رئيس الوزراء الياباني: نتطلع إلى التوسع في التعاون الاقتصادي مع السعودية ودول الشرق الأوسط

شينزو آبي يعلن تقديم مساعدات بـ2.2 مليار دولار لتعزيز السلام والاستقرار مع دول المنطقة

شينزو آبي خلال إلقاء كلمته في جامعة الملك عبد العزيز بمدينة جدة السعودية (تصوير: خضر الزهراني)
TT

أعلن رئيس وزراء اليابان، شينزو آبي، تقديم بلاده مساعدات تصل قيمتها إلى 2.2 مليار دولار، بهدف ترسيخ الاستقرار والسلام ودفع التعاون مع دول منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

وقال أمس خلال كلمته التي ألقاها في جامعة الملك عبد العزيز بجدة (غرب السعودية)، إن الدعم الذي ستقدمه اليابان سيكون من أجل تحقيق وتجسيد التعاون المشترك بين البلدين.

وأضاف: «إن الزيارة الحالية إحدى العلامات الفارقة، لذا فنحن نسعى اليوم لتأسيس علاقات جديدة تماما ورابطة ذات أبعاد مختلفة عما كان عليه الأمر في السابق، بين اليابان والسعودية وبين اليابان والشرق الأوسط بأسره».

وزاد: «إننا نتطلع إلى التوسع الكبير في التعاون والتكامل الصناعي وصولا إلى الزراعة والرعاية الطبية، حيث رافقني في هذه الزيارة كثير من قادة الصناعات اليابانية، وممثلو الشركات اليابانيون يجتهدون في نقل المضمون والجوهر الياباني في مجال تصنيع المنتجات إلى جيل الشباب السعودي».

وأشار إلى أن «الشركات اليابانية تتطلع إلى تقديم منتجات اليابان الطازجة إلى مائدة طعام الشرق الأوسط، ويوجد أيضا أشخاص لديهم دافع متوقد لكي تقوم اليابان بتحقيق اكتمال منظومة الرعاية الطبية هنا في مجال التشخيص بالصور والخدمات الطبية العاجلة التي لدى اليابان خبرة كبيرة فيها قياسا لما لديكم».

وكان رئيس الوزراء الياباني قد وصل أول من أمس إلى السعودية، في زيارة لمنطقة الشرق الأوسط، تتضمن إلى جانب المملكة كلا من الإمارات وتركيا.

وأوضح شينزو آبي أن بلاده تهدف إلى التعاون في مجال ألواح الطاقة الشمسية الصلبة التي تتحمل العواصف الرملية لتقوم بتوليد الطاقة الكهربائية في الشرق الأوسط بإضافة القوة اليابانية، وسيتم بعد ذلك إيصالها إلى مركز شبكات كبيرة تربط بين آسيا وأوروبا، مؤكدا أن الروابط بين بلاده والشرق الأوسط «ستقوى وتتعزز من الآن فصاعدا، بحيث لا تقتصر على مجال النفط والغاز، بل تمتد أيضا بصفة كلية إلى الاقتصاد والصناعات. وهذا سيعمل على ترقي وتطور العلاقات بين الجانبين بشكل بارز، وسيقودنا إلى توسع في المستقبل».

وبين أن اليابان تعمل في الوقت الحالي على تحقيق إجراءات تحفيزية تستهدف إطلاق حزمة من ثلاثة أسهم مرة واحدة من أجل تحقيق استعادة عافية الاقتصاد الياباني بصورة قوية. هذه الأسهم الثلاثة هي: السياسات النقدية، والسياسات المالية، واستراتيجيات النمو الاقتصادي. بهدف إعادة اليابان مرة أخرى كدولة تمتلئ بالحيوية والنشاط، وذلك بإطلاق هذه الأسهم بقوة وبسرعة ومن دون توقف.

وأشار إلى أن اليابان كقوة اقتصادية ستفكر مع دول المنطقة في القضايا التي تواجهوها وتوصلهم إلى حلول لها، وقال: «اليابان التي تشارك في امتلاك الخبرة والمعرفة والتقنية وتخلق فرص عمل هنا على أرض الشرق الأوسط، سترتقي معكم كشركاء سلم القيمة المضافة».

وأوضح شينزو آبي أن «العلاقات أحادية الجانب التي فيها جانب يبيع وجانب يشتري قد مضى زمانها، وحتى في مجال الموارد الطبيعية، تستطيع اليابان أن تقدم تكنولوجيا الطاقة المتجددة وتكنولوجيا الطاقة النووية التي تتميز بأنها الأكثر أمنا في هذا المجال في العالم».

وأضاف: «الشرق الأوسط واليابان شريكان يملكان ذات المصالح والاهتمامات المشتركة، حيث إن القرن الحادي والعشرين بالنسبة إلى اليابان والشرق الأوسط هو قرن التعايش والازدهار المشترك، حيث نعيش فيه معا ونزدهر فيه معا»، لافتا إلى أن اليابان والشرق الأوسط اللذين يتخطيان إطار الماضي، الذي كان يقتصر على الاقتصاد والصناعة سيحققان الكثير علي مسار تخط وتجاوز جديدين، وسيعملان على تقوية علاقاتهما السياسية والأمنية.

وأوضح: «إن نقطة التحول التاريخية تظهر في دائرة كاملة تصل من الشرق الأوسط إلى شمال أفريقيا، ولذلك يجب علينا إزالة عوامل عدم الاستقرار التي نواجهها لأننا يجب أن نجلب إلى هذه».

وبين أن اليابان ستبدأ مع السعودية والإمارات أولا، محورا جديدا هو ما يسمى «التعاون الفني مع تقاسم التكاليف». وهذا النمط هو الذي سيجعلهم يستقبلون خبراء من «هيئة التعاون الدولي اليابانية» من الذين يتمتعون بخبرة كبيرة، ومهارة صناعة المنتجات اليابانية، مشيرا إلى أن بلاده ستنفذ تدريبا لنحو 20 ألف شخص، وسترسل خبراء لكل دول الشرق الأوسط خلال الخمس سنوات المقبلة، وستزيد أيضا من عدد الطلاب الذين يأتون للدراسة في اليابان.