المتعاملون في سوق المال السعودية يترقبون نتائج عملاقي قطاع البتروكيماويات اليوم

النتائج ستقود مؤشر السوق إلى مواصلة الانخفاض أو عكس الاتجاه

«سابك» أعلنت عن أرباح قيمتها 1.9 مليار دولار في الربع الأول من العام الماضي («الشرق الأوسط»)
TT

يترقب مئات الآلاف من المتداولين في سوق الأسهم السعودية اليوم، إعلان عملاقي قطاع الصناعات البتروكيماوية السعودي عن نتائجهما المالية للربع الأول من العام الجاري، حيث من المنتظر أن تعلن كل من شركتي «سابك» للصناعات البتروكيماوية، و«التصنيع» عن نتائجهما المالية قبيل افتتاح تعاملات السوق اليوم.

ويخشى المتعاملون في سوق الأسهم السعودية أن لا تحقق النتائج المالية لشركتي «سابك» و«التصنيع»، نموا مقنعا للمستثمرين، وهو السيناريو الذي سيقود بالتالي إلى مزيد من الضغط والسلبية على أداء مؤشر السوق العام، إلا أن تحقيق هاتين الشركتين لنتائج أكثر إيجابية سيقود مؤشر سوق الأسهم السعودية إلى عكس مساره السلبي الذي كان عليه في الأسبوع الماضي. وما يزيد القلق في نفوس المتعاملين في سوق الأسهم السعودية من إمكانية أن تكون النتائج المالية لعملاقي قطاع الصناعات البتروكيماوية («سابك» و«التصنيع») غير مشجعة - النتائج المالية المخيبة للآمال لشركة «كيان السعودية»، التي أسفرت عن نمو تاريخي في خسائر الشركة للربع الأول مقارنة بما كانت عليه في الربع المماثل من العام الماضي.

ومن المتوقع أن تعلن شركة «سابك» اليوم عن أرباح ربعية يتراوح حجمها بين 6 إلى 7 مليارات ريال (1.6 إلى 1.8 مليار دولار)، وهي أرباح تنخفض عن مستوياتها التي كانت عليها في الربع المماثل من العام الماضي، الذي بلغت فيه حينها نحو 7.2 مليار ريال (1.9 مليار دولار).

وفي هذا الإطار، أكد الدكتور خالد الفلقي أستاذ المحاسبة والمالية في كلية إدارة الأعمال في جامعة الدمام لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن النتائج المالية المتوقعة لشركة «سابك» لن تتأثر بخسائر شركة «كيان» خلال الربع الأول من هذا العام، وقال: «(سابك السعودية) شركة عملاقة لديها المقومات القوية لتحقق أرباحا أكثر إيجابية، بعيدا عن التأثر بنتائج شركات أخرى تمتلك (سابك) نسبة من أسهمها».

وأشار الدكتور الفلقي إلى أن سوق الأسهم السعودية ما زال ينقصها الكثير من الأدوات التي تقودها إلى النجاح والاستقرار، وقال: «ينقص تعاملات السوق تنظيم أكثر، وحوكمة وشفافية ووعي استثماري أكبر، كما أنه تنقصها الأنظمة التي تحكم دخول الشركات السوق، خصوصا عقب أن شهدت السنوات القليلة الماضية دخول شركات جديدة إلى السوق السعودية بعلاوات إصدار مبالغ فيها».

وأوضح أستاذ المحاسبة والمالية في كلية إدارة الأعمال في جامعة الدمام، أن استمرار تعاملات السوق اعتمادا على المتداولين الأفراد يجعله قليل الاستقرار، مضيفا: «الاستثمار في سوق الأسهم السعودية بطبيعته فردي، والمفترض أن هذا الاستثمار مؤسساتي، خصوصا أن الفرد يتأثر بالشائعات والتوصيات التي يتم تداولها في كل يوم».

وانتقد الدكتور الفلقي دور الصناديق الحكومية الكبرى المستثمرة في سوق الأسهم السعودية، في عدم التأثير على قرارات الشركات وتوجيهها بالشكل اللازم، مؤكدا أن دور هذه الصناديق الحكومية في الشركات المحلية غير موجود، موضحا أن ممثل هذه الصناديق لا يحظر أحيانا بعض الجمعيات العمومية للشركات المدرجة التي يمتلك الصندوق نسبة كبيرة من أسهمها.

من جهة أخرى، كانت شركة «التصنيع» قد أعلنت عن أرباح تصل قيمتها إلى 524 مليون ريال للربع الأول من العام الماضي (139.7 مليون دولار)، وسط توقعات بأن تعلن الشركة اليوم عن أرباح ستكون قريبة جدا من مستوياتها التي كانت عليها في الربع المماثل من العام الماضي.

وبحسب الأنظمة واللوائح المطبقة في سوق الأسهم السعودية، فإن الشركات المدرجة من المنتظر أن تعلن جميعها عن نتائجها المالية يوم غد كحد أقصى، وسط تحذيرات كبيرة تنذر بها هيئة السوق المالية في البلاد الشركات، من إمكانية أن يتقاعس بعض منها في عدم الإعلان عن النتائج المالية في الوقت المحدد.

وكانت هيئة السوق المالية السعودية قد شرعت خلال الأيام الأخيرة في اتخاذ خطوات متسارعة نحو التحقيق في إمكانية تسريب بعض إدارات الشركات المدرجة في تعاملات السوق المحلية، لأخبار جوهرية من شأنها التأثير على حركة الأسهم في تداولات السوق اليومية.

وبحسب معلومات خاصة حصلت عليها «الشرق الأوسط» الأربعاء الماضي، فإن هيئة السوق المالية السعودية تعتزم اتخاذ عقوبات صارمة تجاه إدارات الشركات التي يثبت تورطها في تسريب المعلومات للتأثير على تحركات سهم الشركة، وهي خطوة إيجابية من المتوقع أن تحقق مزيدا من الشفافية والإفصاح في تعاملات سوق الأسهم السعودية.

وبناء على هذه التطورات في أداء هيئة السوق المالية السعودية، بدأت أسهم الشركات التي حققت خلال الفترة القريبة الماضية ارتفاعات كبيرة جدا دون أسباب اقتصادية ومالية واضحة، في الدخول بعمليات جني أرباح حادة قادتها خلال تعاملات السوق أمس لمعانقة النسبة القصوى انخفاضا.