رئيس بورصة دبي للطاقة: نسعى لإنشاء منظومة للتداول في المنطقة شبيهة ببرنت

كريستوفر فيكس لـ «الشرق الأوسط»: عززنا مكانتنا كمصدر موثوق به لتحديد أسعار نفط الشرق الأوسط في الأسواق الآسيوية

كريستوفر فيكس («الشرق الأوسط»)
TT

اعتبر كريستوفر فيكس، الرئيس التنفيذي لبورصة دبي للطاقة، أن عام 2013 يبشر بإيجابيات كثيرة في قطاع الطاقة، لافتا إلى أن العقد الآجل لخام نفط عمان اجتاز نقطة 4 مليارات برميل في فبراير (شباط)، وتحقق رقم قياسي في العقود المتاحة في مارس (آذار)، وتم الإعلان في أبريل (نيسان) عن بنك RBS سيكيوريتيز كعضو مقاصة ببورصة دبي للطاقة، التي عززت مكانتها كمصدر موثوق به لتحديد أسعار نفط الشرق الأوسط في الأسواق الآسيوية، مشيرا إلى أن هدف البورصة هو ابتكار منظومة جديدة للتداول في الشرق الأوسط، بحيث تكون بورصة دبي للطاقة مركزا لها، وذلك شبيه بما يحدث في خام غرب تكساس المتوسط (WTI) وعقود خام برنت. «الشرق الأوسط» التقته وكان الحوار التالي:

* ما تقييمكم لأداء بورصة دبي للطاقة منذ انضمامكم للبورصة باعتبارك رئيسا تنفيذيا في العام الماضي؟

- رغم أن الكثير من البورصات العالمية قد شهدت انخفاضا في أحجام التداول في عام 2012، فإن بورصة دبي للطاقة قلبت هذا التوجه وحققت نموا قويا في أحجام التداول خلال هذا العام. لقد تمكنت بورصة دبي للطاقة من تحقيق نمو قوي، حيث تم تداول ما يعادل أكثر من مليار برميل من النفط الخام للمرة الأولى خلال عام 2012، وفي الوقت نفسه يبشر عام 2013 بالكثير، حيث اجتاز العقد الآجل لخام نفط عمان نقطة 4 مليارات برميل في فبراير، وتحقق رقم قياسي في العقود المتاحة في مارس، وتم الإعلان في أبريل عن بنك RBS سيكيوريتيز كعضو مقاصة ببورصة دبي للطاقة التي عززت مكانتها كمصدر موثوق به لتحديد أسعار نفط الشرق الأوسط في الأسواق الآسيوية.

* ما تقييمكم لأداء بورصة دبي للطاقة خلال الفترة الماضية من عام 2013؟

- بعد النمو القوي الذي تحقق في عام 2012، كان هناك تسارع في التداول ببورصة دبي للطاقة.. الأمر الذي ساعدنا على تجاوز حاجز الـ4 مليارات برميل في شهر فبراير، وذلك بعد 10 أشهر فقط من تجاوز حاجز الـ3 مليارات برميل، وهذا دون شك دلالة على زيادة حجم السيولة التي تجتذبها بورصة دبي للطاقة، وما يزال عقدنا الرئيسي، وهو العقد الآجل لخام عمان، الأكبر من نوعه في العالم من حيث التسليم الفعلي، وقد تم خلال الشهر الماضي تسجيل عقود متاحة بأرقام قياسية بلغت 23.429 عقدا، أي ما يعادل 23.4 مليون برميل من النفط.

ومن المؤكد أن ذلك دلالة على النمو القوي في حجم التداول ببورصة دبي للطاقة خلال الأشهر الماضية.

* وهل يلبي هذا الأداء توقعاتكم؟

- إنني سعيد للغاية بما تم إنجازه حتى الآن، وآمل أن يستمر هذا الزخم من خلال بناء منصة أفضل للتداول واجتذاب مزيد من السيولة.

إن التوسع السريع في الأسواق التي تقع شرق السويس تزداد أهميتها من ناحية تداول النفط في العالم، وهناك إدراك متزايد لحقيقة أن خام برنت لا يلبي احتياجات المنتجين والمستهلكين بالمنطقة. ومن الواضح أن هناك ضرورة لوجود معيار يعبر بحق عن اقتصاديات هذه المنطقة، ومن الواضح أن العقد الآجل لخام عمان هو الأكثر ملاءمة للواقع المرتبط بالتدفقات التجارية الشرقية مقارنة بغيره من المعايير العالمية، وهناك إدراك متزايد لذلك، وهذا هو السبب في أن أحجام التداول لدينا ترتفع، وازدياد عدد الشركات التي تشارك في البورصة.

* ما هدفكم في المرحلة المقبلة؟

- بشكل عام، هدفي هو أن أبتكر منظومة جديدة للتداول في الشرق الأوسط، بحيث تكون بورصة دبي للطاقة مركزا لها، وذلك شبيه بما يحدث في خام غرب تكساس المتوسط (WTI) وعقود خام برنت. والهدف هو أن نضع المنطقة على خارطة تداول النفط العالمية من خلال التركيز على المستخدمين النهائيين ومجتمع تداول النفط، وكذلك الشركات غير النفطية.

* ما الخطوات التي تنتهجونها لدعم العقد الآجل لخام عمان؟

- من المؤكد أن تعرف المؤسسات المالية في ثلاث قارات على العقد الآجل لخام عمان سيزيد من التقدير المتنامي لنقاط القوة التي يتمتع بها العقد، باعتباره المعيار لنفط الشرق الأوسط.

إن صندوق الاستثمار الأميركي في سلة السلع الآسيوية، وهو صندوق تتداول أسهمه في البورصة، وصندوق استثمار في النفط تقدمه «دياباسون كوموديتيز منجمنت»، وهي شركة استثمار سويسرية، تقدمان العقد الآجل لنفط عمان للمستثمرين.

وكذلك أطلقت «إي دي إس سيكيوريتيز»، وهي شركة متخصصة في خدمات الوساطة المالية والتداول، عقود فروقات (CFDs) على العقد الآجل لخام عمان في فبراير من العام الحالي.

كذلك، قمنا بتدعيم فريقنا المتميز بتعيين مسؤولين من ذوي الخبرة، حيث قمنا في مارس الماضي بتعيين ميشال زانغ في منصب رئيس المنتجات والخدمات لمنطقة آسيا بمكتبنا في سنغافورة، حيث ستكون مسؤولة عن تخطيط وتنفيذ استراتيجية العمل الخاصة ببورصة دبي للطاقة، ويشمل ذلك زيادة أحجام التداول وتسهيل توزيع العقود المرتبطة بالعقد الآجل لخام عمان، وتعزيز وجود الشركة في منطقة آسيا والدول المطلة على المحيط الهادي.

وتم كذلك في يناير (كانون الثاني) الماضي تعيين بول يونغ في منصب رئيس منتجات الطاقة، وهو يتمتع بخبرات طويلة في الأسعار ومعرفة بأساسيات السوق اكتسبها من العمل في الأسواق المالية وأسواق السلع لفترة تقرب من 25 سنة، بينها 20 سنة تخصص فيها في قطاع النفط والطاقة.

من جهة أخرى، يعد شغل بنك RBS سيكيوريتيز لعضوية المقاصة ببورصة دبي للطاقة تطورا بالغ الأهمية. وسيقوم البنك كعضو مقاصة بضمان الأداء المالي لعمليات التداول التي يقوم بها عملاء المصارف ببورصة دبي للطاقة.

إن انضمام مصرف يتمتع بتأثير على مستوى العالم مثل RBS إلى عضويتنا يؤكد على الدور الرئيسي الذي تلعبه بورصة دبي للطاقة على صعيد تجارة النفط في العالم.

* وهل هناك أي تطورات في صناعة النفط العالمية ترون أنها ستكون مفيدة لبورصة دبي للطاقة باعتبارها معيارا هاما لأسعار النفط؟

- أعتقد أن ارتفاع الطلب الهائل على النفط في آسيا سيكون مفيدا لبورصة دبي للطاقة، ونحن نعمل كمعيار لتحديد الأسعار من أجل تسهيل إمداد النفط، معتمدين على أكبر احتياطيات للنفط في العالم بمنطقة الشرق الأوسط، في مقابل نمو سريع للطلب على النفط الحامض في منطقة آسيا.

والمؤكد أن هذه السوق بحاجة لآلية أسعار أفضل للتداول في الأسواق التي تقع شرق السويس. والنجاح الذي حققه العقد الآجل لنفط عمان مع ارتفاع أحجام التداول سيلبي حاجة السوق العالمية، وذلك لأن هذا العقد يتفق مع الواقع في التدفقات التجارية الشرقية.

إن عملاءنا في آسيا يرغبون في الخام الحامض القادم من الشرق الأوسط وليس من بحر الشمال أو هيوستون، وبالتالي فإنهم يدركون أن العقد الآجل لخام عمان هو أداة أكثر فعالية لهم مقارنة بخام برنت أو خام غرب تكساس المتوسط (WTI).

* قام فوبيندر غيل، الرئيس التنفيذي لمجموعة بورصة شيكاغو التجارية، بزيارة إلى بورصة دبي للطاقة.. ما الذي يحمله لدبي؟ وما الذي يعنيه ذلك لبورصة دبي للطاقة؟

- لقد سعدنا بقدوم السيد غيل إلى دبي وزيارته لبورصة دبي، ومن المؤكد أن زيارة رئيس أكبر بورصة للعقود الآجلة في العالم هي مصدر فخر لنا ودلالة على نمو أهمية بورصة دبي للطاقة باعتبارها المصدر الموثوق لتحديد أسعار نفط الشرق الأوسط في الأسواق الآسيوية. الزيارة تدل كذلك على التزام مجموعة بورصة شيكاغو التجارية تجاه بورصة دبي للطاقة، وعلى الأهمية المتزايدة للمنطقة بين أسواق النفط العالمية.

لقد كان للدعم الذي وجدناه من مجموعة بورصة شيكاغو التجارية أبلغ الأثر في نجاحنا، وذلك لأن الكثير من العملاء يتطلعون إلى بورصة دبي للطاقة لتتولى إدارة مخاطر أسعار النفط التي يواجهونها. لقد لعبت بورصة دبي للطاقة دورا بالغ الأهمية تماما مثل مجموعة بورصة شيكاغو التجارية، والتي تمتلك حصة 50 في المائة من أسهم بورصة دبي للطاقة، وتهتم بشكل متزايد بالأسواق الآسيوية.

* ما أهمية المنطقة بين أسواق النفط العالمية؟

- الشرق الأوسط هو منطقة هامة بين أسواق النفط العالمية، نظرا لأن المنطقة بها أكبر احتياطيات للنفط الخام في العالم، وهي أكبر مورد للأسواق في العالم. وقرب المنطقة من آسيا والخصائص التي يتمتع بها نفط الشرق الأوسط مشابهة للنفط المستخدم في مصافي التكرير الآسيوية، وهذا أصبح عاملا هاما؛ لأن منطقة الشرق الأوسط تلبي الطلب الآسيوي المتنامي على النفط.

* يرتفع الطلب على النفط بشكل سريع في آسيا، وبخاصة من الصين والهند.. كيف يؤثر ذلك عليكم؟

- النمو في الطلب الآسيوي على النفط يشكل أهمية خاصة بالنسبة لنا، وذلك لأنه يساعد بورصة دبي للطاقة على لعب دور أكثر أهمية كمعيار للأسعار في ظل توسع الأسواق الواقعة شرق السويس، ويوفر فرصة للتعرف على الأسعار بشفافية، ويعبر عن الجوانب الاقتصادية في منطقة آسيا بشكل لا يفعله أي عقد آجل آخر.