مسؤولون يحثون أفريقيا على بعض التشدد في الصفقات مع الصين

التبادل التجاري بينهما من 10 مليارات دولار في 2000 إلى 166 مليار في 2011

TT

تبدي الحكومات الأفريقية ترحيبا حارا بالمستثمرين الصينيين منذ أكثر من عشر سنوات، حيث تصدر النفط والفحم والحديد الخام وبعض الموارد الأخرى في مقابل إقامة الموانئ والطرق والسكك الحديدية التي تشتد الحاجة إليها.

غير أن صناع السياسات والمسؤولين التنفيذيين الذين يخشون من أن يؤدي تدفق الواردات الصينية الرخيصة إلى تقويض القدرات الصناعية في أفريقيا يقولون إن على القارة أن تبدي مزيدا من التشدد في الصفقات مع الصين. وبحسب تقرير لـ«رويترز» أعده ديفيد دولان يقول البعض إن الوقت قد حان للتخلي عن النظر إلى بكين على أنها فاعل خير تربطه بأفريقيا مصلحة مشتركة في مقاومة تدخل الغرب. وقال وزير مالية زيمبابوي تينداي بيتي خلال قمة «رويترز» للاستثمار في أفريقيا الأسبوع الماضي: «الحقيقة المحزنة هي أنهم ليسوا رفاقا. فشركاتهم موجودة هنا لتحقق أرباحا مثلها مثل غيرها».

وأضاف: «لقد انهارت صناعة المنسوجات الأفريقية بسبب الواردات الصينية الرخيصة.. صحيح أن أفريقيا تحتاج الصين ولكن دعونا نقيم علاقة متكافئة».

وارتفع حجم التبادل التجاري بين الصين وأفريقيا من نحو عشرة مليارات دولار في عام 2000 إلى 166 مليار دولار في 2011 ومعظم هذه التجارة يأخذ شكل مبادلة المعادن الأفريقية بالسلع المصنعة في الصين.

وقال محافظ البنك المركزي النيجيري لاميدو سانوسي الشهر الماضي إن الوقت قد حان لكي يستوعب الأفارقة حقيقة علاقتهم بالصين. وقال سانوسي في مقال بصحيفة «فايننشال تايمز» أثار استياء في بكين «إنها (الصين) مساهم رئيسي في تدهور التصنيع في أفريقيا وتأخرها».

وحتى في جنوب أفريقيا أكبر اقتصادات أفريقيا وأكثرها تقدما يشكل قطاع الصناعات التحويلية 15 في المائة فقط من الناتج المحلي الإجمالي. وتقل هذه النسبة في دول أخرى حيث تصل إلى ما دون 11 في المائة في كينيا وإلى عشرة في المائة في نيجيريا.

وقد يتحمل صناع القرار في أفريقيا جزءا من المسؤولية في هذه المشكلة لعدم مطالبتهم بما يكفي من نظرائهم الصينيين على مائدة التفاوض.

وقال سيفو نكوسي الرئيس التنفيذي لشركة «إكسارو ريسورسيز» للتعدين الجنوب أفريقية «إذا سمحتم للصينيين بالقدوم وسلب كل ما يريدونه لأنكم لا تنظرون إلا للأموال التي يجلبونها وإذا كنتم قصار النظر فإن هذا البلد سيعاني ولن تكون هناك نتيجة أخرى». وأضاف أن أفريقيا يجب أن تطالب الصين بنقل المهارات والتكنولوجيا إلى القارة بدلا من الاكتفاء بتصدير المواد الخام.

ويرى بعض الساسة الأفارقة أن أحد عوامل استقطاب الصين يتمثل في عدم رغبتها في انتقاد الحكومات الأفريقية بشأن حقوق الإنسان أو الفساد على عكس الغرب.

وقال إلياس ماسيليلا الرئيس التنفيذي لصندوق معاشات التقاعد الحكومي في جنوب أفريقيا: «لا يمكنكم إلقاء اللوم على المانح وحده. لا بد وأن تلوموا الحكومة المتلقية أيضا».

وقال بعض المتحدثين في المؤتمر إن الحكومات الأفريقية تحتاج أيضا إلى بذل مزيد من الجهد لتطوير البنية التحتية - بما في ذلك الكهرباء والنقل - التي يمكن أن تدعم قطاع الصناعات التحويلية المحلي.

ونظرا لحساسيتها إزاء الانتقادات حرصت الصين على وضع دورها في أفريقيا في إطار المنفعة المتبادلة.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ الشهر الماضي ردا على تصريحات سانوسي: «لأفريقيا تاريخ استعماري طويل ولا بد أنها تعرف طبيعة الاستعمار». وأضافت: «تشبيه التعاون الصيني الأفريقي بقوى الاستعمار الغربية القديمة بعيد كل البعد عن المنطق».

واتخذت الصين خطوات لتهدئة المخاوف من دورها في القارة الأشد فقرا في العالم بما فيها الحث على ضم جنوب أفريقيا إلى مجموعة الدول النامية التي تعرف الآن باسم دول «بريكس».

وزار الرئيس الصيني شي جين بينغ أفريقيا الشهر الماضي في أولى جولاته الخارجية منذ توليه الرئاسة.