تقول حكاية قديمة إن النبي سليمان عليه السلام سأل نملة: كم تحتاجين من الغذاء لتعيشي مدة عام؟، فأجابته النملة: حبتين من القمح، فما كان من النبي سليمان عليه السلام إلا أن أخذ النملة ووضعها في زجاجة ووضع معها حبتين من القمح وأغلق الزجاجة وخاطبها قائلا: سأعود إليك بعد عام.
على وعده عاد النبي سليمان عليه السلام إلى النملة بعد عام فوجدها لم تأكل سوى حبة قمح واحدة فتح النبي سليمان عليه السلام الزجاجة وخاطب النملة قائلا: أنت قلت إنك تحتاجين في العام الواحد حبتين من القمح لكنك لم تستهلكي سوى حبة واحدة فما السبب؟، أجابت النملة يا نبي الله أعرف أن مشاغلك كثيرة وما أنا إلا جزء بسيط من اهتماماتك فخشيت أن تنساني مدة أطول من العام فقررت أن أتغذى على حبة من القمح وأدخر الحبة الأخرى تحسبا لأي طارئ.
نحن البشر أولى من النملة بالادخار فمهما خططنا إلا أن الظروف قد تفاجئنا بحدث غير محسوب والغريب في الأمر أن الناس لا سيما ذوي الدخول المحددة (ذوي الرواتب) يقومون أولا بالإنفاق على احتياجاتهم ثم يفكرون في الادخار بينما الأولى علميا أن يجنبوا جزءا من دخولهم للادخار، ثم يبدأون بالصرف وفق أولويات حاجاتهم، وحينما يبدأ الإنسان بكتابة هذه الأولويات سيجد أن هناك أوجها من الصرف لا يستحق أن يصرف بها مالا فأولى القواعد الاقتصادية تفرض على الشخص أن يدخر أولا ثم ينفق ثانيا. ودمتم.