مختصون: استيراد المواد الخام ومحدودية القوة التسعيرية أبرز تحديات الشركات الغذائية في السعودية

تقرير اقتصادي يثير قلقا عالميا بشأن الغذاء ويعزيه إلى تقلب الأسعار

TT

أثار تقرير اقتصادي صدر حديثا، القلق بشأن الغموض الذي يلفّ مستقبل قطاع الزراعة والغذاء في العالم، مشيرا إلى أن أبرز أسبابه تعود لتقلّب أسعار الأغذية، والاعتماد على الواردات في ظل ضعف القوة التسعيرية.

وأوضح التقرير الذي يصدر عن «الأهلي كابيتال»، مدير الثروات بمنطقة الشرق الأوسط، وأكبر مدير للأصول بالسعودية، أن أبرز المخاطر التي تنجم عن ضبابية مستقبل الغذاء، تتمثل في التعرّض إلى الأسواق الخارجية، والضغط على الهوامش الناتج عن تضخم أسعار الأغذية عالميا.

وفي هذا الصدد أوضح فاروق مياه، رئيس إدارة أبحاث الأسهم في «الأهلي كابيتال»، أنه تبقى تقلبات أسعار الأغذية عالميا، من أهم المخاطر على شركات الأغذية السعودية، نظرا لاستيراد معظم المواد الخام، إلى جانب محدودية القوة التسعيرية، ما من شأنه أن يؤدي إلى زيادة الضغوط على الهوامش.

وتوقع أن يستمر الركود في 2013 نتيجة لتباطؤ نمو الإيرادات، أكثر من المتوقع وتأخر قطاع الدواجن في التحول إلى الربحية وضغوط الهوامش الناتجة عن تكاليف التوسع.

ووفق التقرير، فإنه ستستمر احتمالية النمو على المدى البعيد، مع التوسع في الأعمال الحالية والدخول في أعمال جديدة، مستدركا في الوقت نفسه أن ما يثير القلق هو المخاطر التنفيذية ومحدودية القوة التسعيرية.

ووفق مياه، فإن أهم نقاط قوة الشركات السعودية في قطاع الأغذية، مبنية على توقعات نمو عدد المتاجر وهوامش الربحية في تجارة التجزئة والطاقة الإنتاجية للأغذية، خاصة في مجالي السكر وزيت الطبخ.

وتوقع التقرير مضاعفة سعر السهم بزيادة الوزن، مع احتمالية الارتفاع المحدودة بنسبة 16%، متوقعا أيضا نمو الطلب مدعوما بالتوسع والغالبية الشبابية للسكان والدخول في مجالات جديدة إضافة إلى الحصة السوقية المرتفعة لبعض الشركات وخصوصا شركتي «صافولا» و«المراعي».

ومع ذلك لفت مياه إلى أنه كان هناك استقرار في أسعار الأغذية العالمية حتى وقت قريب، ما من شأنه أن يدعم هوامش قطاع الأغذية السعودي، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه لوحظ أن معظم مكاسب «المراعي» قد تلاشت مع زيادة تكاليف التوسع.

من ناحيته أكد محمد الحمادي رئيس اللجنة الغذائية بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض لـ«الشرق الأوسط»، أن المستجدات والمتغيرات الاقتصادية العالمية، ليس في صالح تأمين الغذاء عالميا، موضحا أن أنها مرتفعة المخاطر في هذا القطاع.

ونوه بأهمية قطاع الغذاء والتي يستمدها من كونه اقتصاديا استهلاكيا بشكل لا يمكن الاستغناء عنه، كونه يؤثر في دخل المستهلك بصورة مباشرة ويومية، ما يعني ضرورة الاستفادة من سياسة التجارة الدولية، والتي تدعو لفتح المجال واسعا، للتركيز استثماريا وتجاريا على الزراعة وإنتاج الغذاء بمختلف أصنافه.

ولفت إلى أن منطقة الخليج والسعودية خصوصا تعاني شحّا في المياه، تبقى استراتيجية خادم الحرمين الشريفين، الرامية لتعزيز الاستثمار الزراعي في البلاد الغنية بأسباب نجاحها، من الأهمية بمكان الاستفادة منه من خلال تشجيع المستثمرين في السعودية للاستثمار الزراعي، خاصة في الدول الأفريقية القريبة من حيث الموقع الجغرافي والنمط الغذائي من دول شمال أفريقيا.

وشدد الحمادي بضرورة التكامل العربي الاقتصادي من خلال الاستثمار الزراعي، بهدف التحول من النموذج الاقتصادي القديم إلى النموذج الاقتصادي الجديد، لتحقيق نمو سريع في مجال الاستثمار الزراعي، وبالتالي تأمين الغذاء فالحد من الفقر، مع خلق المزيد من الوظائف، بجانب تحسين المعرفة والمهارات الإنتاجية وقوى العمل المساعدة على إنجاز هذا الهدف الاستراتيجي للأمة العربية جمعاء.

يشار إلى أن «الأهلي كابيتال»، أبقت على توصيتها بزيادة الوزن لسهم «صافولا» بسعر مستهدف 57.5 ريال (16.6 دولار)، فيما أبقت توصيتها بالحياد على سهم «المراعي» بسعر مستهدف 68.6 ريال(18.4 دولار).

وكانت قد توقعت «الأهلي كابيتال»، في تقريرها حول قطاع الزراعة والمواد الغذائية نمو الأرباح في شركتي «صافولا» و«المراعي»، على خلفية الخطط التوسعية القوية في الأعمال الحالية والجديدة، معتقدة أن كلتا الشركتين، في وضع جيد للاستفادة من النمو المتوقع في قطاعاتها.

وقال مياه: «تتداول (صافولا) عند مكرر ربحية 15.2 مرة لعام 2013. مقابل (المراعي) التي تتداول عند مكرر ربحية 17.1 مرة، وأعتقد أن تقييم (صافولا)، لا يزال جذابا رغم نمو المكررات 17% خلال الأشهر الستة الماضية».