عجز رحلات الطيران المنتظمة يشجع الطيران «العارض» في منطقة الشرق الأوسط

يستحوذ على 10% من سوق نقل الحجاج

TT

كشف خبراء في صناعة النقل الجوي أن الطيران العارض في نمو متزايد في منطقة الشرق الأوسط، حيث تزدهر السوق في موسم الحج بسبب عجز رحلات الطيران المنتظمة عن نقلهم في وقت قياسي.

وأكد فاروق القرشي الرئيس التنفيذي لشركة «اللاما للطيران والسياحة» لـ«الشرق الأوسط» أن الطيران العارض ضرورة ملحة في موسم الحج، وينتعش بشكل كبير في هذا الموسم، مع ارتفاع أعداد المقبلين إلى السعودية.

وأشار القرشي إلى أن الطيران العارض يستحوذ على 10 في المائة من سوق الحج التي لا تتجاوز مدتها 30 يوما، إذ إن شركات الطيران الكبرى تعجز عن نقل هذه الأعداد الكبيرة، مشيرا إلى أن ذلك يدفعها للتوجه إلى سوق تأجير الطائرات لتغطية النقص الذي يحصل في مثل هذا الموسم، خاصة أن المطارات السعودية تستوعب زيادة الحركة الجوية بفضل البنية التحتية الجيدة، مشيرا إلى أن سوق «التشارتر» معترف بها دوليا من المنظمة الدولية للطيران المدني واتحاد شركات الطيران «الأياتا» وتخضع لضوابط السلامة التي تجري على كل شركات النقل الجوي، وتتضمن نقل الركاب وتأمين أعلى معايير السلامة لهم.

من جانبه، قال محمد الشبلان الرئيس التنفيذي لشركة «عرباسكو» للطيران: «السوق السعودية تخضع لضوابط صارمة من الهيئة العامة للطيران المدني مما يضمن القضاء على ما يعرف بالسوق الرمادية للطيران الخاص، التي يقوم بها بعض أصحاب الطائرات»، مشيرا إلى أن الطيران المرخص يخدم الصناعة ويؤدي دورا حيويا في خدمة الحركة الجوية.

وفي السياق ذاته، كشفت دراسة حديثة أجرتها شركة «ناس للطيران» أن الخدمات المقدمة من قبل شركات الطيران العارض (تشارتر) غير المرخصة تضر بنمو الطلب على الطيران الخاص في السعودية على المدى الطويل، وتتسبب في اتساع رقعة ما تسمى بالسوق الرمادية للطيران العارض، نتيجة عوامل كثيرة تشمل زيادة عدد شركات الطيران في المنطقة، والانكماش الاقتصادي العالمي المستمر، وعدم الاستقرار السياسي في بعض الدول في المنطقة.

وأكدت الدراسة أن تلك العوامل شجعت أصحاب الطائرات الخاصة على العمل دون ترخيص، وجني الأرباح من خلال الوسطاء، الأمر الذي يشكل تهديدا على نمو قطاع الطيران الخاص في الشرق الأوسط، وعلى الفرص الوظيفية في قطاع الطيران.

وأوضح، غسان حمدان الرئيس التنفيذي لشركة «ناس جت» أن الاستمرار في هذا الاتجاه حتما سيكون له تأثير سلبي على النمو الإجمالي للمشغلين المرخصين في منطقة الشرق الأوسط، باعتبارها غير قادرة على المنافسة ضد الأسعار التي تقدمها الشركات غير المرخصة، لافتا إلى أن «ناس جت» استثمرت مبالغ كبيرة في أنظمة السلامة والبنية التحتية لضمان حصول الركاب على خدمات طيران مميزة ذات موثوقية عالية وأمان تام وطيارين ذوي كفاءة، حيث إن الدراسات تشير إلى أن 50 في المائة من الوفيات في حوادث الطيران تأتي نتيجة خطأ من الطيار.

وكانت الهيئة العامة للطيران المدني أقرت أخيرا حزمة من الإجراءات التي فرضتها على شركات الطيران التي تقوم بنقل الحجاج، وذلك تفاديا لأي مخالفات في نقل المسافرين خلال موسم الحج المقبل.

وينص نظام العقوبات والغرامات على أن كل ناقل جوي يحمل حجاجا ثم لم يصل إلى السعودية أو لم يغادرها خلال الزمن المحدد المسموح به للوصول أو المغادرة يتم بحقه غرامة مالية عن كل رحلة مغادرة، ويجوز لهيئة الطيران المدني حجز الطائرة بالمطار في حال قدومها، دون الحصول على التصريح اللازم والمسبق لرحلات الحج. ويعد الاستثمار في الطيران العارض «التشارتر» من أكبر الفرص الاستثمارية في السعودية، خاصة بعد فتح موسم العمرة على مدار العام، وتعثر نقل الحجاج والمعتمرين إلى أوطانهم من قبل كثير من شركات الطيران الأجنبي، ووجود نشاط اقتصادي مستمر في دول المنطقة، حيث يقدر حجم الاستثمار في هذه الصناعة بنحو 1.5 مليار ريال سنويا (400 مليون دولار).