الرئيس الفرنسي يشيد بحس المسؤولية الذي تتحلى به الرياض في أسعار النفط

هولاند مخاطبا رجال الأعمال السعوديين: فرنسا مفتوحة أمامكم بكل قطاعاتها

الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في قصر الإليزيه أمس (رويترز)
TT

أشاد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بسياسة الانفتاح التي ينتهجها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وبعلاقة الصداقة والثقة القائمة بين فرنسا والمملكة السعودية، وبحس المسؤولية الذي تتحلى به الرياض في موضوع أسعار النفط. وأكد هولاند أنه سيعود مجددا إلى السعودية من غير إعطاء تاريخ محدد.

وجاءت كلمة هولاند التي نشرت أمس على موقع الإنترنت لرئاسة الجمهورية، بمناسبة استقباله رجال الأعمال الفرنسيين والسعوديين المشاركين في منتدى الأعمال الأول السعودي - الفرنسي الذي استضافته باريس هذا الأسبوع.

وقال هولاند إنه يشعر بـ«الاعتزاز» لأن السعودية اختارت فرنسا لهذا الحدث الذي تخص به عددا قليلا من الدول؛ ولأن الشركات الفرنسية «تساهم يوما بعد يوم في مسيرة التنمية السعودية»، منوها بالعلاقات القديمة المتحلية بالثقة المتبادلة بين باريس والرياض.

وأكد الرئيس الفرنسي أنه أثناء زيارته العاهل السعودي في جدة في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أعرب للملك عبد الله عن «الاحترام» الذي يكنه له بسبب العمل الذي يقوم به، و«الإعجاب بسياسة التنمية والانفتاح» التي يقودها في السعودية.

وقال هولاند إن النجاح الاقتصادي للسعودية «واضح»، مذكرا بأنها البلد العربي الوحيد العضو في مجموعة العشرين الاقتصادية.. الأمر الذي يدل على «الأهمية التي تحتلها في عالم اليوم».

وأشاد هولاند بـ«روح المسؤولية» التي تتحلى بها السلطات السعودية في موضوع أسعار النفط، وحرصها على استقرار السوق النفطية الذي هو «ضمانة للمنتج والمستهلك على السواء» ولمصلحة الاقتصاد العالمي.

وأعلن هولاند أنه سيعود مجددا إلى السعودية؛ «من أجل ولوج مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين»، رابطا بينها وبين التزام الجانب الفرنسي بتحقيق «الأولويات السعودية في ميادين تأهيل الشبان والتشارك في الريادة الصناعية». وأشار هولاند إلى «برنامج الاستثمارات الضخم» الذي تنفذه السعودية في قطاعات الطاقة والتنويع الاقتصادي وتطوير البنى التحتية، وكلها قطاعات تتجلى فيها الصناعات والمهارات الفرنسية. وعدد هولاند الشركات الفرنسية الناشطة فيها والموجودة اليوم في المملكة، مثل «توتال» و«السويس - كهرباء فرنسا»، «طاليس»، «ألستوم»، «شنيدر»، «سانوفي»، «دانون»، «كارفور»، البنوك الفرنسية.

ولمح هولاند إلى رغبة بلاده في المساهمة في مشروع تطوير الاستخدامات السلمية للطاقة النووية في السعودية بقوله إن الرياض «جاهزة للاستثمار في هذا القطاع، حيث تمتلك فرنسا خبرة وحيدة من نوعها في العالم، وهي جاهزة لوضعها في خدمة المملكة».

ويذكر أن نحو 75 في المائة من الطاقة الكهربائية المنتجة في فرنسا تأتي عن طريق الطاقة النووية، وهي النسبة الأعلى في كل أوروبا.

وفي موضوع الاستثمارات، شدد هولاند على أهمية تطويرها لدى الجانبين، وخصوصا الاستثمارات السعودية في فرنسا، التي أشاد بموقعها على الخريطة الاستثمارية العالمية.

وقال هولاند متوجها لرجال الأعمال السعوديين: «ثمة فرص للاستثمار في فرنسا، وأنتم مرحب بكم في كل القطاعات: الصناعة، الخدمات، الاستثمارات المالية والعقارية... نحن بلد كبير مفتوح أمامكم، وعندما أستقبلكم هنا أرى فيكم مستثمري الغد».

وبالمقابل، أشار هولاند إلى أن فرنسا تستثمر 15 مليار دولار في السعودية، وأن ما يريده هو «الاستمرار في الاستثمار، وهو علامة ثقة بالسعودية».

ونوه الرئيس الفرنسي بالجهود التي تبذلها بلاده لتعزيز موقعها الاستثماري، حيث تحتل المرتبة الثالثة على صعيد الاستثمارات الصناعية والمرتبة الأولى في أوروبا في هذا القطاع. وبعد أن كرر رغبته في زيارة السعودية مجددا، الأمر الذي سيتم على الأرجح قبل الصيف المقبل، حث الطرفين السعودي والفرنسي على التعارف أكثر فأكثر، وعلى تعزيز المبادلات والمبادرات المشتركة؛ تحقيقا لمصلحة الطرفين.

وكان المنتدى، وهو الأول من نوعه، قد ضم ما يزيد على 500 مشارك من رؤساء وقادة الشركات الكبرى ورجال الأعمال، فضلا عن حضور رسمي رفيع المستوى، خصوصا من الجانب الفرنسي.