبب التكاليف المترتبة على إدارة عمليات التشغيل.

* هل تلجئون لسياسة العروض لتلافي التراجع في مستوى السياحة؟

- ينصب تركيزنا حاليا على الإسكندرية حيث يقع فندقنا الخاص برجال الأعمال، حيث ينمو قطاع خدمات الشركات أكثر بكثير من قطاع ترفيه السياح. هذا وقمنا مؤخرا بإطلاق مفهوم جديد لعقد الاجتماعات مؤخرا تحت اسم «اجتماع الخبرة»، وهو موجه لهذا القطاع الحيوي، حيث ينسجم هذا المفهوم الجديد الخاص بالاجتماعات والمناسبات مع المتطلبات الأساسية لعقد الاجتماعات: حيث تتوفر غرف للاستراحة وتناول الطعام، وأخرى مزودة بأحدث وسائل التواصل والاتصال، وجميعها مرفقة بكل أنواع الخدمات ومفاهيم العمل على تحقيق الرضا والاستدامة.

كما قمنا بطرح أسعار مصممة بشكل خاص لعطلة نهاية الأسبوع وحملات الترويج للعلامات التجارية، وذلك من أجل توفير الأرضية المناسبة للانفتاح على السوق المحلية لتشجيع حركة السياحة الداخلية. فعلى سبيل المثال، قام منتجع «راديسون بلو» الأقصر حزم عروض ذات قيمة مضافة خاصة بأسواق الخليج وأوروبا.

أما في فندق «راديسون بو» مصر الجديدة فقد قمنا بتقديم خصومات تصل حتى 30 في المائة على الأسعار، بالإضافة إلى طرح عروض خاصة مثل تقديم ليال مجانية عند الإقامة لفترة طويلة.