رئيس «براذر»: منطقة الشرق الأوسط ما زالت أهم مكامن نمو الشركة

كيوك لـ «الشرق الأوسط»: حولنا تحدياتنا إلى فرص.. ونستعد لركوب الموجة الثالثة

تيري كيوك رئيس شركة «براذر» («الشرق الأوسط»)
TT

تتوالى التحديات لتأتي بفرص جديدة لعملاق الطابعات وماكينات الخياطة الياباني، لتكون العمليات والأرباح جزءا أساسيا من مهمة البقاء ومواكبة التطورات وحفاظ الشركة على التزامها بفلسفتها التي شعارها «نحن إلى جانبك».

وقد ضع العمل الدؤوب الشركة، التي يبلغ عمرها 105 أعوام، على أرض صلبة، فالنتائج السنوية إيجابية عاما تلو الآخر. «براذرز كوميونيكيشين سبيس» في مدينة ناغويا الصاخبة، التي تعد رابع أكبر مدينة في اليابان، يعمل بها أكثر من 31 ألف موظف منتشرين حول العالم على تحقيق النمو المستدام. كانت الإجابة التي خلفها الانطباع الأول هي الاتجاه البارع المحسوب الذي تتبناه الشركة. يتم التفكير في كل خطوة مع وضع مصالح المساهمين والعاملين والعملاء في الاعتبار.

مدير الشركة وممثلها، توشيكازو كيوك، رئيس هذه المؤسسة اليابانية العملاقة التي تستكشف مجالات عمل جديد وأسواقا جديدة في الوقت الذي تعزز فيه قوتها. تعلو شفتيه ابتسامة متسامحة حكيمة ويُفضل أن يدعى «تيري»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لم نجزع مثل الآخرين عند حدوث الأزمة المالية عام 2008. بدأت الشركات المنافسة تخفض مخزونها، في حين أدركت شركتنا استمرار طلب الشركات الصغيرة والمتوسطة على الطابعات. أبقينا على مستوى إنتاجنا مع توقع عملائنا طرح المزيد من المنتجات في السوق». وبعد مرور 18 شهر على الأزمة، أزاحت الشركة الستار عن مجموعة من المنتجات من بينها طابعات وماكينات خياطة. وتم دعم الأبحاث والتطوير بضخ 350 مليون ين ياباني (3.5 مليون دولار).

* مكامن النمو

* وأشار تيري في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن براذر ما زالت مهتمة جدا بسوق مجلس التعاون، خاصة السوق السعودية والإماراتية. واعترف أن ثورات الربيع العربي في المنطقة كانت مؤثرة بعدة على إنتاجيه الشركة ومبيعاتها، ولكنه أبدى تفاؤلا تجاه السوق المصرية في المستقبل القريب. وأضاف تيري قائلا: «بعض المنتجات تصمم خصيصا من أجل أسواق السعودية والإمارات». وأضاف: «نحن نستحوذ على ما نسبته 17 في المائة، حصتنا السوقية في السعودية لطابعات ليزر أحادية اللون، و21 في المائة حصتنا السوقية لشركات صغيرة ومتوسطة في السوق نفسها».

* الفئة السعرية وأخطر التحديات

* وتحدث أيضا الرئيس التنفيذي للشركة خلال اللقاء عن تسعير شركته لمنتجاتها، مؤكدا أن كل ما يحمل اسم «براذر» هو بالتأكيد ليس أرخص منتج في السوق، وذلك لجودة المنتج، وجودة الخامات المستخدمة والتكنولوجيا والتقنية العالية المستخدمة، مؤكدا أن المستخدم في الأسواق التي تستهدفها شركته، يتفهم جيدا تلك المعايير، ويرحب بشراء المنتج. ولذا لاستمرارية إنتاج تكنولوجيا متطورة بتقنيات عالية، أكد تيري على أخطر المصاعب التي تواجه الشركة، وهي المنتجات المزورة التي تهرب إلى بعض أسواق الخليج من حين إلى آخر.

وقال: «نعمل بكل حزم مع السلطات المحلية لمحاولة السيطرة التامة على تلك المنتجات المزورة التي يجد مهربوها دوما طرقا جديدة، كما فعلنا في مساعدة السلطات الإماراتية في فبراير (شباط) الماضي، لتحريز أكثر من 5 ألاف خرطوش حبر ملون وكماليات أخرى لطابعات (براذر)».

* المنتجات والأرباح

* كانت النتائج واضحة للجميع، فقد ازدادت المبيعات العام الماضي ووصلت إلى 516 مليار ين ياباني، وهو ما يعادل 5.16 مليار دولار. وهي زيادة عن العام السابق بنسبة 3.8 في المائة. ومن المتوقع أن تزداد الأرباح وتبلغ 570 مليار ين (5.7 مليار دولار) خلال العام الحالي، في ظل توقع زيادة الطلب على الطابعات من أسواق دول المحيط الهادي - الآسيوي. ومن المتوقع أن تصل الأرباح إلى 750 مليار ين (7.5 مليار دولار) عام 2015.

تم وضع هدف طموح يتمثل في وصول المبيعات إلى 10 مليارات دولار عام 2021 في إطار «غلوبال فيجين 21»، من خلال تدشين خطوط إنتاج جديدة مثل إنتاج تطبيقات الوثائق والتعاون عن بعد. من المقرر أن يدعم مجال تطبيقات الوثائق تحويل الوثائق إلى صيغة رقمية، في حين يقدم مجال التعاون عن بعد خدمة اتصال تربط بين تكنولوجيا الشبكات والمنتجات. ويصف مسؤولون بارزون في المؤسسة خطة المبيعات المذكورة آنفا بـالواقعية والقابلة للتنفيذ. ويقول تيري: «تظل الطابعات منتجنا الأساسي، الذي يمثل 68 في المائة من المبيعات. سنستمر في طرح هذا المنتج في الأسواق الناشئة في آسيا والمحيط الهادي، حيث الطلب كبير».

المكاتب الخالية من الأوراق واقع حتمي. وتتراجع الحاجة إلى الورق والطابعات في الولايات المتحدة وأوروبا، لكن لا يزال تيري محافظا على رباطة جأشه. ويقول المسؤول عن عمليات المؤسسة في 44 دولة التي بها 52 مركز بيع و17 مصنع: «نحن نتطلع إلى النمو الرأسي الأفقي في الأسواق المختلفة». ومن المتوقع أن تزداد مبيعات الطابعات وماكينات الخياطة، التي تنتجها الشركة، في آسيا والشرق الأوسط خلال العقد المقبل. العائدات والمبيعات المتوقعة في تلك المناطق هائلة، بحسب مسؤولين رفيعي المستوى مثل تاكافومي كامينوتشي، المدير التنفيذي. ويضيف تيري: «سنحقق نموا في هذه الأسواق، في حين نتوسع في عملنا ومنتجاتنا في الولايات المتحدة وأوروبا».

* الموجة الثالثة

* كانت ماكينات الخياطة أول موجة من موجات الابتكار. وكانت الآلات الكاتبة والطابعات وآلات الفاكس والماسحات الضوئية هي الموجة الثانية، ونتطلع حاليا إلى ركوب الموجة الثالثة التي ستضم أنظمة إدارة الوثائق وخدمات التعاون عن بعد، والحلول على الإنترنت، على حد قول إيتشيرو.

تعلمت الشركة من التاريخ وسوف تعمل دائما على دعم نقاط قوتها، كما يوضح تيري، حيث يقول وهو يبتسم: «سنعمل على زيادة الأرباح بينما نستهدف أعمالا ومنتجات جديدة. وسوف نعمل على تحسين وتطوير منتجاتنا في الوقت الذي نسعى فيه إلى تحقيق المزيد من الأرباح». ويؤكد تيري أن الابتكار سيكون عنصرا أساسيا في عمل الشركة على تطوير التكنولوجيا التي من شأنها أن تطلق الموجة الثالثة من المنتجات. ويقول إيتشيرو ساساكي المدير التنفيذي المسؤول عن الخدمات والحلول، إن الشركة تجددت عبر عقود لتواكب تغير الزمن، ولا تخشى المخاطرة في إطار التوسع في أعمالها. ويوضح أنها بذلت جهدا كبيرا من أجل الحفاظ على اسمها التجاري وازدهاره.

بدأ مؤسس الشركة كانيكتشي ياسوي شركته بإصلاح ماكينات الخياطة عام 1908، وابتكر أخوه جاسويتشي خطاف مكوك الماكينة الذي يعد جزءا أساسيا منها. وخرجت أول ماكينة خياطة إلى النور عام 1932. وبدأت الشركة العمل في الولايات المتحدة في الخمسينات، وكوّنت اسما تجاريا في عالم الآلات الكاتبة. ظهرت بعد ذلك الآلات الكاتبة الإلكترونية خلال فترة السبعينات، ثم ظهرت الطابعات في الثمانينات، وبعدها طابعات الليزر والطابعات عالية الجودة والماسحات الضوئية خلال فترة التسعينات والسنوات الأولى من الألفية الثانية. كذلك قدمت شركة «براذرز» دراجة بخارية باسم «دارلينغ» بمحرك «هوندا»، لكن توقف الإنتاج بعد تعرض المصنع لإعصار. واتجهت الشركة بعد ذلك إلى المنتجات المنزلية مثل الأفران والمكانس الكهربائية والأجهزة الموسيقية الإلكترونية في السبعينات والثمانينات، لكن كان نجاحها محدودا.