هولاند يسعى ليكون «لاعبا فاعلا» لتفعيل التعاون الاقتصادي بين أوروبا واليابان

دعا اليابانيين إلى أن «يدركوا أن أزمة منطقة اليورو انتهت»

الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال مؤتمر صحافي بالمعهد الفرنسي في طوكيو (أ.ف.ب)
TT

تعهد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس في طوكيو ببذل كل ما هو ممكن من أجل إنجاح المفاوضات حول اتفاق للتبادل الحر بين اليابان والاتحاد الأوروبي، داعيا اليابانيين إلى أن «يدركوا أن أزمة منطقة اليورو انتهت». وقال هولاند أمام مجموعة من المسؤولين ورجال الأعمال الأوروبيين واليابانيين في اليوم الثالث من زيارة دولة إلى اليابان: «سأكون عاملا فاعلا أكبر كي يحصل اتفاق شراكة اقتصادية بين أوروبا واليابان»، وذلك بعيد إطلاق مفاوضات حول التبادل الحر بين الجانبين.

وتطلب أوروبا من اليابان، الدولة المتمسكة جدا بحماية مزارعيها، المعاملة بالمثل من خلال ليس فقط رفع العوائق المتعلقة بالأسعار، لكن أيضا تلك المرتبطة بالقوانين والأنظمة التي تحد من التبادلات التجارية.

وشدد هولاند على أن الشراكة بين اليابان وأوروبا «ستكون جيدة من الناحية الاقتصادية لأوروبا وممتازة لليابان».

وفي إطار اقتصادي عالمي مضطرب «ظهر شعور بأن أوروبا واليابان ليستا في الدينامية نفسها للدول الصاعدة التي أثبتت حضورها من خلال مستويات نمو مرتفعة، لكنني لست راضيا عن هذا الانطباع»، بحسب تعبير هولاند.

وطوال مدة زيارته، سعى هولاند وهو أول رئيس فرنسي يقوم بزيارة دولة إلى اليابان منذ 17 عاما، إلى استمالة محاوريه وتعزيز الروابط الاقتصادية الكبيرة أصلا بين البلدين. وتعتبر فرنسا ثالث أكبر المستثمرين في اليابان (مع استثمارات تصل إلى 16 مليار يورو)، في حين تحتل اليابان المركز الأول على قائمة المستثمرين الآسيويين في فرنسا مع 440 شركة يابانية تعد 69 ألف وظيفة.

وشدد الرئيس الفرنسي على ضرورة اتخاذ أوروبا إجراءات مهمة للدفع في اتجاه النمو، تماما كما فعلت حكومة رئيس الوزراء الياباني شينزو ابيه منذ ستة أشهر. وفي هذا الإطار، أكد هولاند أنه ينظر بـ«إيجابية» إلى السياسة الاقتصادية المسماة سياسة «السهام الثلاثة» (وفرة في الميزانية، ومرونة مالية، واستراتيجية للنمو) والتي تركز على تحقيق النمو.

وقال الرئيس الفرنسي إن هذه السياسة الثلاثية الركائز «جابت العالم»، معتبرا أنها يجب ألا تثير مخاوف في الخارج «لأن هذه السهام ليست موجهة صوبنا».

لكن من غير الوارد كذلك إعطاء اليابان صفة احتكارية في العلاقات مع آسيا، حتى في حين يخشى هؤلاء من تهميش دورهم على حساب تعزيز العلاقات مع الصين. وطلب من اليابانيين فهم حاجة فرنسا إلى «العمل مع آسيا وليس معارضة هذا البلد أو ذاك».

وقال «لدينا علاقة صداقة مستمرة منذ زمن طويل مع الصين ولدينا شراكة استثنائية لصداقة استثنائية مع اليابان. لا تطلبوا منا أن نختار».

وفي حين تعاني فرنسا من عجز هائل في الميزان التجاري مع الصين قدره 26 مليار يورو (أي 40 في المائة من عجزها العام)، أبدى هولاند أمله في أن «يشتري الصينيون مزيدا من المنتجات الفرنسية»، لكنه أضاف أن «علينا نحن إقناعهم بوجوب أن يكون هناك ندية».

وأمضى الرئيس الفرنسي ثلاثة أيام في اليابان في حين استمرت زيارته إلى الصين نهاية أبريل (نيسان) الماضي يومين. ولم يخف سعادته بهذه الزيارة قائلا: «أنا هنا في اليابان، سعيد لكوني في اليابان، فخور لكوني في اليابان».

وقد حظي هولاند باستقبال حافل طوال مراحل زيارته إلى اليابان مع مراسم رسمية احتفالية بينها مأدبة عشاء رسمية في القصر الإمبراطوري مع الإمبراطور أكيهيتو وزوجته، وهو عشاء دعي إليه نحو 200 شخص. ومع تأكيده أنه لم ينظر يوما إلى السياسة الخارجية على أنها «قطع» مع السياسات السابقة، تحدث هولاند عن الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك «الذي كان لديه علاقة خاصة مع اليابان»، مشيرا إلى أن محاوريه اليابانيين «سألوه كيف حال» شيراك.