كاميرون يشيد بميناء «لندن غيت واي».. ويدعو كل دبلوماسي لأداء «رسالة اقتصادية»

رئيس مجلس إدارة «موانئ دبي العالمية»: نملك الأرض ونشرف على المشروع بشكل كامل

سلطان أحمد بن سليم رئيس «موانئ دبي العالمية» يتوسط مسؤولين إماراتيين وبريطانيين (تصوير: جيمس حنا)
TT

أشاد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بميناء «لندن غايت واي» الذي تمتلكه شركة «موانئ دبي العالمية»، وقال في خطاب وجهه للعمال ورجال الأعمال وأصحاب المؤسسات، أمس أثناء زيارته للميناء الذي ما زال طور البناء بنهر التايمز بمنطقة تلبوري بايسيكس وقال كاميرون: «إن هذا المشروع يعتبر أضخم من الألعاب الأولمبية ويدخل في طموحات المملكة المتحدة»، مؤكدا أن هذا المشروع «من أعظم مشروعاتنا».

وحضر زيارة كاميرون للموقع رئيس مجلس إدارة شركة «موانئ دبي العالمية» سلطان أحمد بن سليم ونائبه، وسفير الإمارات في المملكة المتحدة عبد الرحمن غانم المطيوعي، ومجموعة من المسؤولين في الشركة، ووزير الأعمال والتطوير البريطاني مايكل فالن.

وقال بن سليم لـ«الشرق الأوسط» إن هذا المشروع «مهم جدا لأنه قريب للسوق البريطانية وخصوصا لندن التي هي من أهم الأسواق، ومن مميزاته أن مالكته دولة عربية من الإمارات، والمصممون الذين صمموا الميناء هم مهندسون في دبي وأشرفوا على البناء أيضا من دبي»، وأضاف: «نحن نملك المشروع ونديره، ونملك الأرض بنسبة 100% ملكا حرا، والميناء يعتبر من أكبر المشاريع اللوجيستية في أوروبا».

وأوضح أنه «بمقارنته مع كثير من الموانئ في العالم نجد أنه ليس فيها أراض لوجيستية، وهذا ما يميز هذا الميناء وميناء جبل علي بدبي، فقد استطعنا أن نبني منطقة تجارية محاذية للميناء وهي نفس ميزة جبل علي».

أما السفير الإماراتي في بريطانيا عبد الرحمن غانم المطيوعي فقال لـ«الشرق الأوسط»: إن مشروع ميناء الحاويات في بريطانيا «هو الأكبر في أوروبا ويعتبر الأحدث، لأن المنطقة الأوروبية منطقة ناضجة ووجود مثل هذا المشروع يعيد الزخم لبريطانيا ودورها في التجارة العالمية، وبعدما أخذت هولندا عن طريق ميناء روتردام الذي كان استلب دور وأهمية بريطانيا في التجارة العالمية، فوجود مثل هذا المشروع سيعيد الأهمية لبريطانيا بوصفها داعمة للاقتصاد والتجارة العالمية، فهو الأكبر في أوروبا».

وأضاف أنه «يضم منطقة لوجيستية تضم كثيرا من الشركات الموزعة لمنتجات متعددة حول العالم، و(ماركس & سبنسر) هي أول شركة ستأخذ موقعا لوجيستيا».

كما أشار المطيوعي إلى أنه يتوقع أن «يوفر المشروع 39 فرصة عمل مع اكتماله، ويبدأ خدماته نهاية 2013 وأيضا سيكتمل 2017 أو 2018 كميناء ومنطقة لوجيستية».

كما أشار السفير الإماراتي إلى أن هذا الميناء سيؤدي إلى التخفيف من الطرق في بريطانيا بحكم قربه من لندن وجنوب بريطانيا.

وبالنسبة للإمارات قال المطيوعي إنه سيكون له مردود اقتصادي وسياسي ويعمق العلاقات الاقتصادية بين البلدين ويفتح مجالات التعاون «ليس في بريطانيا فحسب بل حتى في الدول المجاورة التي لبريطانيا علاقات قوية بها، كما سيعيد الأهمية لبريطانيا كلاعب رئيسي في مجال التجارة العالمية».

ونوه السفير للمشروع الذي أعلن عنه رئيس الوزراء البريطاني في كلمته أيضا أمس في نفس المناسبة وهو «لندن ألي» وهو مشروع توليد الطاقة عبر المراوح الهوائية عن طريق البحر، بشراكة إماراتية. وأكد السفير أنه «خلال هذا العام سيتم تشغيل هذين المشروعين».

من جهته قال جمال ماجد بن ثنية، نائب رئيس مجلس إدارة موانئ دبي العالمية في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أمس أنه يرى أن الميناء «من أكبر المشاريع التي أنشئت في المدة الأخيرة في المملكة المتحدة، وهو جزء من استراتيجية التوسع التي قمنا بها على مستوى مجلس الإدارة في الفترة السابقة. وتم التركيز في الآونة الأخيرة على بناء شبكة من محطات الحاويات على مستوى العالم، وبقى تركيزنا على المناطق الاقتصادية لأن الخط التجاري يمتد من آسيا مرورا بالشرق الأوسط إلى القارة الأوروبية، وكذلك تكمل القارة الأوروبية شمال أميركا وأميركا الجنوبية، فتحدث رئيس الوزراء البريطاني اليوم عن أن أوروبا تمثل 24% من الدخل القومي العالمي، فالقارة الأوروبية لا يمكن تجاهلها بصفتها قوة اقتصادية ولها مستقبل واعد فيما يتعلق بالتجارة المارة من الشرق إلى الغرب لذلك كانت من ضمن خططنا أن يكون لنا وجود قوي في القارة الأوروبية ، وما نراه اليوم في «لندن غايت واي» هو أحدث بنية تحتية في الآونة الأخيرة».

وأشار بن ثنية إلى توقيت البناء الذي جاء في فترة الكساد الاقتصادي التي مر بها العالم وكان هذا تحديا بالنسبة لـ«موانئ دبي العالمية» أن تضخ ما يقارب من 1.5 مليار جنيه إسترليني، تعتبر جرأة استثمارية تجارية إيمانا منا بأن هذا المشروع سيكون له مستقبل واعد».

وعما يميز هذا المشروع قال المسؤول: «هو أنه تحيط به قاعدة لوجيستية وقاعدة تخزين أكبر من أي ميناء آخر في أوروبا، فلذلك نحن على يقين أنه سيكون له نجاح باهر في الفترة القادمة، ونحن نعلم أن القارة الأوروبية تمر بنوع من التذبذب أو الكساد الاقتصادي ولكن نحن مؤمنون بأن الدورة الاقتصادية تمر بمراحل صعودا وهبوطا، لكن سيكون أمام القادة الأوروبيين تعزيز النمو الاقتصادي».

وذكر بأن هذا المشروع «مملوك 100% من قبل «موانئ دبي العالمية» التي تملك فيها حكومة دبي 80% و20% يمتلكها المساهمون. وشركة «ماركس & سبينسر» هي أول حريف لنا في المنطقة اللوجيستية».

كما قال لـ«الشرق الأوسط» أيضا إن المنطقة اللوجيستية ستبدأ في التخزين في الفترة الأولى، كما أنها ستشمل الصناعات الخفيفة، وستكون مرنة وستحظى بالدعم من قبل الطرقات والميناء.

وتحدث ديفيد كاميرون في خطابه أيضا عن المنافسة الاقتصادية، ودور حكومته في ضرورة توفير أرضية مناسبة للأجيال القادمة، عبر التركيز على النهوض بالاقتصاد والتعليم وتكافؤ الفرص.

كما شدد رئيس الوزراء البريطاني على ضرورة توسيع الوجود الدبلوماسي البريطاني، وتطوير الدور الذي يلعبه الدبلوماسيون قائلا إن «لكل دبلوماسي رسالة اقتصادية».

وربط أهمية التجارة بدعم المنافسة العالمية من أجل تحقيق المصلحة الوطنية. وعرض للقرصنة في الصومال، وللتدخل البريطاني في ليبيا «من أجل إحداث التغيير، ودور بلاده في سوريا وإن «كل هذا متعلق بسلامة البريطانيين وله تأثير على الاقتصاد»، مضيفا: «نلعب دورا في السلام العالمي لأن له تأثير علينا».

وسيفتح ميناء «لندن غايت واي» أبوابه في الثلاثية الأخيرة من العام الحالي 2013 ليصبح بذلك الميناء الأكبر في بريطانيا وصاحب أكبر موقع لوجيستي في أوروبا. وتمتلك الميناء وتديره بشكل كامل شركة «دبي العالمية للموانئ». لتسهيل التحميل وتفريغ حاويات السلع بأسرع ما يمكن.

وتمتلك شركة «موانئ دبي العالمية» أكثر من 65 ميناء في في العالم وهي بصدد العمل على تطوير موانئ أخرى في أفريقيا وأوروبا، وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط.