العضو المنتدب لـ«السعودي الفرنسي كابيتال»: الأسهم السعودية جاذبة للمستثمر الأجنبي وأسعارها معقولة

أكد لـ «الشرق الأوسط» أن إقبال المؤسسات الاستثمارية الأجنبية على السوق السعودية يتزايد

الرميان خلال حواره مع «الشرق الأوسط» (تصوير: إقبال حسين)
TT

أكد ياسر بن عثمان الرميان العضو المنتدب لشركة «السعودي الفرنسي كابيتال» أن سوق الأسهم السعودية باتت من الأسواق الجاذبة للاستثمار الأجنبي من قطاع الشركات، مشيرا إلى تزايد إقبال المؤسسات الاستثمارية الأجنبية للدخول في السوق السعودية خلال الآونة الأخيرة، وهي الخطوة التي ستحقق حتما إضافة إيجابية للسوق السعودية.

ولفت الرميان خلال حديثه في حوار لـ«الشرق الأوسط» إلى أن التحديات التي تواجه سوق وساطة الأسهم في السوق السعودية ترتكز على المنافسة الشديدة بين الشركات العاملة في هذا المجال، بالإضافة إلى صعوبات أخرى تتعلق بطبيعة تكوين المتعاملين في السوق، وقال: «غالبية المتعاملين في سوق الأسهم السعودية هم شريحة الأفراد التي يتأثر مدى اهتمامها بالسوق بعوامل مختلفة، منها أداء السوق ونفسية المتعاملين»، وفيما يلي نص الحوار:

* استحوذتم على 41 في المائة من حجم سوق الاكتتابات السعودية العام الماضي، كيف تم تحقيق ذلك؟

- بلغ عدد الأسهم التي تم طرحها في السوق السعودية خلال عامي 2011 و2012 نحو 1.5 مليار سهم، وذلك من خلال 21 عملية اكتتاب بقيمة إجمالية قدرها 18.9 مليار ريال تقريبا (5.04 مليار دولار)، وقدمت شركة «السعودي الفرنسي كابيتال» من خلال هذه الطروحات فرصا استثمارية متميزة للسوق المالية السعودية، فقد استحوذنا على النسبة الكبرى من سوق الاكتتابات خلال تلك الفترة بقيامنا بدور المستشار المالي ومدير الطرح لخمس عمليات اكتتاب عام تنوعت بين طروحات أولية وزيادة رؤوس أموال شركات مدرجة، طرح خلالها 973 مليون سهم بقيمة إجمالية بلغت 7.81 مليار ريال (2.08 مليار دولار). وقد كانت الشركة مديرا للاكتتاب لاثنتين من أكبر عمليات الطرح العام لشركات سعودية في عام 2012، وهما شركة «إسمنت نجران» بقيمة 850 مليون ريال (226.6 مليون دولار)، وشركة «الخطوط السعودية للتموين» بقيمة 1.3 مليار ريال (346 مليون دولار التي تعد أول عملية تخصيص لوحدات الخطوط الجوية العربية السعودية، بالإضافة إلى طرح أسهم حقوق أولوية شركة «اتحاد عذيب» وإعادة هيكلة رأسمال شركة «زين السعودية».

كما تبوأت شركة «السعودي الفرنسي كابيتال» موقع الريادة في مجال المصرفية الاستثمارية بفضل كفاءة وخبرة فريق العمل في أسواق رأس المال العالمية والإقليمية، بالإضافة إلى معرفتهم العميقة بالقواعد واللوائح التنفيذية الصادرة عن هيئة السوق المالية. ويضم فريق العمل مجموعة من الكفاءات السعودية المتخصصة في مجال تقديم الخدمات المصرفية الاستثمارية للشركات المحلية والإقليمية لتلبية احتياجاتهم، بحيث تتلاءم مع خططهم الاستراتيجية وأهدافهم التجارية، ومساعدتهم لإكمال عملية الإدراج في السوق المالية بنجاح.

وتفتخر الشركة بحصولها على جوائز كثيرة تدل على تفوقها في مجال المصرفية الاستثمارية، حيث حصلت على جائزة أفضل مصرف استثماري في الشرق الأوسط، المقدمة من «مجلة الأعمال والتمويل الإسلامي»، وجائزة أفضل صفقة لعام 2013 (إعادة هيكلة رأسمال شركة «زين السعودية») من «مجلة فايننشيال تايمز»، وجائزة أفضل صفقة لعام 2012 لتمويل المشاريع من «مجلة التمويل الإسلامي»، وجائزة أفضل مدير طروحات أسهم في المملكة لعام 2012 من مجلة «إيما فاينانس»، وجائزة يوروموني للتميز كأفضل مدير طرح عام في منطقة الشرق الأوسط، وجائزة أفضل إصدار لهيكلة صكوك من «بانكر ميدل إيست».

* «السعودي الفرنسي كابيتال» تعد لاعبا مهما في السوق المالية السعودية، كيف ترون المنافسة في سوق الوساطة؟

- سوق خدمات الوساطة في السعودية هي سوق ذات منافسة عالية جدا مع وجود ما يزيد على 30 شركة تقدم خدمات وساطة الأسهم في السوق المحلية، وتتنافس الشركات فيما بينها من خلال مستوى الخدمة وجودة الأنظمة الإلكترونية والأسعار. ونسعى نحن في «السعودي الفرنسي كابيتال» لنكون من الشركات الرائدة في تقديم خدمات الوساطة مع تركيزنا على الاستمرار في رفع مستوى الخدمة لدينا والتحسين المستمر لأنظمتنا الإلكترونية.

* يقول المحللون إن شركات الوساطة التابعة للبنوك ما زالت اللاعب الرئيسي بالسوق، ما ردكم أولا؟ ثم ما التحديات التي تواجه قطاع الوساطة في السوق السعودية؟

- تشير الأرقام إلى استحواذ شركات الوساطة التابعة للبنوك المحلية على النصيب الأكبر من حجم التداول في السوق، ويعد هذا أمرا طبيعيا، حيث إن هذه الشركات كانت تقدم خدمة التداول منذ أن كانت عبارة عن إدارات أو أقسام داخل البنوك، كما تستفيد الشركات التابعة للبنوك من قاعدة عملاء البنوك التي تتبع لها، وهذا لا يعني أن هذه الشركات يمكن أن تركن إلى استمرار الوضع الحالي، حيث إن المنافسة من الشركات الناشئة في ازدياد.

أما التحديات التي تواجه سوق وساطة الأسهم في المملكة فهي المنافسة الشديدة بين الشركات العاملة في هذا المجال، بالإضافة إلى طبيعة تكوين المتعاملين في السوق، حيث إن غالبية المتعاملين هم شريحة الأفراد التي يتأثر مدى اهتمامها بالسوق بعوامل مختلفة، منها أداء السوق ونفسية المتعاملين.

* ما خططكم وبرامجكم وأولوياتكم في الوقت الراهن؟

- كما ذكرت في الجواب السابق، نعمل على زيادة حصتنا من الطروحات الأولية، كما نعمل على طرح منتجات استثمارية جديدة، حيث إننا في فترة طرح لأول صندوق عقاري من طرفنا، والذي يعد فكرة مميزة، حيث سيركز على التطوير العقاري للمساكن مع احتمالية الحصول على الدخل من الإيجارات المحصلة، أي أن الصندوق قد يجمع بين عوائد التطوير والدخل المنتظم في الوقت ذاته.

* ما نظرتكم للاقتصاد السعودي؟ وما توقعاتكم لأداء سوق الأسهم السعودية؟

- نتوقع أن يواصل الاقتصاد السعودي نموه بصورة معتدلة، وخصوصا إذا ما تحققت الخطط الرامية إلى زيادة حصة القطاعات غير النفطية من الناتج المحلي الإجمالي. أما عن سوق الأسهم السعودية فنرى أنه عند مستويات معقولة حاليا بالنسبة للمستثمرين ذوي المدى الاستثماري الطويل، ونتوقع أن يكون أداء الشركات ذات الأساسيات القوية جيدا خلال المستقبل.

* كيف يمكن رفع مستوى الوعي الاستثماري في السوق السعودية؟ وما إسهامات شركات الوساطة في هذا الجانب؟

- هناك خطط تحت التنفيذ من قبل هيئة السوق المالية، وبالتعاون مع شركات الوساطة المالية لزيادة توعية المستثمرين في السوق. ونرى أنه من المناسب لو تم توجيه بعض من الأنشطة التوعوية للمدارس والجامعات، حيث قد يساعد ذلك في بناء جيل على اطلاع بأساسيات الاستثمار.

* ما رؤيتك لدخول المستثمرين الأجانب من قطاع الشركات إلى السوق المالية السعودية؟ وما خدماتكم التي توفرونها في هذا المجال؟

- تعتبر السوق السعودية من الأسواق الجاذبة للاستثمار الأجنبي من قطاع الشركات، حيث إن هناك تزايدا في إقبال عدد كبير من المؤسسات الاستثمارية للدخول في السوق، مما بدوره سيقوم حتما بإضافة قيمة إيجابية مهمة للسوق، ولذلك هناك حاجة لاستيعاب هذه الزيادة، ونحن شركة «السعودي الفرنسي كابيتال» نقوم باستثمار جميع طاقاتنا وعلاقاتنا الكبيرة مع عملائنا من هذه الشريحة لاتخاذ جميع الخطوات الدقيقة واللازمة لإنشاء علاقات جديدة مع المؤسسات الاستثمارية الأجنبية، مما يمكننا من دراسة السوق واحتياجات هذه الشركات، وتقديم أفضل الخدمات والأنظمة الآلية المتوافقة لاحتياجاتهم الاستثمارية المتغيرة.